رحلة البحث عن أسرار التحنيط عند الفراعنة

التحنيط عند الفراعنة كان ومازال من أكثر القضايا التي شغلت عقول علماء الآثار، لكن مع ظهور الاكتشافات الأثرية الحديثة بدأ نجم هذه الأسرار في الخفوت، فما هي تلك الاكتشافات التي ساهمت في فك طلاسم أسرار التحنيط عند الفراعنة؟

أسرار التحنيط عند الفراعنة

ورش التحنيط الخاصة بالفراعنة

اكتشافات أثرية حديثة

اكتشف علماء الآثار مؤخرا مقبرة كبيرة بالقرب من منطقة سقارة. هذه المقبرة كانت عبارة عن ورش لتحنيط المومياوات الفرعونية. كانت المقبرة مليئة بالتماثيل والجرار والأقنعة المطلية بالذهب، هذا بالإضافة إلى خمس مومياوات داخل توابيت.

لم تكن هذه المقبرة كغيرها من المقابر المكتشفة تحتوي على هذه الأشياء فحسب، بل وجد علماء الآثار الكثير من الزيوت والمواد التي كان يستخدمها الفراعنة في عملية التحنيط.

ما هي ورش التحنيط

التحنيط عند الفراعنة
اكتشافات أثرية حديثة

ورش التحنيط كما يوحي المصطلح هي تلك الأماكن التي كان يقوم فيها الفراعنة بتحنيط الجثث من اجل إعدادها للحياة في العالم الآخر طبقاً للمعتقدات الدينية التي كانت سائدة في ذلك الوقت.

يأمل علماء الآثار أن تساهم هذه الاكتشافات الجديدة في الكشف عن الكيفية التي عبرها تمكن المصريين  القدماء من الحفاظ على الموتى.

تعد هذه الاكتشافات منجم من المعلومات القيمة، حيث أن اكتشافات الزيوت وأكواب القياس التي كان يستخدمها الفراعنة في التحنيط يمكن أن يساهم في معرفة التركيب الكيميائي للزيوت بالإضافة إلى اكتشاف ماهية هذه الزيوت، وإلى أي حد توصل علم الفراعنة في الكيمياء.

التحنيط عند الفراعنة

التحنيط عند الفراعنة
أحد المومياوات المكتشفة حديثاً

تعد عملية التحنيط عند الفراعنة مسألة معقدة جداً، ولم يتم الكشف عن طرق التحنيط التي كان الفراعنة يستخدمونها إلا مؤخراً. هذا العملية التي تستغرق حوالي 70 يوماً. تبدأ بغسل الجثة وإزالة الأعضاء الداخلية، ثم تجفيف الجسم بالملح لمدة 40 يوماً تقريباً.

في مرحلة لاحقة كان الفراعنة يضعون الأعضاء في جرار ويعالجوا الجسم بأنواع مختلفة من الزيوت غير المعرفة حتى الآن، والغريب في الأمر أن علماء الآثار قد اكتشفوا أن هناك العديد من طرق التحنيط عند الفراعنة، ولم تكن هناك طريقة موحدة لفعل هذا الأمر.

ومع ذلك فإن الأمل يحدوهم بعد اكتشافاهم ورشة التحنيط أن يتعرفوا على تلك العملية المعقدة وكذلك أنواع الزيوت المستخدمة، وبالتالي أسرار التحنيط عند الفراعنة.

أهمية الاكتشافات الأثرية

تكمن أهمية هذه الاكتشافات في معرفة الكثير عن أسرار الحضارة المصرية القديمة ومدى تقدمها في العلوم، هذا بالإضافة إلى معرفة الثقافة التي كان منتشرة في تلك العصور الغابرة.

إن العلم عبارة عن تراكمات ودون معرفة ما توصل إليه القدماء لن نستطع استكمال ما بدأوه، وعلى الرغم من التقدم العلمي والحضاري الذي توصلنا إليه في العصر الحديث إلا أن الحضارات القديمة مازالت تُخفي الكثير من الأسرار التي لم نعرفها بعد.

ربما تكون هذه الحضارة العتيقة التي كانت واحدة من أقدم الحضارات في الوجود في زمن ما أكثر تقدماً مما نحن عليه الآن. لكن هذا ما ستخبرنا عنه الاكتشافات الأثرية والعلمية التي تحاول فك أسرار هذه الحقب الزمنية.

إن الاكتشافات الأثرية ليست مجرد وسيلة لاكتشاف المزيد عن الماضي فحسب، بل هي بوابة إلى ذلك الزمان كما أن هذه الاكتشافات يمكنها أن تساهم أيضاً في تعزيز الاقتصاد.

المراجع:

  1. Author: BECKY LITTLE، (8/30/2018)، ​​​​Where Mummies Were Made: Ancient Egyptian Embalming Workshop Found، www.history.com، Retrieved: 11/10/2020.
  2. Author: Victoria Gill، (8/16/2018)، Ancient Egyptian mummification ‘recipe’ revealed، www.bbc.com، Retrieved: 11/10/2020.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد