بالصور: هل الجن من حفر آبار (لينة) المكتشفة شمال السعودية

حدث مؤخراً أن  تداولت عدة مواقع إليكترونية خبر العثور على 300 بئر ماء عذب في مدينة لينة في جنوب مدينة رفحاء في شمال المملكة العربية السعودية، وتلك القرية تبعد عن مدينة حائل بحوالي 290 كيلومتر. ويقول الخبر أنه يتوقع أن تكون تلك الآبار هي الآبار التي قام الجن المسخر لسيدنا سليمان بحفرها، وقد تم طمر أغلبها ولم يبقى منعا سوى عشرين بئرا.

بئر يعتقد أنها من صنع جن سليمان عليه السلام

الله سبحانه وتعإلى سخر الجن لخدمه سيدنا سليمان عليه السلام

يعرف عن نبي الله سليمان بن داوود عليهما السلام، أن الله سبحانه وتعإلى قد سخر له الطير والجن عمالا يعملون له ما يشاء ولا يخرجون عن طاعته، ومن يخرج عن طاعته أو يعصي له أمرا عذبه سليمان ونكل به، وجعل الريح تأتمر بأمره، حيث كانت تنقل سليمان إلى دمشق فينزل بمدينة إصطخر التي يعتقد أن الجن هم من قاموا ببنائها، ليتغدى فيها ثم يعود ويبيت في مدينة كابل والتي تبعد عن دمشق مسيرة شهر.

بأمر الله تعإلى الجن تحفر الأبار ليشرب جيش سيدنا سليمان

ومن خلال قوله تعإلى في وصف الجن المسخر لسيدنا سليمان عليه السلام: {يعملون له ما يشاء من محاريب وتماثيل وجفان كالجواب وقدور راسيات، اعملوا آل داوود شكرا، وقليل من عبادي الشكور}(سبأ 13). والجفان كالجواب أي كأحواض الماء التي تحوي ماءا عذبا، وكما تشير العديد من الكتب التي تحكي قصة نبي الله سليمان، أن سليمان قد أمر الجن بحفر آبار لكي يشرب الجنود حين هاجمهم عطش شديد وهو في طريقه إلى اليمن، فقام الجن بضرب الأرض بعصيهم فتفجرت المياه العذبة من فتحات في الأرض.

هل فعلا الأبار المكتشفة هي آبار سيدنا سليمان التي حفرها الجن؟

ومما يدعو الكثيرين لاعتقاد أن هذه الآبار تم حفرها من قبل الجن، أن الآبار قد حفرت في الصخر الشديد الصلابة والصلادة، وهو أمر يستحيل على البشر القيام به في ذلك الوقت، كما أن هذه الآبار حفرت على مناطق مرتفعة من الأرض، في حين أن الآبار يتم حفرها في السهول والمناطق المنبسطة. هذا بجانب إلى قطر البئر يبلغ نصف متر تقريبا، مما يجعل نزول إنسان إلى البئر أمر مستحيل، أي لا يستطيع بشر أن يحفرها.

رأي العلماء في هذا الادعاء

أما عن رأي العلماء في هذا الاكتشاف، فقد علق الدكتور عبد العزيز البسام أستاذ جيولوجيا المياه في قسم الجيولوجيا التابع لجامعة الملك سعود، أن منطقة شمال السعودية غزيرة بالمياه الصالحة للشرب، وأن قصة حفر جن سيدنا سليمان لهذه الآبار هي مجرد قصة تاريخية ليس عليها إثبات حتى الآن، كما أن هذه المنطقة غنية بآثار الكثير من الحضارات القديمة، وكان من الممكن أن يكون قد تم حفر هذه الآثار في عهد أي حضارة منها؛ أي يمكن أن من قام بحفرها إنسان وليس جن. واستشهد الدكتور في تعليقه  بالأهرامات الضخمة في مصر، والبيوت المبنية في الصخر بمدائن صالح.

وسواء كانت هذه الآبار من عمل البشر أو الجن، فإن هذا لا يتعارض مع معجزات الله التي وهبها لنبيه سليمان عليه السلام ولغيره من الآنبياء، والتي يمكن أن نشهد آثارها في يوم من الأيام.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد