قصة الأمير والفقير مكتوبة من قصص الاطفال والممتعة قبل النوم

قصص اطفال قبل النوم مكتوبة طويلة وممتعة

قصة الأمير والفقير مكتوبة

قصة الأمير والفقير مكتوبة
قصة الأمير والمتسول مكتوبة

وُلد جون في أحد أفقر أحياء مدينته، وتألفت عائلته من ستة أفراد وهم والديه وثلاث أخوات، وكان هو الابن الأصغر والوحيد في العائلة.

قصة الأمير والفقير مكتوبة

قصة الأمير والمتسول مكتوبة

كان والد جون رجلاً عنيفًا وعديم الفائدة، مما أجبر جون وشقيقاته على التسول والسرقة، وإذا حدث وعادوا إلى المنزل خاليي الوفاض كان الأب يضربهم حتى يشرفوا على الموت كما يحرمهم من العشاء.

كان جون وشقيقاته الثلاث يخرجون من المنزل كل صباح يتجولون ويتسولون في شوارع المدينة المزدحمة والقذرة حتى المساء.

ومع ذلك كان جون مراهق ذو خيال واسع، يحب لعب دور الأمراء عند اللعب مع أطفال الحي الذين يسخرون منه دوما، كما وأطلقوا عليه لقب الأمير جون.

سئم جون من قسوة والده وعنفه فقرر الهرب ذات صباح من حيه القذر، وانطلق على طول النهر يمشي ويمشي حتى وصل إلى الأحياء الراقية في المدينة.

بعد أن عاش جون ثلاثة عشر عامًا في حيه البائس بالمدينة، لم يتخيل أبدًا أن بضعة أميال فقط تفصله عن حياة الرفاهية التي يعيشها سكان الأحياء الراقية التي يتجول الآن بين شوارعها وأزقتها، لقد انبهر وأعجب بكل ما شاهده في الجانب الآخر من المدينة، وتمنى أن يجد طريقة للعيش بين سكان الحي الجديد الذين أحبهم فقط لمظهرهم الأنيق، ولكن الأشخاص الذين بدوا لجون أنقياء لم يبادلوه نفس الشعور، فقد نظروا إليه بازدراء وكراهية لدرجة أنه بدا وكأنهم يواجهون مخلوقًا غريبًا من كوكب آخر.

تجول جون وعيناه تنظر إلى المنازل الفخمة بنظرات يطبعها الذهول والإعجاب، ولما أحس بالجوع والعياء، جلس على الأرض أمام قصر فخم محاط بقضبان فضية لامعة، وفي الجانب المقابل كان يقف طفل في نفس عمره يرتدي ثوبًا جميلا على شرفة القصر، تجولت نظرات جون الفضولية والشغوفة بين أوراق الأشجار الكثيفة داخل الحديقة، وشرارة الفرح والسرور الطفولية تنبع من عينيه الكبيرتين اللامعتين.

حدق الفتى النبيل في عيون جون للحظة فأحس بشعور غريب، إحساس يدفعه إلى التقرب من جون الذي كان شبه فاقد للوعي لدرجة لم يدر أنه اجتاز بوابة القصر، إلا عندما أحس بضربة قاسية ومؤلمة على رقبته تلتها صرخة غاضبة من الحارس :

“ما الذي تظن نفسك فاعلا أيها المتشرد الضال؟أخرج فورا من هنا!”

خرج جون من القصر وهم بالإبتعاد سريعاً قبل أن يسمع صيحة الفتى النبيل قادمة من أعلى الشرفة :

“يا هذا لماذا ضربته؟ افتح البوابة حالا!”

رد الحارس بأدب :

“سيدي … ولي العهد … هذا الفتى المتشرد …”

قاطعه الفتى غاضبا : “ألم تسمع أمري؟ افتح البوابة الآن!”

امتثل الحارس لأمر الفتى النبيل الذي لم يكن سوى الأمير وولي عهد الملك وفتح البوابة، وبعد بضع دقائق لم يكد يصدق جون أنه وجد نفسه على شرفة القصر أمام الأمير، الأمير الذي كان يحلم منذ الطفولة بالاستمتاع واللعب مع الأطفال من نفس عمره، بعيدًا عن كل القيود والقوانين داخل البلاط، وعندما سمع أن جون يمكنه التجول في الشوارع مع أصدقائه دون أي قيود خطرت بباله فكرة فقال :

“جون هل تود أن تكون ولي العهد لبضع ساعات؟”

لقد كان أمراً لم يتخيل أن يعيشه جون إلاّ في الأحلام عندما كان يلعب مع الأطفال المحرومين في حيه، وبعد تبادل ملابسهما وقفا أمام المرآة فقال الأمير :

“يا جون … أنت تشبهني كثيراً لدرجة أن والدي لن يستطيع التعرف عليك، ابق في هذه الغرفة لبضع ساعات من الآن … أريد الخروج لأتذوق طعم الحرية خارج القصر!”

