فك أسرار التمائم والحجابات والسحر والشعوذة

يقول الله تعإلى في سورة الأعراف، آية 116: “سحروا أعين الناس”. وهذا معناه أن السحرة يعمدون للتمويه حتى تنطلي خدعهم على الناس. ورغم ذلك، لازال العديد من الناس يؤمنون بأن للسحرة قوى خارقة وقدرات عجيبة على تطويع الطبيعة لصالحهم. بل واستحضار الجن والشياطين للقيام بأعمال شريرة.  أما التمائم، وتسمى كذلك بالحجاب: أي تحجب الشخص حاملها عن أي مكروه. فهي تلك القطع الصغيرة من الورق، والمكتوبة بحبر مطبوخ من صوف الغنم (تحديدا صوف الابط)، والذي يستعمل في الكتابة على الألواح الخشبية في الكتاتيب القرآنية. ويسمى هذا الحبر بالسَمْخ.

والسؤال الذي يتبادر لذهن الكثيرين: ما المكتوب في هذه التمائم؟

أحمد بن على البوني

بالعودة لكتاب مرجعي في الأمر، ألا وهو كتاب “شمس المعارف الكبرى” لصاحبه أحمد بن على البوني.

ولد أحمد بن على البوني بمدينة البونة (عنابة) وهي مدينة جزائرية. وكان ذلك سنة 520 هـ تقريبا. وتوفي بالقاهرة سنة 622 هـ. تعلم القرآن بتونس، وتفقه على مذهب الإمام مالك. انتقل إلى مصر ومنها إلى القدس فأرض الحجاز وبلاد العراق والشام. عاد بعدها لمصر، حيث مات ودفن هناك. ألف عدة مؤلفات دينية وفقهية. وهو مؤلف كتاب “شمس المعارف الكبرى”. فما هو هذا الكتاب؟

شمس المعارف الكبرى

وهو مؤلف لأعمال السحر والشعوذة. طبع حديثا، حيث عرف حذف وتحريف بعض مواضيعه. ورغم، ذلك فلازالت الكتاب يتناول مواضيع السحر المختلفة وغير المفهومة أحيانا. طبع منه جزء أول سنة 1985 عن المكتبة الشعبية ببيروت.

ومن المعلوم أن هذا الكتاب، وغيره من كتب السحر والشعوذة، قد صدرت في حقه فتاوى تحريم قطعية. فالفتاوى الصادرة في هذا الشأن، منها مثلا فتوى الشيخ ابن باز، قد حرمت قراءة هذا الكتاب وبيعه ونشره، بل وحتى النظر فيه. وواجب إتلافه. ويضم الكتاب خليطا غريبا من الأمور المفهومة وغير المفهومة، والتي تهدف للشعوذة والسحر وتحضير الجن. ويضم الكتاب أربعين فصلا. تتناول فصوله مواضيع أسرار ترتيب أحرف اللغة العربية، وأسرار ترتيب الأرقام، وأسرار مواضع القمر والنجوم، بل وحتى علم التنجيم والأبراج. وكذلك أسرار الآيات وحروف القرآن.

إذن ما علاقة هذا الأمر بالسحر والتمائم التي يعلقها الناس للحماية من الأذى؟

نأخد صورة لتميمة حقيقية، كي نفسر الأمر

إذا تناولنا التميمة التي في الصورة أعلاه، سنجد أنها تتكون من عبارات مكتوبة بلغة عربية، تضم آيات قرآنية وأدعية تدعو لحفظ حامل التميمة (الحجاب) من كل مكروه. ثم نجد أسفلها جدولا مكتوبا برموز غريبة، أو هكذا يصفها من لا يفهمها. غير أنه ببحث بسيط، سنجد أن الرموز المكتوبة في الجدول ما هي إلا أرقام كتبت بكتابات قديمة، كما تشرح ذلك الصورة الآتية:

Résultat de recherche d'images pour "ancien caractère arithmétique"

وهكذا ببحت بسيط سنجد أن الجدول ما هو مربع سحري مكتوب برموز رياضية وثقها الكاتب والراهب البيزنطي ماكسيميس بلانيديس، والذي عاش في نفس الفترة التي عاش فيها أحمد البوني.

والجدول الموضع في التميمة هو على الشكل التالي:

وهذا الجدول مرتب بحيث أن جميع أرقام كل صف أو خط يساوي 15.

كما أن القارئ لكتاب شمس المعارف الكبرى، سيجد أن كاتبه يعمد لمنح لكل اسم من أسماء الله الحسنى رمزا معينا، وذلك حسب الترتيب الأبجدي لكل حرف من أحرفه. فمثلا، اسم “ودود” سيحمل الرمز 4646، وهكذا يقوم الكاتب بتركيب مربع سحري مماثل لهذا العدد، أو لمجموع أرقام رموزه. ويخلص إلى أن هذا الجدول سيجعل صاحبه محبوبا، أو سيجلب له الحبيبة بكل ود ومحبة.

 

الحقيقة البسيطة

كل ما في الأمر، هو أن أحمد البوني اطلع على علم الرياضيات، وخصوصا الخوارزميات البسيطة، وأعجب بها، واعتقد أن فيها سرا يجعلها تسهل على الانسان السيطرة على الطبيعة وتسخيرها لصالحه. وحتى لا يتفاجأ القارئ العزيز، فنفس الجداول، تقريبا، تعتمد في برمجة الهواتف والحواسيب.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد