أكثر 5 أشخاص أثروا بخطبهم الحماسية المؤثرة على التاريخ الحديث للعالم

هناك الكثير من الخطب التاريخية، أشعلت بكلماتها الرنانة المختارة بعناية، ثورات وحركت جيوش، أو غيرت بلد بكاملها سلميا، وهنا في هذه المقالة، ستجد أكثر خمس أشخاص أثرت خطبهم تأثيراً كبيراً في تاريخنا الحديث، نسبة لما أحدثته من تأثيرات غير عادية بعد إلقاءها، على مستمعيها، وعلى المجتمعات التي ألقيت عليها، إذ غيرت بعضها قوانين كانت تعتبر من الثوابت والمسلمات، والتي اعتاد عليها ذلك المجتمع، ويرفض تغييرها.
ولكن أصحاب هذه الخطب، وقفوا يحاربون بالكلمة من أجل ما يؤمنون به، وبعضها أيضاً غني بالحكم والتجارب، نتيجة خبرات طويلة، مر بها أصحاب هذه الخطب، حتى حققوا ما أرادوا تحقيقه، ومن ثم نقلوا تجربتهم إلى الأجيال القادمة، عبر الكلمات الحماسية المؤثرة، أحدثت التغيير المنشود، ولو بعد حين.

1- مارتن لوثر كينج:

مارتن لوثر كينج
زعيم حركة الحقوق المدنية مارتن لوثر كينج – ويكيبيديا

قبل مائة عام من الآن، ألقى أمريكي عظيم، والذي نقف أمام أثر من آثاره اليوم، خطاب التحرير، ذلك القرار، كان بمثابة شعلة تهتدي على ضوءها، آمال الملايين من الزنوج العبيد، الذين ذبلت سنوات أعمارهم تحت لهيب الظلم، واصبح القرار فجر ضاحك ينهي ليل العبودية الطويل“.
جاءت هذه الكلمات كمقدمة في خطاب ألقاه زعيم حركة الحقوق والحريات المدنية، مارتن لوثر كينج، في العام 1963، أمام أكثر من 250 ألف أمريكي احتشدوا أمام نصب الرئيس أبراهام لينكلن – محرر العبيد في أمريكا – التذكاري، للمطالبة بالمساواة في الحقوق المدنية بين المواطنين، في مسيرة تاريخية، غيرت وجه أمريكا العنصري، بإعلان قانون الحقوق المدنية، بعد لقاء وفد من المشاركين في المسيرة بالرئيس الأمريكي آنذاك، جون كينيدي.

مقبرة مارتن لوثر كنغ مكتوب عليها "حر في النهاية! حر في النهاية! شكراً يا رب العالمين، أنا حر في النهاية!" - المصدر ويكيبيديا
مقبرة مارتن لوثر كنغ مكتوب عليها “حر في النهاية! حر في النهاية! شكراً يا رب العالمين، أنا حر في النهاية!” – ويكيبيديا

وكان المحرك الأبرز لهذه المسيرة، كلمات خطبة زعيمها الرنانة – عرفت لاحقاً بخطبة لدي حلم ، والتي أثرت في الجموع المشاركة وأبقت جذوة حماسهم متقدة، باستخدامه إقتباسات من الكتاب المقدس، واعتماده على البلاغة والكلمات التي تؤثر على الناس.
لدي حلم، بأن دولتنا ستنهض في يوم من الأيام، وتحيي معنى عقيدتها الحقيقي لتقول: أننا ملتزمون بهذه الحقائق فتكون شهادة بأن الجميع خلقوا متساوون“.

لدي حلم، أن صغاري الأربعة سيعيشون في يوم من الأيام، في بلد لا يحكم عليهم فيه على أساس لون بشرتهم، بل أفعالهم وشخصياتهم، اليوم لدي حلم“.

أحرار أخيراً .. أحرار أخيراً
لك الشكر يا رب ..
أخيراً نحن أحرار”.

2- المهاتما غاندي:

زعيم النضال السلمي الذي قاد لاستقلال الهند
زعيم النضال السلمي الذي قاد لاستقلال الهند – ويكيبيديا

من خلال آلامنا، سنجعلهم يرون بأنهم ظالمون، وهذا سيؤلم، كما أن القتال مؤلم، ولكن لا نستطيع الخسارة، لا نستطيع”.
عبر هذه الكلمات المؤثرة وغيرها، قاد غاندي، حركات الشعب الهندي المطالبة بالحقوق المدنية والتحرر من الاستعمار، ووجهها لتأخذ حقوقها سلمياً، حيث وظف قدراته الخطابية، في مطالبة شعبه بالابتعاد عن العنف والقتل، والقتال سلمياً من أجل حقوقهم، ملهماً المئات من حركات التحرر حول العالم، في ذلك الوقت.

لقد عانى الهنود الكثير من قبل المستعمر، الذي كان يأخذ بصماتهم، ويدخل بيوتهم عنوة، بل وحتى عدم الاعتراف بأي زواج عدا الزواج المسيحي، لأجل ذلك أرادوا الانتقام بقتل الضباط، ولكن غاندي كان له رأي آخر، وجههم عبر خطاباته إلى عدم القتل، فلا توجد قضية تستحق أن تَقتل من أجلها.
قد أموت من أجل قضية، ولكن لا توجد قضية تستحق أن أقتل من أجلها

من الممكن أن يعذبوا جسدي، يكسروا عظامي، أو حتى يقتلوني، عندها سيحصلون على جسدي الميت، ولكن ليس طاعتي”.
كن أنت التغيير الذي تريد أن تراه في العالم”.

3- نيلسون مانديلا:

نيلسون مانديلا في 2008 – ويكيبيديا

لقد حاربت ضد اضطهاد البيض، وحاربت أيضاً ضد اضطهاد السود، أقدس النموذج الديمقراطي الحر للمجتمع، والذي سيجعل الناس يعيشون سوية، في حب، وبفرص متساوية”.
هذا ما كان يحارب من أجله هذا المحامي من دولة جنوب إفريقيا، نيلسون مانديلا، والذي تم سجنه لمدة 27 عاماً، نتيجة لمطالبته بحرية شعبه، ووقوفه في وجه المستعمر لبلاده، وبعد الانتصار، أُخرج من السجن ليرأس أول حكومة لبلاده بعد التحرر من أغلال العنصرية، وعمل جاهداً على نسيان الماضي البغيض، وتوجيه الشعب الغاضب، إلى الابتعاد عن العنف، وتقديراً لجهوده في الخروج ببلاده بسلام من مستنقع العنف، حصل مانديلا على جائزة نوبل للسلام في العام 1993.

دائماً ما يبدو الشئ مستحيلاً، حتى يتم عمله“.

4- جون كينيدي:

الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة، جون كينيدي - ويكيبيديا
الرئيس الخامس والثلاثون للولايات المتحدة، جون كينيدي – ويكيبيديا

أنا أتحدث عن السلام الحقيقي، السلام الذي يجعل الحياة تستحق العيش، الذي يُمكن الناس والأمم، من أن تزدهر، أن تأمل، أن تبني حياة أفضل لأبناءها، ليس مجرد سلام للأمريكان فقط، بل لكل الرجال والنساء في العالم، ليس مجرد سلام لوقتنا هذا فقط، ولكن سلام لكل الأوقات”.
كان هذا جزء من خطاب التنصيب للرئيس الأصغر في تاريخ الولايات المتحدة، جون كينيدي، والذي غير وجه الولايات المتحدة، وأجمل ما ورد في هذا الخطاب، جملة أصبحت تتناقلها الأمم، وهي: “لا تسأل عما سيقدمه لك وطنك، ولكن اسأل عما تستطيع أنت تقديمه لوطنك”.

5- ونستون تشرتشل:

ونستون تشرشل - ويكيبيدا
ونستون تشرشل – ويكيبيديا

سنقاتل في فرنسا، سنقاتل في البحار والمحيطات، سنحارب بثقة وقوة في الجو، دفاعا عن جزيرتنا، أياً كان الثمن، سنقاتل على الشواطئ، سنقاتل على البر، سنقاتل في الحقول والشوارع، سنقاتل على التلال، ولن نستسلم أبداً“.
كانت خطابات تشرتشل، مصدر إلهام بالنسبة للبريطانيين في ذلك الوقت، حيث كانت تواجه بريطانيا المشاكل والأزمات والحروب، وجاءت الكلمات أعلاه، في أحد أشهر خطاباته وهو خطابه الأول بعد توليه الرئاسة، وقبل بدء الحرب العالمية الثانية، وهو موجه لشعبه بالقتال وعدم الركون إلى الاستسلام.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد