قصة الأسد يختار لنفسه وزيراً هي قصة من قصص الأطفال القصيرة والمفيدة، وهي تتحدث عن الإخلاص وإتقان العمل الذي تقوم به، استمتع بالقصة وتعلم الدرس.
القصة
يحكى أنه كان هناك أسد يحكم إحدى الغابات مر بفترة من المرض، وأراد هذا الأسد أن يختار لنفسه وزيراً يعاونه في حكم الغابة، ولذلك جمع الأسد الحيوانات ليُخبرهم بالأمر، وكان اللقاء كالتالي.
قال الأسد للحيوانات: “لقد جمعتكم اليوم لأخبركم أنني أريد أن اختار لنفسي وزيراً يعنني على حكم الغابة، ومن يريد منكم التقدم لهذا المنصب فليتفضل”.
قال النمر للأسد: “أنا يشرفني كثيراً أن أكون وزيرك يا ملك الغابة، وأنا قوياً جداً وتستطيع الاعتماد عليا في هذا الأمر”.
رد الأسد على النمر: “حسناً أيها النمر!”.
ثم قال الأسد: “هل هناك أحداً آخر يريد الترشح للمنصب؟”.
قال الثعلب: “أنا يشرفني كثيراً أن أصبح وزيرك يا ملك الغابة، وأنا ذكيٌ جداً وتستطيع الاعتماد عليا في هذا الأمر”.
رد الأسد على الثعلب: “حسناً أيها الثعلب!”.
ثم قال الأسد: “هل هناك أحداً آخر يريد الترشح للمنصب؟”.
قال الفيل: “أنا يا ملك الغابة يسعدني كثيراً أن أصبح وزيراً لك في الغابة، فأنا أحب هذه الغابة كثيراً وأتمنى أن اجعلها أحسن غابة في الدنيا كلها”.
رد الأسد على الفيل: “حسناً أيها الفيل!”.
ثم قال الأسد: “هل هناك أحداً آخر يريد أن يترشح للمنصب؟”.
فلم يتقدم أي حيوان آخر لشغل منصب وزير الأسد، وأكتفي الأسد بالفيل والنمر والثعلب كمرشحين للمنصب، ثم طلب منهم الانصراف الآن وأن يأتوا إليه في المساء ليختبرهم.
وفي المساء حضر الثلاثة مرشحين، وأخبرهم الأسد أن الاختبار هو أنهم سيحرسون الغابة هذه الليلة، وفي الصباح سيخبرهم الأسد من الفائز بمنصب الوزير.
حدد الأسد لكل حيوان جهة يحرس منها الغابة، ثم ذهب كل حيوان إلى المكان الذي حدده له الأسد، وبعد انصرافهم استلقى الأسد وتظاهر بالنوم.
وبعد قليل جاء النمر يتسحب ليرى هل الأسد نائم أم مستيقظ، فتظاهر الأسد أنه غارقاً في النوم، فاطمئن النمر ثم انصرف.
وبعد ذلك بقليل جاء الثعلب يتحسب، فتظاهر الأسد أنه غارق في النوم، فاطمئن الثعلب ثم انصرف وعاد لمكانه.
انتظر الأسد كثيراً ليأتي الفيل ويتفقده كما فعل النمر والثعلب ولكنه لم يأتي، انتظر الأسد حتى نصف الليل، ثم ذهب ليتفقد الفيل والثعلب والنمر وهم يحرسون الغابة.
ذهب الأسد ليتفقد النمر فوجده نائماً، ولا يقوم بحراسه الغابة كما أمره، ففهم الأسد سبب تفقد النمر له.
ثم ذهب الأسد ليتفقد الثعلب ووجده نائماً، ولا يقوم بحراسه الغابة كما أمره، ففهم سبب تفقد الثعلب له، وأنه فعل كما فعل النمر.
ثم ذهب الأسد ليتفقد الفيل فوجده مستيقظاً يحرس الغابة بهمة ونشاط، ففرح الأسد كثيراً عندما رأى الفيل وهو يقوم بواجبه تجاه الغابة بهمة ونشاط، ثم تركه الأسد وعاد إلى مكانه.
وفي الصباح، ذهبت الحيوانات الثلاثة المرشحة لمنصب وزير الأسد إلى الأسد وهم النمر والثعلب والفيل، حتى يعرفوا من منهم سيكون وزير الأسد، وكان كل حيوان منهم يتمنى أن يكون هو الفائز.
وكانت المفاجأة عندما أخبرهم الأسد أنه اختار الفيل وزيراً له، استنكر النمر والثعلب قرار الأسد وسألوه عن السبب، فشرح لهم الأسد سبب اختياره للفيل.
نظر الأسد للنمر وقال: “أنت أيها النمر أتيت لتتفقدني، وعندما ظننتني نائماً رجعت إلى مكانك ونمت، وكان المطلوب منك ألا تنام وتظل تحرس الغابة، لذلك أنت لا تصلح وزيراً لي”.
ثم نظر الأسد للثعلب وقال له: “وأنت أيها الثعلب فعلت كما فعل النمر، أنت أيضاً أتيت لتتفقدني، وعندما ظننتني نائماً رجعت إلى مكانك ونمت، بدلاً من حراسة الغابة، ولذلك أنت أيضاً لا تصلح وزيراً لي”.
ثم نظر الأسد للفيل وخاطب الجميع وقال: “أما الفيل فلم يأتي ليتفقدني هل أنا نائم أم مستيقظ؟ ولم ينام ويترك حراسة الغابة كما فعلتم! وكان يقوم بحراسة الغابة بهمة ونشاط وإخلاص كما طلبت منه، ولذلك سيكون هو وزير الأسد الجديد”.
فرح الفيل كثيراً ووعد الأسد بأن يتفانى في خدمة الغابة، وأنه سيكون دائماً مخلصاً له وسيؤدي عمله بإتقان، أم النمر والثعلب فقد ندموا على عدم إخلاصهم في أداء عملهم كثيراً.
الدروس المستفادة
- إن الله يحب الذي يتقن عمله.
- إتقانك للعمل الذي تقوم به سيحقق لك النجاح، وعدم إتقان العمل سيؤدي بك للفشل.
فين الحبكة الدرامية