تشهد “بوابة الجحيم” في سيبيريا توسعًا مستمرًا، حيث أظهرت دراسة جديدة بأن فوهة بركان باتاجيكا العملاقة في سطح الأرض تتوسع بمعدل 35 مليون قدم مكعب كل عام.
وتبلغ حاليًا طول الحفرة حوالي كيلومتر واحد، وعرضها يصل إلى 800 متر في أوسع نقطة لها، وفقًا لموقع “نيو أطلس”.
وتشير التقارير إلى أن الكتلة الغارقة في الأرض لا تزال تنمو وتتوسع، مما يؤثر على المناظر الطبيعية للمنطقة.
وتقع فوهة باتاجيكا في سلسلة جبال تشيرسكي في شمال شرق سيبيريا، وعلى الرغم من اسمها فإنها ليست بركانًا حقيقيًا، بل هي منخفض حراري كارستي، وهو نوع من الحفر أو الانهيارات الضخمة التي تحدث نتيجة انهيار وتكسير الأرض بسبب ذوبان الطبقة المتجمدة في التربة.
وقد تم اكتشاف هذا الانهيار في عام 1991، عندما انشقت الأرض تحت السطح وسحبت معها جزءًا كبيرًا من التلال، ويمكن رؤية عملية نمو الفوهة منذ اكتشافها حتى عام 2007 في فيديو نشرته هيئة المسح الجيولوجي الأميركية.
صورة التقطتها وكالة الفضاء الأميركية عام 2022
وتُعتبر التربة الصقيعية أساسًا للأرض التي تبقى عند درجة حرارة 32 درجة فهرنهايت (0 درجة مئوية) أو أقل لمدة تزيد عن عامين، وتشكل ربع المساحة اليابسة في نصف الكرة الشمالي من هذه التربة المجمدة والصلبة، ويمكن أن يصل عمقها إلى عدة أقدام أو حتى ميل واحد تقريبًا.
بوابة الجحيم تتوسع وتثير القلق في سيبيريا
وفي الوقت الحالي يشهد العالم توسعًا مستمرًا لظاهرة “بوابة الجحيم”، وذلك بفعل ارتفاع درجات الحرارة الجوية.
ويذكر أنه عندما تنهار طبقة التربة الصقيعية أو تذوب، تتحول من حالة صلبة إلى طينية غير قادرة على دعم النباتات والغطاء النباتي السطحي.
ومع انهيار حواف هذه المناطق تتعرض الأرض لفقدان غطاء الأشجار الذي يوفر الحماية من أشعة الشمس والحرارة.
وعند هذه المرحلة يتم تحلل المواد العضوية التي كانت محمية في الجليد وتطلق الكربون في الغلاف الجوي، مما يؤدي إلى زيادة ارتفاع درجة حرارة الغلاف الجوي وفقدان المزيد من التربة الصقيعية بشكل متسارع.
وفي عام 2016 فقد تسبب ذوبان التربة الصقيعية في إطلاق بكتيريا الجمرة الخبيثة، والتي تسببت في وفاة العديد من الحيوانات وإصابة السكان المحليين بما في ذلك وفاة طفل واحد.
ويذكر بأن واحدة من المناطق المعروفة بتوسع “بوابة الجحيم” هي حفرة باتاجيكا، والتي أطلقت عليها ألقاب “بوابة العالم السفلي” و”بوابة الجحيم”.
وتتميز هذه الحفرة بحواف شديدة الانحدار تشبه الجرف، مما يكشف عن التربة الصقيعية التي يُقدر أنها استمرت في التجمد لمدة تصل إلى 650 ألف عام، وتصل عمق الحفرة حاليًا إلى حوالي 50 مترًا، مع انخفاض المناطق المحيطة بمقدار 100 متر.