قصص قصيرة| قصة إياك أن تجادل الأغبياء

قصة إياك أن تجادل الأغبياء هي قصة من القصص الهادفة، وهي تعلمك عدم مناقشة الأغبياء لأنه بلا جدوى، استمتع بالقصة وتعلم من الدرس.

قصة إياك أن تجادل الأغبياء

قصة إياك أن تجادل الأغبياء

القصة

ذات يوم كان هناك حماران يعيشان في إحدى الغابات، كان الحماران يتحدثان عن النعامة وأنها حيوان من حيوانات الغابة، في هذه الأثناء كان هناك ثعلب يمر لقضاء حاجة، سمع الثعلب كلام الحماران فاستغرب منه جداً، فذهب إليهم ودار بينهم الحوار التالي.

الثعلب: “صباح الخير! كيف حالكم؟”.

رد الحماران: “صباح الخير أيها الثعلب! كيف حالك؟”.

الثعلب: “أثناء مروري سمعت كلامكم واستغربت منه جداً! هل فعلاً تعتقدان أن النعامة حيوان وليست طائر؟!”.

أحد الحمير: “نعم! هل رأيت نعامة تطير طوال حياتك؟! هي حيوان وليست طائر!”.

استغرب الثعلب أكثر من هذا الكلام، ثم قال متعجباً: “النعامة لها ريش وليس لها فرو، فهل رأيت طوال حياتك حيوان له ريش؟! كما أن النعامة تبيض ولا تلد، فهل رأيت طوال حياتك حيوان يبيض؟!”.

الحمار: “أنت لا تفهم شيء أيها الثعلب! كيف للنعامة أن تكون طائر وهي لا تطير؟! ألم تراها وهي تسير على الأرض وأحياناً أخرى تجري كالحيوانات، فكيف تكون طائر وهي لا تطير؟!”.

استغرب الثعلب كثيراً من هذا الكلام الساذج ولم يدري كيف يرد عليه، ثم قال الثعلب للحمار: “ما رأيك أيها الحمار أن نختصم عند الأسد ملك الغابة؟ وهو يحكم بيننا!”.

وافق الحمار على عرض الثعلب، وذهب الاثنان إلى الأسد ملك الغابة ليحكم بينهم، هل النعامة طائر أم حيوان؟

وصل الاثنان وقصا على الأسد قصتهم، وطلبوا من الأسد أن يحكم بينهم، سكت الأسد قليلاً وكان الاثنان ينتظران حكم ملك الغابة، ولكن جاء رد الأسد غير متوقع بالمرة.

نظر الأسد للثعلب ولطمه كفاً كاد أن يُسقط أسنانه، ثم نظر الأسد للحمار وأشار له أن ينصرف، فانصرف الحمار ولم يعلق، فقد خاف الحمار أن يقول للأسد أنه لم يحكم بينهم بعد فيضربه كما فعل مع الثعلب.

كان الثعلب في أشد حيرته من رد فعل الأسد، لدرجة أنه شك في أن النعامة ليست طائراً، وبعد انصرف الحمار دار بين الأسد والثعلب الحوار التالي.

نظر الثعلب للأسد ثم قال متعجباً: “أليست النعامة طائر يا ملك الغابة؟!”.

الأسد: “نعم! هي كذلك!”.

الثعلب مستنكراً: “إذن لماذا لطمتني ولم تنصفني أمام الحمار؟!”.

الأسد: “أنا لم ألطمك لأن رأيك خاطئ! وإنما لطمتك لأنك جادلت غبياً لا يفهم! والأدهى من ذلك أنك أحضرته لي لأناقشه أنا أيضاً!”.

سكت الأسد قليلاً ثم قال: “دعني أسئلك سؤال مهم، هل إذا ذهب الحمار وسأل النعامة هل هي طائر أم حيوان وأخبرته أنها طائر، ترى هل سيقتنع؟! أم سيظنها تخدعه وسيظل مقتنعاً برأيه؟!”.

سكت الأسد قليلاً مرة أخرى ثم أكمل: “أعتقد أن هذه اللطمة سيذكرك بهذا الدرس دائماً، إياك أن تجادل الأغبياء”.

العبرة

لا تتعب نفسك كثيراً بإقناع الأغبياء، فالبعض لا يقتنع بالشيء ولو أتيت له بألف دليل، وهناك حكمة البعض نسبها إلى أدولف هتلر والبعض نسبها إلى فيثاغورث، وهي تقول لا تجادل الأحمق فقد يخطئ الناس في التفريق بينكم.

وأختم بحديث للنبي صل الله عليه وسلم يقول فيه: “أنا زعيم ببيت في ربض الجنة لمن ترك المراء وإن كان محقا، وببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا، وببيت في أعلى الجنة لمن حسن خلقه”، صدق رسول الله صل الله عليه وسلم.

ذكرت الحديث كاملاً ولم أذكر جزءاً منه، ولكن الشاهد في الحديث أن النبي صل الله عليه وسلم يضمن بيت في الجنة لمن ترك المراء (الجدال) حتى وإن كنت على صواب.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد