هل زوجك بارد عاطفياً؟، هل قليل الحديث معك في أموركم الحياتية؟، هل تشعرين أنه يسئ الفهم دوماً من محاولاتك أن تجعليه مهتما بك؟، إذاً أنتي هنا في متناول هذا الموضوع، والذي سنخوض فيه رويداً رويداً في مشكلة البرود العاطفي للزوج، وكيفية التعامل معه، وتفهمه، ومعالجته بشكل علمي نفسي اجتماعي.
يعتبر البرود العاطفي، من أبرز الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى ظهور مشكلات بين الزوجين، لكن ينبغي أن نسأل أنفسنا أولاً، ما هي الأسباب التي تؤدي إلى الوصول إلى مثل تلك المرحلة؟، وربما تتلخص تلك الأسباب في الآتي:
- أولاً: عدم التواصل الفعال بين كلا الزوجين، وعدم فهم أحدهما لرغبات الآخر، وفي هذه الحالة، يجب أن تجلسي مع زوجك، والحديث بهدوء حول كل ما يجول بخاطركما بصدق، للتوصل إلى المشكلة، ومن ثم أسبابها، والوصول بالتالي إلى حل عبر الحوار الهادئ يناسبكما سويا.
- ثانياً: قد ينتج البرود العاطفي بسبب مرور الرجل “الزوج” ببعض المشكلات في حياته العملية، وقد لا يحاورك بخصوص تلك المشكلات، حتى لا يشغل بالك بها، لكن ينبغي على الزوجة في هذه الحالة، أن تتحسس الأمر برفق، وتعرف ما المشكلة بذكاء عاطفي واجتماعي من قبلها، وكرري عبارة لطيفة مثل: “أنك ستكونين متواجده معه مهما ساءت الأحوال والظروف”، كوني كتلة اطمئنان وسكينة، وهذا هو هدف الزواج في الأصل، قال تعالى “هو الذي جعل لكم من أنفسكم أزواجا لتسكنوا إليها، وجعل بينكم مودة ورحمة”.
- ثالثاً: تقدم الزوج في العمر، هو بالفعل أحد أسباب البرود العاطفي، وخاصة إذا كان الفارق بين الزوجة والزوج كبير نسبياً، لكن لا بأس من ذلك، قد تجعليه يعود 10 سنوات للوراء، وذلك باهتمامك به وفعل ما يحب من تصرفات عاطفية، كأن تحتفلي معه بيوم زواجكما، أو صنع ما يحب من حلوى،.. إلخ.
- رابعاً: قد يكون البرود العاطفي للزوج، ناتج عن تغير في شخصيتك، بعد فترة من الزواج، وذلك التغير قد يحدث من تلقاء نفسك، وتكونين غير قاصدة، لكن الزوج يشعر، فتهبط عزائمه، وتثبط قواه العاطفية، غيري من نفسك من الآن.
أشهر علامات البرود العاطفي عند الزوج
هناك العديد من العلامات التي تدل دلالة واضحة على أن زوجك بارد عاطفيا، وهذه العلامات من أشهرها ما يلي:
-
انخفاض مستوى الحنان والانشغال المستمر
إن الزوج الغير حنون، في الفعل أو الكلام، أو ربما كلاهما، فإنه يكون بذلك بارداً عاطفياً بنسبة كبيرة، ورغم أن هناك العديد من التصرفات الرومانسية التي تقوم بها زوجته تعجبه، إلا أنه لا يفهم المقصد الحقيقي لها، ولا المعنى الرقيق لها.
كما أن الانشغال طوال الوقت عن الزوجة يعتبر برود عاطفي أيضا، وعلامة ذلك على سبيل المثال، عدم الرد على الهاتف من أول رنة تليفون يدقها عليك، بل ربما يرد من المرة الثانية أو الثالثة، وربما لا يهتم إطلاقاً.
-
عدم بذل ذات الجهد وانتقاد العاطفة
في كثير من الأحيان، يكون الزوج البارد عاطفيا، غير مهتم ببذل جهد مماثل لما تبذله الزوجة في العلاقة بينهما، فنجده لا يرد الكلمات الجميلة بمثلها، ولا الابتسامة الرقيقة بمثلها، وتعتبر تلك العلامة من عوامل الوصول إلى حائط سد في العلاقة بين الزوجين.
لكن الأفظع من ذلك، هو أن الزوج ينتقد أيضا العاطفة، ويبعث باتهامات لزوجته بأنها مفرطة في العاطفة، ومن هنا تبدأ الكوارث.
