كيف تتجنب الطائرات التصادم في الجو؟

في الأوقات الطبيعية يكون عدد الطائرات في الجو مهولًا حقًا، ويزداد الأمر سوءاً فوق المطارات الكبيرة، فيكون في المساحة الصغيرة حول المطار عشرات وأحيانًا مئات الطائرات تنتظر الإذن بالإقلاع أو الهبوط وهناك العديد من التشريعات والتقنيات والتدريبات التي تنظم حركة الطيران، والتي يتم إنفاق مليارات الدولارات سنويًا عليها.

وأضع هنا أهم الأمور التي تجعل التحكم في حركة الطيران ممكنًا:

  • خطة الرحلة أو الـ Computerized Flight Plan: وهي تشمل مسار الرحلة وعلى أي خط جوي Airway والنقاط الملاحية التي ستمر عليها وسرعة الطائرة وارتفاعها واتجاهها ويجب أن يتم إرسالها لكل أبراج الحركة الجوية قبل موعد الرحلة. ويجب أن تأخذ شركة الطيران المنفذة للرحلة موافقة عليها قبل الرحلة للتأكد من عدم وجود تعارض بين الرحلات أو التقاء في نفس النقطة في أوقات متقاربة. كذلك تتأكد سلطات المطارات من جاهزية مطار الوصول لاستقبال الطائرة.
  • فوق المحيطات والصحاري بعيدا عن مناطق تغطية أبراج المراقبة: هنا يأتي دور التكنولوجيا الحديثة، فكل طائرة بها نظام منع التصادم أو بالإنجليزية Traffic Collision Avoidance System المعروف باسم الـ TCAS وهو نظام أكثر تعقيدًا من الرادار العادي ويعمل بدون أي تدخل من الطيار تمامًا. أثناء طيران الطائرة يقوم الـ TCAS الخاص بها بمخاطبة غيرها من الطائرات المحيطة في الجو ويتلقى معلومات عن سرعتها واتجاهها وارتفاعها ويقوم بعمل حسابات معقدة لاستنتاج هل ستلتقي الطائرات في نقطة تشكل تهديد للسلامة أم لا، إن حدث واقتربت طائرات من بعضها في الجو يقوم الـ TCAS بعمل تحذير صوتي وتوجيه تعليمات للطيار حتى يقوم بالابتعاد بشكل منسق تمامًا.

هذه هي الأنظمة الأساسية لتنظيم حركة المرور في الأجواء المزدحمة، وبداية من عام 2020 بدأت أوروبا وأمريكا في تحديث أنظمة الملاحة والمتابعة فوق الأجواء لتقليل العامل البشري وزيادة السعة وهو المشروع المعروف باسم الـ NextGen لأنظمة الملاحة لكن إلى الآن لم يتم تطبيق التحديثات بشكل موسع وهي تحتاج لسنوات طويلة لتحديث أنظمة ملاحة الطائرات لتتناسب مع البنية التحتية الجديدة.

وبفضل التكنولوجيا الحديثة وتشريعات الطيران الصارمة، أصبح الطيران أكثر وسائل النقل أمانًا وسلامة فاحتمالية حدوث تصادم في الجو أمر نادر بشكل كبير جدًا.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد