قامت إسبانيا وأيرلندا بخطوة تاريخية يوم الثلاثاء بإعلان اعترافهم رسمياً بدولة فلسطين، وذلك وفقًا لإعلانات صادرة عن حكومتي البلدين.
وقد تم الإعلان الرسمي الإسباني خلال اجتماع حكومي صباح الثلاثاء حيث قال رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز، من أمام مقر رئاسة الوزراء في مدريد، في خطاب تلفزيوني بأنّ قرار الاعتراف له هدف وحيد وهو دعم السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين.
وقد أكد بيدرو سانشيز بأن هذا الاعتراف ليس ضد أي طرف بما في ذلك إسرائيل، وأشار إلى أن إسبانيا تحترم وتقدّر الشعب الإسرائيلي وتسعى لبناء علاقات جيدة معه.
وفي إطار دعم الجهود السلمية فقد دعا بيدرو سانشيز إلى وقف دائم لإطلاق النار وزيادة المساعدات الإنسانية إلى غزة، وإطلاق سراح الرهائن الذين تحتجزهم حماس.
مظاهرة مؤيدة للفلسطينيين في برشلونة
وقد أكد رئيس الوزراء الإسباني بأن بلاده سوف تعترف بدولة فلسطينية تضم قطاع غزة والضفة الغربية، وستكون موحدة تحت إدارة السلطة الوطنية الفلسطينية، مع الاعتراف بالقدس الشرقية كعاصمة لها، وأنها لن تعترف بأي تغييرات على الحدود الفلسطينية بعد عام 1967 ما لم يتم الاتفاق عليه من قبل جميع الأطراف.
ومن جهته فقد اتهم وزير الخارجية الإسرائيلي يسرائيل كاتس رئيس الوزراء الإسباني بـ “التواطؤ في التحريض على إبادة اليهود” بعد اعتراف بلاده بفلسطين كدولة.
بالإضافة إلى ذلك فقد أعلنت الحكومة الإيرلندية يوم الثلاثاء أيضًا اعترافها الرسمي بدولة فلسطين، وأعلنت عزمها تعيين سفير لها لدى فلسطين.
كما أضافت بأنها “تعترف بفلسطين دولة ذات سيادة ومستقلة ووافقت على إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين دبلن ورام الله”.
كما ذكرت أنه “سيتم تعيين سفير لأيرلندا لدى دولة فلسطين مع سفارة كاملة لأيرلندا في رام الله”.
ومن المقرر أن تعلن النرويج أيضًا اعترافها الرسمي بالدولة الفلسطينية في وقت لاحق من يوم الثلاثاء، لينضم بذلك إلى الدول التي أعلنت اعترافها بفلسطين كدولة مستقلة.
وأعلنت الدول الثلاث إسبانيا وأيرلندا والنرويج في 22 مايو عن قرارهم بالاعتراف بفلسطين كدولة مستقلة، وسيدخل هذا القرار حيز التنفيذ الثلاثاء.
وقد أعلنت سلوفينيا أيضا أنها بصدد الاعتراف بدولة فلسطين، إلا أن المسألة تثير اختلافات عميقة داخل الاتحاد الأوروبي.
وترى دول أعضاء أخرى مثل فرنسا أن الوقت غير مؤات راهنا، أما ألمانيا فلا تفكر باعتراف كهذا إلا بنتيجة مفاوضات بين الطرفين.
وتعترف نحو 144 من الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 بدولة فلسطينية، بما في ذلك معظم دول الجنوب العالمي وروسيا والصين والهند.
وعلى الرغم من أن عددًا من الدول تعترف بفلسطين كدولة مستقلة بالفعل، إلا أن الزخم الذي حصل خاصة بين الدول الأوروبية، سيكون له تأثيرات مهمة في الفترة المقبلة.
وتعتبر هذه الخطوة رمزية في طبيعتها، ولكنها تجعل إسرائيل تظهر أكثر عزلة على الساحة الدولية.
ووفقًا لتقارير صحفية غربية يعتبر الأمر الأكثر أهمية هو أن الاعترافات الجديدة تشير إلى تآكل “احتكار” الولايات المتحدة لمسار عملية السلام الإسرائيلية الفلسطينية منذ اتفاق أوسلو عام 1993.