في موقف لافت، أظهر الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي صلابة غير مسبوقة في مواجهة الولايات المتحدة، حيث أحبط خطط الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن تهجير الفلسطينيين من غزة، ورفض بشكل قاطع أي حديث عن منحهم أراضي مصرية.
ووفقًا لما نشرته صحيفة إكسبريس نيوز الأوروبية، فإن العالم لم يُفاجأ بموقف السيسي، فقد سبق أن أثبت قوته عندما تصدى لجماعة الإخوان، المدعومة من الولايات المتحدة وأوروبا وتركيا. وأشارت الصحيفة إلى أن السيسي وضع شروطًا واضحة لأي لقاء مع ترامب، مؤكداً أنه لن يجلس معه إذا كان الحوار يتعلق بملف تهجير الفلسطينيين. كما وصف تصريحات ترامب بشأن اقتطاع جزء من الأراضي المصرية لأهل غزة بأنها “من وحي خياله”.
صدمة في الأوساط الدولية
أثار موقف السيسي دهشة وارتباكًا لدى العديد من المراقبين والسياسيين، خاصة في الأوساط الأمريكية والإسرائيلية. فقد وصف إيان بريمر، أحد أبرز السياسيين البريطانيين، موقف السيسي بأنه “الأقوى منذ تولي ترامب الرئاسة”، مضيفًا أن “السيسي قتل خطط ترامب لغزة”.
من جهته، قال إيدي ديكال، الضابط السابق في جهاز الموساد، إن “صمود السيسي كان بمثابة صدمة كهربائية عطلت خطط ترامب، وهو لن يقف مكتوف الأيدي مهما تصاعدت الضغوط”.
أما روث واسرمان، نائبة السفير الإسرائيلي السابق في مصر، فأكدت أن “القوة العسكرية التي بناها السيسي والتعزيزات المصرية في سيناء تجعله يتحدث من موقع قوة، إذ أن مصر جاهزة عسكريًا لمواجهة أي سيناريو”.
في المقابل، اعتبر مارك كيميت، مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق للشؤون السياسية والعسكرية، أن “السيسي أهان ترامب علنًا، ما شكل صفعة قوية للإدارة الأمريكية”.
مصر.. حليف موثوق للفلسطينيين
وسط هذه التطورات، عبّر أهل غزة عن ارتياحهم لموقف مصر، مؤكدين أنه “من يضع ثقته في مصر، لا يشعر بالبرد”، في إشارة إلى أن القاهرة تظل حليفًا موثوقًا للفلسطينيين، رافضة أي حلول تأتي على حساب سيادتها أو حقوق الشعب الفلسطيني.
يأتي هذا الموقف ليؤكد أن القاهرة لا تزال تلعب دورًا رئيسيًا في حماية الأمن القومي العربي، رافضة أي ضغوط أو محاولات لفرض حلول غير عادلة في القضية الفلسطينية.