تشهد الأوساط السياسية والعسكرية في إسرائيل قلقًا متزايدًا إزاء تنامي القدرات العسكرية المصرية، حيث حذرت تقارير إعلامية عبرية من أن أي مواجهة مستقبلية مع القاهرة لن تكون كسابقاتها. وأكدت هذه التقارير أن الجيش المصري يعد من أقوى الجيوش في المنطقة، ويتمتع بقدرات قتالية متقدمة تجعله قوة لا يمكن تجاهلها.

التفوق العسكري المصري يقلق تل أبيب
أشارت التحليلات الإسرائيلية إلى أن الجيش المصري يتمتع بتعداد بشري ضخم، يضم ملايين من جنود الاحتياط، إلى جانب امتلاكه أسطولًا بحريًا متطورًا يشمل غواصات حديثة وحاملات طائرات، مما يمنحه ميزة استراتيجية في السيطرة البحرية بالمنطقة. ورغم استمرار تفوق إسرائيل في مجالي التكنولوجيا والاستخبارات، إلا أن هذه العوامل لم تكن كافية لتهدئة المخاوف بشأن احتمالية نشوب صراع غير محسوب العواقب.
الاستقرار السياسي في مصر.. هاجس إسرائيلي للمستقبل
في الشأن السياسي، ترى الدوائر الإسرائيلية أن الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي يتبع نهجًا عقلانيًا يوازن بين المصالح الوطنية والعلاقات الدولية، خاصة مع القوى الغربية. إلا أن القلق الحقيقي، وفقًا لهذه التقارير، يكمن في مرحلة ما بعد السيسي، حيث يُخشى أن تتبنى القيادة القادمة نهجًا أكثر تشددًا تجاه إسرائيل، لا سيما في ظل تصاعد العداء الشعبي تجاهها داخل مصر.
التحركات المصرية تُرغم واشنطن على مراجعة مواقفها
يتزامن هذا القلق الإسرائيلي مع تغير في الموقف الأمريكي، حيث لوحظ تراجع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن بعض مواقفه السابقة، خاصة فيما يتعلق بمخططات التهجير، وهو ما ربطته مصادر إسرائيلية بالموقف المصري الحاسم. وشملت هذه التحركات تهديدات مصرية واضحة بتحريك الجيش وإنهاء اتفاقية السلام في حال تعرضت مصالحها للخطر، ما أجبر واشنطن على إعادة النظر في سياساتها بالمنطقة.
ختامًا
تعكس هذه التطورات إدراك إسرائيل المتزايد لحجم القوة العسكرية المصرية، ليس فقط من حيث الإمكانيات والتسليح، ولكن أيضًا في ظل التحولات السياسية المحتملة في المستقبل. ورغم محاولات المسؤولين الإسرائيليين طمأنة الرأي العام الداخلي بالتفوق التكنولوجي، إلا أن الواقع الجديد يفرض معادلة مختلفة قد تعيد رسم موازين القوى في المنطقة.