لماذا يمتلك بعض الأشخاص لون بشرة داكن جداً، الى أي مدى يمكن للون الانسان أن يكون داكناً
يُعد اللون أحد أهم مظاهر الاختلاف بين البشر وأهم ما يمنحهم هوية ومظهراً فريدين، يتمتع الأوروبيين الذين يعيشون في المناطق الشمالية من القارة العجوز باللون الأبيض المائل للحمرة وبالشعر الأشقر بينما تتميز الشعوب الشرق أوسطية والشمال أفريقية بالبشرة ذات اللون الزيتوني المائل للسٌمرة في حين تتميز جميع الشعوب الإفريقية باللون البني الداكن المائل للسواد والذي يكون صافياً شديد السواد عند بعض الشعوب التي تعيش بالقرب من خط الاستواء.
- لماذا تتباين ألوان البشر:
يلعب الحمض النووي الذي نكتسبه بالوراثة دوراً هاماً في تحديد اللون الذي ستكون عليه بعد ولادتك، لن تكون شديد البياض إذا ولدت لأبوين ذوي بشرة سمراء أو سوداء على سبيل المثال بل ستكتسب نفس لون والديك لأنهم هما من سيحددان بطبيعتهما شكلك ولونك وراثياً، تختلف ألوان البشر وصفاتهم الشكلية بسبب الحمض النووي والذي يكتسبه الفرد من أبويه، إذا وٌلدت لأبوين من عرقين مختلفين فستكتسب حوالي 50% أو أقل من صفات أحدهما لذلك تجد أن بعض الأشخاص يتمتعون بصفات شكلية فريدة بسبب أن والديهما من عرقيتين مختلفتين، ينطبق الأمر ذاته على الصفات الشكلية الأخرى مثل لون العينين وشكل الابتسامة ولون الشعر والصفات الغير شكلية الأخرى مثل نسبة الذكاء والمواهب المختلفة، يتحكم الحمض النووي في اللون الذي ستكتسبه عينيك وبشرتك وشعرك وذلك عبر صبغة الميلانين التي كلما زادت كلما أدت لزيادة غمق لون بشرتك ومدى سواد عينيك وشعرك، كلما قلت تلك الصبغة كلما كان لون شعرك أشقراً أو بني اللون وكذلك ينطبق الأمر على لون بشرتك التي من الممكن أن تكون بيضاء أو بنية غامقة.
- لماذا يمتلك بعض الناس ألوان بشرة داكنة جداً:
تمتلك الشعوب الإفريقية التي تعيش بالقرب من خط الاستواء ألوان البشرة الأشد سواداً على الإطلاق، تحدت عارضة الأزياء نياكيم جاتويش التي تعود أصولها لجنوب السودان معايير الجمال التي اعتاد العالم عليها وجذبت الأنظار بعد نجاحها الكبير في عالم الموضة وعروض الأزياء وأوضحت أن سبب نجاحها هو لون بشرتها الداكن جداً والجميل جداً، لون البشرة لا يتعلق بالضرورة بطبيعة المناخ أو بمدى حرارة الجو بقدر ما يتعلق بالحمض النووي الذي يتحكم في صفات البشر والذي يمنح تلك الشعوب ألوانها المميزة، يلاحظ البعض أيضاً أن الأمريكيين السود الذين وٌلدوا في الولايات المتحدة ولم يأتوا من أفريقيا لديهم لون بشرة أفتح قليلاً من نظرائهم الموجودين في أفريقيا والذين يتمتع بعضهم بألوان غامقة جداً وشديدة الصفاء وهنا يأتي دور صبغة الميلانين المنتقلة وراثياً، يمتلك الأمريكيين السود أو الأمريكيين ذوي الأصل الافريقي الموجودين في الولايات المتحدة والذين استقدم أسلافهم اليها منذ زمن بعيد لون بشرة أقل سواداً بسبب أن أغلبية الأمريكيين السود لديهم 10 – 20% من الدم الأوروبي، عانى أسلاف الأمريكيين السود الذين استٌقدموا للولايات المتحدة من ممارسات وحشية وغير إنسانية كثيرة وعلى رأسها الاغتصاب الذي تعرض له الكثير منهم وفقاً لمصادر تاريخية وكان السبب في أن بعضهم لديه لون أفتح قليلاً.
تعد قبيلة “جاراوا” في الهند على سبيل المثال إحدى الأمثلة على أن البيئة لا تلعب بالضرورة دوراً في شكل ولون الأشخاص بدر ما يمثله الحمض النووي من أهمية، يمتلك أغلبية أفراد تلك القبيلة الهندية ملامح أفريقية.
