أزمات متتالية تضرب الداخل الإسرائيلي، كشفت عنها حالة الاستنفار الغير مسبوقة لجيش الاحتلال التي أعلنها في السابع من أكتوبر الماضي، بعد هجوم فصائل المقاومة الفلسطينية على مستوطنات غلاف غزة وأسرها لعشرات من المواطنين، فمع إعلان الجيش استدعاء أكثر من 300 ألف من جنود الاحتياط، ظهرت على السطح بعض الأزمات التي لم تكن متوقعة.
أزمات متتالية تضرب إسرائيل
أولى هذه الأزمات التي تم الكشف عنها من قبل الصحافة الإسرائيلية، هي الضغط الاقتصادي الكبير الذي تسبب فيه استدعاء جنود الاحتياط، وما تبعه من قرارات ببدء السحب التدريجي للبعض منهم، من أجل تخفيف الآثار السلبية على الاقتصاد، خاصةً في الفراغ الذي تسبب فيه سحب الكثيرين من وظائفهم، وما تبعه من خسائر اقتصادية كبيرة.
وثاني تلك الأزمات، تمثلت في ارتفاع عدد القتلى الغير مسبوق من الجنود والمدنيين، والذي تخطى عدد القتلى في آخر حرب رسمية خاضتها إسرائيل ضد مصر في 1973، بالإضافة إلى التكتم الشديد على ارتفاع أعداد الضحايا، بالإضافة إلى عدم حسم المعركة والقضاء على حماس حتى الآن، بالرغم من مرور أكثر من شهر على بدء العملية البرية للقطاع.
أما الأزمة الثالثة والأخطر التي تم الكشف عنها مؤخرًا، فكشفت عنها صحيفة يديعوت أحرونوت مؤخرًا، حيث أشارت إلى تخلف نحوِ 2000 جندي احتياط في صفوف الجيش عن الخدمة العسكرية خلال الحرب في قطاع غزة، وهو أمر أثار قلق كبير بين العسكريين، لاسيما وأن بعض التقارير تشير إلى فتح تحقيقات موسعة فيما يخص عمليات التهرب والانسحابات للبعض من أداء الخدمة ومن أرض القتال.
وبالرغم من تأكيد المتحدّث باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هجاري، في 20 نوفمبر الجاري، بوجود عمليات تسريح لجنود احتياط، رغم أن الحرب الدائرة لم تنته بعد، إلا أن التقارير تشير إلى تهرب الكثيرين من أداء الخدمة ومن الذهاب إلى القتال، وهو ما قد يكون السبب وراء الإعلان عن بدء سحب جنود الاحتياط من عمليات الاستدعاء التي تمت لهم خلال الفترة الماضية.
أزمة غير متوقعة لم تشهدها إسرائيل منذ 1948جدير بالذكر أن قادة المعارضة وبعض القادة العسكريين شنوا خلال الفترة الأخيرة، هجومًا على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، بسبب ما وصفوه بالفشل الأمني في التعامل مع المقاومة الفلسطينية، وفشله في حماية المستوطنات، بالإضافة إلى دخوله حرب مفتوحة ضد قطاع غزة، لم يتمكن فيها حتى الآن من تحقيق الانتصار والقضاء على المقاومة، وسط مطالب بضرورة البدء في سحب القوات من مراكز المدن، والاكتفاء فقط بتشكيل ألوية هجومية أصغر على محيط غزة، مستهدفة مهاجمة فصائل المقاومة والمقاتلين عندما يخرجون من الأنفاق.
كما تشهد تل أبيب مؤخرًا مظاهرات للضغط على نتنياهو بسرعة الإفراج عن الرهائن وتطالبه بضرورة التخلي عن منصبه بعد فشله في إدارة شؤون البلاد خلال الفترة الماضية.