-
عدم استطاعة الحديث وإساءة الفهم
إن من لا يتحدث عن أمور كثيرة خاصة به، يعتبر بارد عاطفياً، وذلك لأنه عندما لا يشرك شريكة حياته في بعض مشكلاته، فإنها بذلك لا تعتبر شريكة له في حياته، وإنما لم ترقى لتلك الدرجة بعد، فهو دائما يسئ فهم الزوجة، ولذلك يؤثر عدم الحديث معها، لأنه يشعر دوما بأنها ليست معه دائما على طول خط الفهم، وهذا يولد لدى المرأة أو الزوجة أسوأ شعور في الحياة، ألا وهو الشعور بالرفض.
كيف تتعاملين مع زوجك البارد عاطفياً؟
وللتعامل مع الزوج البارد عاطفيا، فنيات عديدة، لكن ربما تحتاجين التدريب كثيراً على تلك الفنيات، ولابد أن تتحلي بالذكاء العاطفي والاجتماعي معاً، وكوني على ثقة، بأن اتباع تلك الفنيات بفهم ووعي، ورقي، سينهي ذلك البرود الذي يؤرق حياتك، ويفقدك وزوجك لذة الحياة الزوجية، أو الأسرية.
وإليك بعض تلك الفنيات:
-
أولاً: كوني متعاطفة معه وامنحيه الوقت الخاص به (تحلي بالصبر)
كوني دائما متعاطفة مع زوجك، خاصة وأنتم ما زلتم في سنة أولى زواج، حيث أن الرجل يحتاج مساعدتك كي تفهمي ما يكنه لك من حب ومشاعر، لا يستطيع هو أن يبوح بها، كوني صبورة، وقدري كل خطوة يقوم بها من أجلك.
ويجب عليك، أثناء اجتماعكما على الطعام، أو نحوه، أن تتصفي باللطف، واللين، فيمكن جداً، أن يكون زوجك أكثر انفتاحاً معك، إذا لم يشعر بالضيق في علاقتك به، ويستحسن أن لا تبادري بالأسئلة، بل بادري بكلمات عاطفية، وحب، وحاولي أن يكون بين كل موقف وآخر وآخر يجمع بينكما، أن يكون هناك فاصل زمني، واتركيه وحده، وراقبي تصرفاته بعد الآن معك.
-
ثانياً: كوني منفتحة وصريحة
صارحي زوجك بالشئ التي تتوقعيه منه، ومهم جداً، أن توصلي إليه أنك الطرف الأضعف في العلاقة دائما، وتحتاجين إلى حنانه، وعطفه، وحبه، حاولي الوصول إلى أعماق قلب زوجك، ففي كثير من الأوقات، يظن كثير من الرجال، أن عواطفهم ومشاعرهم هي لأنفسهم فقط، بمعنى أنه يريد أن يشعر بالعاطفة فقط منك نحوه، لكن لا تخرج منه إليكي، وهذا قد ينشأ من الخجل، ناقشيه في الأمر، وقولي له بصراحة: “قول لي بحبك”، أشعريه أنك تحتاجين لدفء زوجك.
-
ثالثاً: كوني سر زوجك ولا تبثي شكواك إلى أحد
لابد أن يكون الحديث مع الزوج على انفراد، وأن لا يعلم أحد عن ما يدور بينكم أبداً، ولا تحادثي صديقتك، أو عائلتك حول أي مشكلات عاطفية بينك وبين زوجك، كوني صبورة، وافتحي دائما قنوات للحوار الفعال معه.
وامنحي زوجك مساحته الخاصة بعد ذلك الحوار، وذلك ليفكر بينه وبين نفسه، وبالتأكيد سيعود إليك بما يفرحك ويسرك، ولا تتجاهلي أبدا طلباته منك، ما دامت مشروعة، ولا تحاولي أبداً أن تكوني نداً له، وإنما كوني سندا له بالمشورة.
-
رابعاً: عبري عن امتنانك وخذوا قسطا من الترفيه
من الأشياء الجيدة جداً، التعبير عن الامتنان لزوجك، كونه معك فقط، وذلك بين الحين والآخر، وأطلبي منه أن تعزميه مازحة، وتقولين له “أريد أن أعزمك على رحلة إلى المكان الفلاني، لكن أنت من ستدفع”، وستجدي لذلك صدى عجيب.
-
خامساً: كوني دائما أنثى في المواقف كلها
لا تسمحي لتحملك للمسؤوليات التي تتحملينها، أن تخطف منك أنوثتك، امنحي نفسك دائماً الأنوثة والجمال، حتى وأنتي في مواقف الرجال، فالزوج دائما هو الرجل، طالما غير مقصر في مسؤولياته، ويا حبذا؛ إذا طلبتي منه المساعدة في القيام بأعمال البيت سويا.
تليجرام فيسبوك الاتصال بنا من نحن الخصوصية فريق العمل حقوق الملكية EN