” النسخية ” ديانة جديدة تقوم على القرصنة الإلكترونية

النسخية واحدة من أحدث وأغرب الديانات على وجه الأرض. تأسست هذه الديانة على يد طالب جامعي عام 2012 . وتقوم مبادئ هذه الديانة على فكرة تبادل المعلومات والنسخ. فما هي قصة هذه الديانة الغريبة.

النسخية

النسخية أحدث الأديان على وجه الأرض

ما هي النسخية

تعد النسخية أحدث الأديان التي تم إنشاؤها مؤخراً. وتقوم على فكرة إتاحة جميع أنواع المعرفة والمعلومات دون اعتبار لما يسمى بحقوق النشر أو حقوق الملكية الفكرية. فهي ترى أن مشاركة المعلومات عبر أي طريق حق مكفول لجميع البشر.

تاريخ الديانة النسخية

الديانة النسخية
ديانة جديدة تقوم على القرصنة الإلكترونية

خلال عام 2000 كان أهم الأحداث التاريخية في السويد حيث تم إلغاء الكنيسة اللوثرية ككنيسة رسمية للدولة. ومن بعدها تم إنشاء وكالة الخدمات القانونية والمالية والإدارية المسؤولة عن تسجيل المنظمات الدينية.

تقدم طالب الفلسفة إيزاك جيرسون بطلب للحكومة السويدية من أجل تأسيس الكنيسة التبشيرية النسخية. لكن طلب جيرسون تم رفضه. وذلك بسب عدم امتلاك هذه الديانة الجديدة لأية مبادئ أو طقوس أو أماكن للعبادة.

سعى طالب الفلسفة بمساعدة أصدقاؤه المؤمنين بفكرته أن يجمع الأموال اللازمة لتأسيس كنيسته. وبالفعل حصل على المال، ومن ثم وضع المبادئ العامة للديانة الجديدة. ثم قام بإنشاء كنيسة تحمل اسم الكنيسة التبشيرية النسخية.

تقدم جيرسون بطلب مرة أخرى للحكومة السويدية من أجل الموافقة على تسجيل ديانته الجديدة وفي عام 2012 تمت الموافقة رسمياً على تأسيس الدين الجديد.

بعد وقت قصير من تسجيل الكنيسة التبشيرية النسخية في السويد. أعلنت الكنيسة عن وجود فرع لها في الولايات المتحدة.

تعود جذور هذه النسخية إلى الحركة السويدية السياسية التي تم إنشاءها للرد على وكالة مكافحة القرصنة السويدية. تلك الوكالة التي مثلت أكثر من عشرين شركة في مجال صناعة الأفلام وألعاب الفيديو.

قامت الحركة النسخية بإنشاء موقعاً إلكترونياً يسمى The Pirate Bay، والذي سرعان ما أصبح المصدر الأكثر شهرة في العالم لتنزيل الأفلام الطويلة والبرامج التلفزيونية والبرامج.

العبادة والمعتقدات

النسخية
شعار الديانة النسخية

صرح إيزاك غيرسون أن “المعلومات مقدسة بالنسبة لكنيسة النسخية، والنسخ أحد أسرار الكنيسة. والمعلومات لها قيمة في حد ذاتها وفيما تحتويه، وتتضاعف القيمة من خلال النسخ”.

لا تؤمن النسخية بإله خالق لكنها تضع المعلومات نفسها في مكانة مقدسة والنسخ هو العملية الأساسية في إعادة إنتاج جميع أشكال الحياة.

لا تقدم الكنيسة النسخية ادعاءات بخصوص الآلهة أو القوى الخارقة. بل تقوم معتقداتها على أن الحياة كما نعرفها نشأت مع قدرة جزيء الحمض النووي على تكرار نفسه، بغض النظر عن الخلق الأصلي للكون.

عملية النسخ هي العنصر الأساسي للحياة، والطبيعة، والحمض النووي هو في الحقيقة مجرد ناقل للمعلومات، وكنتيجة لأجزاء جزيئية يتم تحديد مَن نكون.

