في خطوة تعكس دعمها للقضية الفلسطينية وتضامنها مع الشعب الفلسطيني، رحبت المملكة العربية السعودية بقرار مجلس الأمن الدولي الذي يدعو إلى إيصال المساعدات الإنسانية إلى غزة ووقف إطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي.
ما هو مضمون قرار مجلس الأمن؟
أعربت وزارة الخارجية السعودية في بيان لها عن أملها بأن يشكل هذا القرار خطوة في الاتجاه الصحيح للوصول إلى وقف شامل للعمليات العسكرية وحماية المدنيين في غزة، الذين يتعرضون لمجازر وجرائم حرب من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وطالبت الوزارة المجتمع الدولي بالاضطلاع بمسؤولياته، ووضع حد فوري للانتهاكات الممنهجة التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي تجاه المدنيين العزل من قتل وتهجير قسري بما يخالف القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني، وينص قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2023 على ما يلي:
- إنشاء آلية أممية لتسريع إيصال المساعدات الإنسانية بشكل موسع وآمن ودون عوائق إلى غزة، وتقديم الدعم اللازم لإعادة الإعمار والتنمية في القطاع.
- تهيئة الظروف اللازمة لوقف مستدام لإطلاق النار بين الفصائل الفلسطينية والاحتلال الإسرائيلي، والعمل على تحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية وتعزيز الوحدة السياسية والمؤسسية.
- إحياء عملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية وخارطة الطريق ومبادئ مؤتمر مدريد.
ما هي مواقف الدول الأخرى من القرار؟
وأشادت الوزارة بالدور الذي تلعبه الإمارات العربية المتحدة في دعم القضية الفلسطينية، والتي قدمت مشروع القرار الذي تم تبنيه بأغلبية ساحقة من أعضاء مجلس الأمن، بما في ذلك الصين وفرنسا والمملكة المتحدة، في حين امتنعت الولايات المتحدة وروسيا عن التصويت، وأكدت الوزارة على موقف المملكة الثابت والداعم للقضية الفلسطينية، وحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وفقًا لقرارات الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية، وعبرت الدول العربية والإسلامية والأوروبية والأفريقية والآسيوية عن تأييدها للقرار، ودعت إلى تنفيذه بشكل فوري وفعال، والضغط على إسرائيل لوقف العدوان على غزة والالتزام بالقانون الدولي، وفي المقابل، رفضت إسرائيل القرار، واعتبرته “منحازا وغير واقعي”، وأكدت أنها ستواصل عملياتها العسكرية في غزة “حتى تحقيق أهدافها الأمنية”، وأنها لن تسمح بأي تدخل دولي في شؤونها الداخلية.
ما هي الأوضاع الإنسانية والعسكرية في غزة؟
وتأتي هذه الخطوة في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في قطاع غزة، التي بدأت منذ 11 أسبوع، والتي أسفرت عن مقتل ما يقرب من 20 ألف فلسطيني، وإصابة الآلاف، وتدمير البنية التحتية والمنشآت الصحية والتعليمية والإعلامية، وأدى الصراع إلى نزوح معظم سكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة تقريبًا وسط ظروف إنسانية “كارثية”، بحسب وصف الأمم المتحدة، التي حذرت من خطر انهيار النظام الصحي والمياه والكهرباء في غزة، وفي حين أن المرحلة الأولى من الحرب شهدت غارات جوية وبرية وبحرية مكثفة، وتضمنت المرحلة الثانية اجتياحًا بريًا موسعًا بالدبابات، أعلن الجيش الإسرائيلي أنه يستعد للانتقال إلى “المرحلة الثالثة” من الحرب في غزة خلال الأسابيع المقبلة، مبينًا أنه سيكون قتالًا بشكل مستهدف.