يشكل الأطفال في قطاع غزة المحاصر منذ 17 عاما ما يقرب من نصف السكان البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة، ويعاني هؤلاء الأطفال من أعراض الصدمة الشديدة إلى جانب خطر التعرض للإصابة والموت، بسبب العدوان المستمر من قبل الاحتلال الإسرائيلي، وقالت وزارة الصحة في غزة اليوم الاثنين إن أكثر من 2500 طفلا قتلوا خلال 17 يومًا من القصف الذي شنته القوات الاحتلال الإسرائيلي منذ هجوم المقاومة في حماس يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول، وهذا يعني أن ما يقرب من 139 أطفال في المتوسط يوميًا وأصيب آلاف آخرون.
أوضاع مأساوية للأطفال
يعيش الأطفال تحت قصف شبه مستمر ويتكدس الكثير منهم في ملاجئ مؤقتة في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة بعد فرارهم من منازلهم ومعهم القليل من الطعام والمياه النظيفة، وينام في بعض الأحيان 100 شخص في الفصل الواحد، الأمر الذي يتطلب تنظيفًا مستمرًا بالإضافة إلى القليل من الكهرباء والماء، والحمامات والمراحيض الغير نظيفة.
أطفال غزة: ضحايا القصف الإسرائيلي
إن انعدام وجود مكان آمن قد خلق شعورًا عاما بالخوف والرعب بين جميع السكان والأطفال هم الأكثر تأثرا، فقد أعلن الاحتلال أنه سينفذ عملية برية على غزة مما يسبب حالة من حالات الاضطراب لدى الأطفال، وقالت الأمم المتحدة إن المدارس التي يلجأ إليها السكان هربا من القصف تعرضت للقصف عدة مرات، إن انعدام وجود مكان آمن خلق شعورًا عاما بالخوف والرعب بين جميع السكان والأطفال هم الأكثر تأثرا” فعندما يسمع الأطفال تحريك كرسي، يقفزون من الخوف، وعند حدوث قصف فإنهم يصرخون دائمًا، خائفين دائمًا.
في وقت مبكر من يوم السبت، بعد أن دمرت غارة جوية إسرائيلية مبنى في مدينة غزة، مما أسفر عن مقتل العديد من أفراد عائلة أبي عكر، وقفت مجموعة كبيرة من الأطفال بين أولئك الذين يراقبون رجال الإنقاذ وهم يبحثون بين الأنقاض عن الناجين والجثث، وبينما كانت النساء في الجوار ينتحبن ويبكين، وقف الأطفال يراقبون، ولم تظهر على وجوههم أي شيء، لقد عاشوا تحت قصف شبه مستمر، وحشر العديد منهم في ملاجئ مؤقتة في المدارس التي تديرها الأمم المتحدة بعد فرارهم من منازلهم مع عدم توفر سوى القليل من الطعام أو المياه النظيفة.
طفولة مدمرة: 15 عاماً من القصف في غزة
إن الطفل الذي يبلغ من العمر 15 عاما في غزة قد شهد خمس فترات من القصف المكثف في حياته، وذلك منذ عام 2008 وحتى عام 2023. هذه الفترات هي:
العملية | أهم النتائج |
---|---|
الرَّصاص المصبوب (2008-2009) | استمرت هذه العملية مدة 22 يومًا، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 1300 فلسطيني، معظمهم من المدنيين. |
عمود السحاب (2012) | استمرت هذه العملية مدة 8 أيام، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 140 فلسطينيًا، معظمهم من المدنيين. |
الجرف الصامد (2014) | استمرت هذه العملية مدة 51 يومًا، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 2100 فلسطيني، معظمهم من المدنيين. |
سيف القدس (2021) | استمرت هذه العملية مدة 11 يومًا، وأسفرت عن استشهاد أكثر من 260 فلسطينيًا، معظمهم من المدنيين. |
طوفان الأقصى (2023) | هذه العملية منذ يوم 7 أكتوبر ومازال القصف الإسرائيلي على المدنيين العزل مما أدى إلى استشهاد أكثر من 5000 فلسطيني، معظمهم من الأطفال والنساء المدنيين. |
إن تعرض طفل لهذه الكَمّيَّة من العنف والخوف في حياته له تأثير مدمر على صحته العقلية والجسدية، فقد أظهرت الدراسات أن الأطفال الذين يتعرضون لمثل هذه الظروف هم أكثر عرضة للإصابة باضطرابات ما بعد الصدمة، ومشاكل سلوكية، ومشاكل صحية مزمنة، من الصعب تخيل كيف يمكن لطفل أن ينمو ويتطور بشكل طبيعي في مثل هذه الظروف، إن هذه التجربة يمكن أن تترك ندوبا عميقة على روحه وجسده، ويمكن أن تؤثر على حياته كُلََّها.
آثار الحرب المدمرة على صحة الأطفال في غزة
أظهرت الدراسات التي أجريت بعد الصراعات السابقة في غزة أن غالبية الأطفال يعانون من أعراض اضطراب ما بعد الصدمة، بما في ذلك:
- اضطرابات النوم، مثل الأرق والكوابيس والرعب الليلي.
- تغيرات الشهية.
- الخوف والشعور بالتهديد.
- السلوك العدواني أو الانسحابي.
- صعوبة التركيز.
- السلوك التراجعي.
- القلق.
- فرط النشاط.
- العدوانية.
- أعراض جسدية، مثل الصداع وآلام المعدة.
- التشنجات.
- التبول اللاإرادي.
- ارتفاع درجة الحرارة دون سبب بيولوجي.
- أو طفح جلدي في الجسم.
- العصبية وعدم ترك والديهم.
النسبة | الآثار النفسية والجسدية |
---|---|
82% | نسبة الأطفال في حالة خوف مستمر أو خوف من الموت الوشيك |
91% | نسبة الأطفال الذين يعانون من اضطرابات في النوم |
94% | نسبة الأطفال الذين ناموا مع والديهم خلال النزاع |
85% | نسبة الأطفال الذين يعانون من تغيرات في الشهية |
82% | نسبة الأطفال الذين يعانون من الغضب |
97% | نسبة الأطفال الذين يعانون من شعور بعدم الأمان |
38% | نسبة الأطفال الذين يعانون من الشعور بالذنب |
47% | نسبة الأطفال الذين يقضمون أظافرهم وأن 75 % من الأطفال فوق سن السادسة كانوا يعانون من واحد أو أكثر من أعراض الإجهاد اللاحق للصدمة. |
76% | نسبة الأطفال الذين يعانون من الحكة أو الشعور بالمرض |
المنظمات والمؤسسات المعنية بحقوق الطفل التي تحدثت عن أطفال
- منظمة العفو الدولية: أصدرت منظمة العفو الدولية تقريرًا في عام 2023 بعنوان “حصار غزة: 17 عامًا من الكارثة الإنسانية” نددت فيه بالممارسات الإسرائيلية التي وصفتها بأنها “جرائم ضد الإنسانية”.
- منظمة هيومن رايتس ووتش: أصدرت منظمة هيومن رايتس ووتش تقريرًا في عام 2023 بعنوان “حصار غزة: 17 عامًا من المعاناة” نددت فيه بالممارسات الإسرائيلية التي وصفتها بأنها “انتهاكات لحقوق الإنسان”.
- منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف): أصدرت منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف) العديد من البيانات والتقارير حول آثار الحرب على الأطفال في غزة، بما في ذلك تقريرها الصادر في عام 2023 بعنوان “طفولة مدمرة: 15 عاما من القصف في غزة”.
وخلص تقرير أصدرته منظمة إنقاذ الطفولة العام الماضي حول تأثير 15 عاما من الحصار والصراعات المتكررة على الصحة العقلية للأطفال في غزة إلى أن رفاههم النفسي والاجتماعي “انخفض بشكل كبير إلى مستويات مثيرة للقلق”. الأطفال الذين قابلتهم وكالة الإغاثة “تحدثوا عن الخوف والعصبية والقلق والتوتر والغضب، وذكروا المشاكل العائلية والعنف والموت والكوابيس والفقر والحرب والاحتلال، بما في ذلك الحصار، باعتبارها الأشياء التي لا يحبونها كثيرًا في حياتهم ونقل التقرير عن أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، وصفه لحياة الأطفال في غزة بأنها جحيم على الأرض.