التكاثر هو شرط انقسام الخلايا والحياة بالشكل الذي نعرفه. يقول غيرسون: “إننا نرى العالم مبنيًا على نسخ … غالباً ما نتحدث عن الأصالة؛ لا نعتقد أن هناك أي شيء من هذا القبيل. معظم أجزاء العالم، من الحمض النووي إلى التصنيع، يتم بناؤها عن طريق النسخ. ومن خلال نسخ المعلومات، يمكن للمرء زرع الإيمان مع إخوانه من الرجال، حتى نتمكن جميعاً من تجاوز الفناء من خلال النسخ والحفاظ على المعلومات، وهو أقدس تعبير لنا عن الإنسانية”

الطقوس والممارسات

يعرّف إيزاك جيرسون ممارسة الطقوس المركزية للمجموعة بأنها فعل النسخ، والتي من خلالها يعبد الأعضاء قيمة المعلومات عن طريق نسخها. قد يحدث هذا شخصياً أو عبر الإنترنت.

وتعد اختصارات لوحة المفاتيح لـ “نسخ” و”لصق”، CTRL + C وCTRL + V، على التوالي، رموزاً مقدسة داخل الكنيسة. فعملية نسخ المعلومات البسيطة بمثابة نشاط تبشيري ومقدس.

القضايا والتحديات

النسخية
شعار كوبي بيست أهم شعارات النسخية

إن ظهور النسخية تعد لحظة تاريخية في الغرب. عندما نوقشت بشكل مكثف مسألة ما إذا كان ينبغي تنظيم حيازة وتدفق المعلومات بجميع أنواعها وكيفية تنظيمها.

كانت المشكلة المحددة هي إنفاذ قوانين حقوق النشر كوسيلة للتحكم في الوصول إلى المعلومات. استجابة للتطورات الأخيرة في تكنولوجيا المعلومات التي تسمح بالوصول إلى المعلومات من جميع الأنواع ونسخها ومشاركتها.

كانت هناك محاولات حكومية متزايدة لحظر ومراقبة ما يعتبر قرصنة الإنترنت وانتهاك حقوق الطبع والنشر ومحاولات قوية بنفس القدر تدعو إلى مراجعة أو إلغاء ما هو موجود. بما فيها القوانين التي تسمح أو تعزز سرية المعلومات وحقوق الملكية.

نشأت النسخية كمعارضة قيود حقوق النشر التي تحكم مشاركة الملفات. لقد صرح إيزاك جيرسون أن “قوانين حقوق النشر مشكلة كبيرة، وتحتاج على الأقل إلى إعادة كتابتها، لكنني أقترح التخلص من معظمها”.

على الرغم من أن المجموعة لا تدعو صراحة إلى نشاط غير قانوني، إلا أنها تعارض قوانين حقوق النشر وتشجع على إتاحة المعرفة للجميع.

الدين والدستور وحقوق الإنسان

يحظى الدين بحماية خاصة في الدساتير ومعاهدات حقوق الإنسان. لكن ما هو الدين؟

هذا التطور وثيق الصلة بتعريف “الدين” في سياق قانوني. “الدين” محمي في الدساتير ومعاهدات حقوق الإنسان والوثائق القانونية الأخرى. لكن المشكلة هي أن المؤسسات القضائية والسياسية تجد صعوبة كبيرة في تحديد حدود ما يمكن اعتباره “ديناً” جدياً. الآن تقوم حكومة السويد بما كان وشيكًا لفترة طويلة. فتقول: الدين في كما تراه عين الإنسان. وهو كل نشاط يختبره المؤمنون أنفسهم على أنه “مقدس” و”ديني” يجب أن تقبله الدولة على أنه “ديني”.

ما رأيك في هذا؟ قد يكون مثال النسخية بمثابة مثال مخيف لما يمكن أن يحدث مع الحرية الدينية. وبعد كل شيء يمكن أن تدمر هذه الأفكار فكرة الدين من الداخل. بل وسيحرم الدين الحقيقي من مكانته المقدسة وهل هذا الأمر من قبيل حقوق الإنسان؟

المراجع

  1. Author: Paul Cliteur، (11/9/2012)، Missionary Church of Kopimism، www.leidenlawblog.nl، Retrieved: 10/6/2020.
  2. Author: David G. Bromley، Stephanie Edelman، (2/20/2012)، Missionary Church of Kopimism، www.wrldrels.org، Retrieved: 10/6/2020.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد