قصة النمر المتسرع والكلب الوفي هي قصة من قصص الأطفال الهادفة، وهي تتحدث عن عدم إساءة الظن بالأصدقاء، وأن نتبين قبل أن نحكم على الأمور، استمتع بالقصة وتعلم الدرس.
القصة
يحكى أنه كان هناك نمر يعيش في إحدى الغابات مع زوجته وأطفاله الصغار حياة سعيدة، كل يوم يخرج النمر فيصطاد فريسة ويأكلها مع زوجته وصغاره، أما الزوجة فتبقى مع الصغار لتحميهم من أي خطر أو من أي حيوان مفترس، فهم صغار ولا يستطيعون حماية أنفسهم بعد.
وذات يوم، استيقظ النمر على وفاة زوجته فحزن عليها كثيراً، كما حزن الصغار على وفاة أمهم أيضاً، وأصبح النمر في ورطة كبيرة، فكيف سيخرج للصيد ويترك أطفاله وهم صغار ولا يستطيعون الدفاع عن أنفسهم بعد؟!
ومن هنا نشأ اتفاق بين النمر وأحد الكلاب، فالنمر يخرج للصيد كل يوم، بينما يبقى الكلب مع الصغار لحمايتهم من أي خطر حتى يعود النمر، ثم يعطي النمر للكلب جزء من الفريسة التي اصطادها، ومضى على هذا الاتفاق عدة أسابيع.
وذات يوم، خرج النمر كالعادة للصيد وترك الكلب مع الصغار، اصطاد النمر في هذا اليوم غزالة وأمسكها بفمه وكان في طريقه بها للصغار، وعندما اقترب النمر من بيته لاحظ بقوة بصره وجود دماء على فم الكلب.
ظن النمر أن الكلب قد خان العهد وأكل صغاره في غيابه، ترك النمر الغزالة التي في فمه وانطلق بأقصى سرعته نحو الكلب، ثم انقض النمر على الكلب وعضه بأنيابه الكبيرة في رقبته حتى قتله، ثم ذهب النمر يبحث عن صغاره فوجدهم بخير وبجوارهم جثة ضبع وحوله بركة من الدماء.
فهم النمر أن الضبع حاول أكل صغاره في غيابه، وأن الكلب تصدي لهذا الضبع حتى قتله، وأن الدماء التي كانت على فم الكلب هي دماء الضبع وليست دماء صغاره، وندم النمر كثيراً على ما فعل بالكلب، ولكن حيث لا ينفع الندم.
ثم ذهب النمر وجلس بجوار جثة الكلب وقال له: “أنا أعلم أنك تسمعني الآن يا صديقي الكلب، لقد قتلتك لأني اعتقدت أنك خنت العهد الذي بيننا، ولكن في حقيقة الأمر أنا من خان العهد، وأنا أرجو منك أن تسامحني على ما فعلت”، ثم أخذ النمر يبكي بشدة على تهوره، وعلى أنه لم ينتظر حتى يفهم حقيقة الأمر.
العبرة
لا تتسرع في الحكم على الأمور عند تعاملك مع الأهل والأصدقاء، فقد تخسر من لا يعوضه لك الزمان.