شهدت بوليفيا محاولة انقلابية فاشلة خلال الساعات الماضية، حيث أوقفت الشرطة البوليفية مساء أمس الأربعاء، قائد الجيش الجنرال خوان خوسيه زونيغا.
وقد جاء ذلك بعدما أقاله الرئيس لويس آرسي بسبب قيادته قوة عسكرية حاولت اقتحام القصر الرئاسي بهدف “إعادة هيكلة الديمقراطية” في البلاد، وهي خطوة لقيت إدانات إقليمية ودولية واسعة.
وقد أظهرت مشاهد بثّها التلفزيون الرسمي عناصر الشرطة وهم يلقون القبض على الجنرال زونيغا بينما كان يتحدث إلى صحافيين أمام ثكنة عسكرية في العاصمة، وأجبروه على ركوب سيارة للشرطة.
قائد الجيش البوليفي خوان خوسيه زونيج
وكان وزير الداخلية جوني أغيليرا يخاطبه قائلاً: “أنت رهن التوقيف أيها الجنرال”.
وقد اقُتيد الجنرال المقال إلى مركز الشرطة التابع للقوة الخاصة بمكافحة الجريمة، ولم تحدّد النيابة العامة التهم الموجّهة إليه بعد.
وقد جاء توقيف الجنرال بعد انسحابه ورجاله من ميدان موريلو في لاباز، حيث كانوا قد سيطروا عليه خلال النهار ووضعوا عربات مدرّعة أمام القصر الرئاسي.
من التوقيفات
في يوم مشحون بالتوتر فقد زرعت قوات عسكرية بوليفية البلبلة في العاصمة، حين تقدّمت بتشكيلات متراصّة عبر الشوارع المؤدية إلى ساحة موريللو، حيث فرضوا قيودًا على الوصول إليها.
قوات بوليفية قرب القصر الرئاسي
وردًا على هذه الخطوة فقد أدان رئيس الدولة اليساري، آرسي، عبر شبكة “إكس”، “التحركات غير النظامية لوحدات معينة من الجيش البوليفي”.
BREAKING: Military enters Bolivia's Palacio Quemado by force, running an armoured vehicle into the palace doors as a coup is underway. @teleSURtv pic.twitter.com/DjX0Y8pkpT
— Kawsachun News (@KawsachunNews) June 26, 2024
وفي خطاب متلفز، أكد آرسي على أهمية احترام الديمقراطية، مواجهًا التحرك العسكري المفاجئ.
وفيما كان العسكريون يسيطرون على الميدان، فقد رصدت صحافية في وكالة “فرانس برس” مدرعة تحاول كسر باب القصر الرئاسي، حيث دخلها الجنرال زونيغا لبرهة مع عسكريين ودبابات.
وقد عبّر الجنرال زونيغا، وهو محاط بقواته، عن نية “إعادة هيكلة الديمقراطية لتصبح حقيقية”، مؤكدًا أنها ليست ديمقراطية بحكم الأسياد الذين حكموا لعقود.
وردًا على هذه التطورات فقد ألقى آرسي رسالة مصورة داعيًا الشعب البوليفي إلى “تنظيم نفسه والتعبئة ضد الانقلاب من أجل الديمقراطية”، وأشار إلى تمركز الجنود والدبابات في ساحة موريللو، داعيًا إلى “تعبئة وطنية للدفاع عن الديمقراطية”.
#بوليفيا 🇧🇴|
تطورٌ مهم، فشل الانقلاب وغادر قائده القصر الرئاسي للتو👏🏽
الجنرال خوان خوسيه زونيغا، الذي قاد الانقلاب، غادر الرئاسة في سيارته المدرعة، ووصل وفودٌ من الشعب القصر الرئاسي ومحيطه بأعدادٍ يفوق عدد الجيش الانقلابي.
وإلى هنا فشل الانقلاب المدبّر من الغرب👏🏽🔥🇧🇴 pic.twitter.com/UcYsXvvA31
— Idriss C. Ayat 🇳🇪 (@AyatIdrissa) June 26, 2024
وبعد أن أقال الرئيس قائد الجيش فقد تم تعيين قيادة عسكرية جديدة التي أدت اليمين الدستورية في القصر الرئاسي، وتم بث هذه اللحظات مباشرة على التلفزيون الوطني.
قادة جدد للجيش البوليفي يؤدون اليمين أمام الرئيس ويتعهدون بإعادة القوات المسلحة لمواقعها.
👈 تفكك انسجام النسق العسكري مؤشر قوي على فشل الانقلاب العسكري.#بوليفيا pic.twitter.com/GAwCO62h53
— د. محمد دخوش (@MuhDakhouche) June 26, 2024
الرئيس البوليفي لويس أرسي
وسرعان ما انسحب العسكر المتمرد من أمام القصر الرئاسي في وقت مبكر من المساء، وفي الحين خرج الرئيس إلى شرفة القصر ليحيي أنصاره الذين تجمّعوا بالمئات في الساحة.
وأكد الرئيس قائلاً: “لن يسلب أحد منا الديمقراطية التي انتزعناها بفخر”.
الرئيس البوليفي (إكس)
Este es el artífice del golpe de Estado en Bolivia 🇧🇴 el general Juan José Zúñiga. Ayer amenazó con arrestar a Evo Morales y hoy busca dar un golpe. Debe ser condenado por traicionar a su país, violar el orden constitucional y la democracia.pic.twitter.com/JpkQtpxSQr
— El Necio (@ElNecio_Cuba) June 26, 2024
ومنذ يوم الثلاثاء فقد انتشرت شائعات حول إقالة الجنرال زونيغا، الذي تولى منصبه منذ نوفمبر 2022، بسبب تجاوزه لسلطاته.
وقد تم تقديم زونيغا لتصريحات معادية لموراليس، الذي كان يوماً حليفاً للرئيس الحالي آرسي وأصبح الآن أكبر خصم سياسي له في إطار حملة الانتخابات الرئاسية المقبلة.
أما زونيغا فقد أعلن أنه قد يعتقل الرئيس السابق إذا ما أصر على الترشح مجدداً، رغم أن ذلك يتعارض مع القوانين البوليفية، وأضاف قائلاً: “قانونياً، فهو غير مؤهل ليكون رئيساً للبلاد”.
الجيش انتشر بالشوارع وأغلق بعضها.. محاولة انقلاب عسكري في #بوليفيا يقودها قائد الجيش#العربية pic.twitter.com/q8qdJ10Frt
— العربية (@AlArabiya) June 26, 2024
أما موراليس فقد شغل رئاسة بوليفيا منذ عام 2006 حتى 2019، وأعيد انتخابه في 2009 و2014، واستقال عام 2019 في ظل احتجاجات اجتماعية واتهامات بتزوير الانتخابات.
وقد أدانت وزارة الخارجية الروسية يوم الخميس بشدة محاولة الانقلاب في بوليفيا التي وقعت يوم الأربعاء، ووصفت الوضع بأنه “غير مقبول”، وقد أعربت الوزارة عن دعمها الكامل والثابت للرئيس البوليفي لويس آرسي.
وجاء في بيان من الخارجية الروسية “ندين بشدة محاولة الانقلاب العسكري”، محذرة من “التدخلات الخارجية المدمرة في شؤون بوليفيا الداخلية”، دون تحديد الدول المعنية.
ومن جهته فقد دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز من مدريد إلى “احترام الديمقراطية وحكم القانون” في بوليفيا.
وقد أكد سانشيز في تغريدة على منصة “إكس” بأن إسبانيا تدين بشدة التحركات العسكرية، وأعرب عن دعمها وتضامنها مع الحكومة والشعب البوليفيين.
وفي واشنطن فقد أعلن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأميركي بأن الولايات المتحدة تتابع الأوضاع في بوليفيا عن كثب وتدعو إلى الهدوء.
كما دعا قادة تشيلي والإكوادور والبيرو والمكسيك وكولومبيا إلى احترام مبادئ الديمقراطية في بوليفيا.
وعلى جانب آخر فقد نشر الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا على موقع “إكس” تعليقاً يعبر فيه عن حبه للديمقراطية وأمله في تعزيزها في جميع أنحاء أميركا اللاتينية.
وفي فنزويلا فقد أدان الرئيس نيكولاس مادورو محاولة “الانقلاب في بوليفيا”، التي وصفها بأنها دبرتها “أقصى اليمين مع خائن عسكري”.
ومن جهته فقد أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، عن قلقه العميق إزاء تطورات الوضع في بوليفيا.