الأمير الذي صار متشردا بسبب ارتداء ملابس جون المتسخة، كان مجبرا على تحمل السلوك الوحشي للحراس عندما مر من بوابات القصر، ولم يشكو أو يحتج حتى عندما لكمه حارسان وركلاه وألقيا به خارج بوابة القصر.

وهكذا تجول الأمير في المدينة وتعرف لأول مرة على الحياة البائسة لأبناء وطنه، وأدرك أن رجال الحاشية المقربين من الملك يتحدثون دائمًا عن سعادة الشعب وازدهاره من أجل حماية مصالحهم، وإخفاء الوجه الحقيقي للفقر والحرمان عن عيون وآذان الملك.

وعندما عاد الأمير إلى القصر وطلب من الحارس فتح البوابة والسماح له بالدخول، انهال عليه مجدداً بالضرب والركل، كما حذره وأمره بالمغادرة في الحال.

من ناحية أخرى لم يتحمل قلب جون الذي كان قلقًا على الأمير، فاعترف للملك أن إسمه جون وهو فقط يرتدي زي الأمير إلى حين عودته، لكن حتى الملك اعتقد أن ابنه قد فقد الذاكرة.

عندما سمع الأمير أن مجموعة من رجال البلاط يجولون في الشوارع لإبلاغ الناس بمرض الملك، شق طريقه بين الحاضرين بكل قوته ثم وقف على منصة وصرخ :

“أيها الناس أنا الأمير، أنا ولي العهد!”

ولكن سرعان ما اندفع الحراس ومعهم الناس هذه المرة لإسكات ومعاقبة المراهق المجنون، إلا أنه في تلك اللحظة ظهر رجل طويل وقوي يحمل بيده سيف ضخم وقال:

“لا أحد يمكنه إيذاء هذا الفتى أمامي، لا يهم إذا كان أميرًا أو متسولًا، فهذا الصبي يحتاج إلى المساعدة!”

وهكذا قام المبارز الذي يدعى “جيمس” بمساعدة الأمير، ونمت بينهما صداقة عميقة، ولكن اعتقد كذلك مثل الآخرين أن الصبي المسكين كان يتوهم أنه أمير.

وبعد مرور بضعة أيام اندهش جيمس من سلوك الصبي المتشرد ووجد كلامه مشابه جدًا لكلام النبلاء، وساورته الشكوك حول الصبي وكيف يمكنه وهو فقير بائس أن يتصرف مثل الأمراء؟

بعد وفاة الملك كان كل شيء جاهزًا لتتويج ولي العهد، وما أن سمع جيمس أن صديقه المراهق كان يسير نحو القصر حتى استعد لمساعدته وهو الآن يشك أن صديقه المراهق كان نبيلاً.

أما جون فقد كان خائفا وقلقًا بسبب جهله بمراسيم التتويج من جهة، ومن جهة أخرى يأسف لحال صديقه الأمير الذي لم تمض لحظات على صداقتهما قبل أن يختفي، ولكن قلقه لم يدم طويلاً حين دخل الأمير ذو الثياب الممزقة إلى قاعة التتويج بمساعدة صديقه جيمس.

ما أن رآه جون حتى جثا على ركبتيه أمامه وقال : “الحمد لله على سلامتك أيها الأمير!”.

هرع الحراس للقبض على الأمير ذو الملابس المتسخة، ولكن سيف جيمس كان في يده وهو جاهز للدفاع عن الأمير، فصرخ جون مرة أخرى : “إنه الأمير، إنه ولي العهد.”

اندهش الحاضرون من تشابه وجهي المراهقين وبدأوا يحدقون في بعضهم البعض بأفواه مفتوحة، فقال أحد الشيوخ المكلفين بالتتويج : “إذا كان هذا الشاب هو الأمير حقا فعليه أن يعرف مكان إخفاء التاج الملكي، فقط ولي العهد يعرف مكان التاج … “عند سماع ذلك ذهب الأمير فوراً إلى التمثال المعدني في زاوية القاعة، وأمام أعين الجمهور الحاضرين أخرج التاج الملكي من داخل قبعة التمثال ووضعه على رأسه، حينها ترددت صيحات الفرح وهتافات الجمهور وركع الجميع صغارًا وكبارًا أمام الملك المتوج.

وبعد التتويج جعل الملك من جون وجيمس أقرب المقربين إليه، وأقسم عليهم بمساعدته على تحسين حياة الفقراء التي اطلع عليها من خلال التجول في الأحياء الفقيرة في هوامش مدينته.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد