يحتفل العالم اليوم 30 سبتمبر باليوم الدولي للترجمة، حيث أطلقت فكرة تثبيت يوم عالمي للترجمة والمترجمين لأول مرة من الاتحاد الدولي للمترجمين عام1991، ويوافق اليوم عيد القديس جيروم مترجم الكتاب المقدس والراعي المقدس للمترجمين، الذي تعود أصوله لإيليريا شمال شرق إيطاليا، تعلم اللاتينية والإغريقية والعبرية وأجادهم، وعمل على ترجمة أغلب الإنجيل إلى اليونانية، من مخطوطات إغريقية للعهد الجديد، ونقل جزءا كبيرا من العهد القديم من العبرية إلى الإغريقية.
جاءت فكرة إنشاء يوم خاص بالمترجمين لتذكير الناس بمزايا المهنة وأهميتها على مستوي العالم، حيث أصبح من الضروري أن يعرف الناس مدى المجهود الذي يبذله المترجمون، حيث أصبحت مهنة المترجم اللغوي من أهم المهن في العالم، بدءا من المترجمين الصغار على الإنترنت، مرورا بمترجمي الكتب والأفلام، وصولا للمترجمين المصاحبين لرؤساء دول العالم في زيارتهم الخارجية، وتعتبر الأمم المتحدة هي أكبر موظف للمهنيين اللغويين في العالم.
والترجمة هي فن إدارة الكلمات وتحويلها من لغة للغة، ولا يعنى ذلك بالطبع النقل الحرفي للنصوص، بل بتحويلها دون الإخلال بالمعنى أو تراص للكلمات دون بلاغة، بل وأن يوضح في هذه الترجمات أسلوب الكاتب الأصلي وثقافته ولذلك يجب على المترجم أن يكون كاتبا ماهرا، وأن يطوع لغاته الأخرى لصالحه.
فن الترجمة هو الفن القائم في الأصل على تقريب البشر والثقافات الإنسانية، وتعود أصول الترجمة لما قبل الميلاد حيث تمت ترجمة أجزاء من ملحمة جلجامش السومرية، إلى عدة لغات آسيوية منذ الألفية الثانية قبل الميلاد، بجانب الترجمات بين الإغريقية والفرعونية والفينيقية، وشهد العصر الهيلنيستى أيضاً حركة واسعة للترجمة بسبب فتوحات الاسكندر الكبيرة حول العالم القديم.
عرف العرب كذلك الترجمة منذ القدم، ووجدت العديد من الألفاظ الأعجمية لدى العرب، وعرفوا اللغات الفارسية والرومية بسبب تجارتهم الواسعة، وأزدهر عهد الترجمة في العصر العباسي، وعاد ذلك كعهد الاسكندر للفتوحات الكبيرة آنذاك، وترجمت العديد من الآداب الفارسية والعلوم اليونانية، ويجدر بالذكر أن حركة الترجمة كانت متبادلة، بمعنى أن هناك كتبا وآدابا عربية ترجمت لعدة لغات أخرى، ولم تقتصر الترجمة إلى العربية فقط.