علماء الآثار يكتشفون مدينة مسيحية منذ القرن السادس في مصر كانت ملتقى للحضارات اليونانية والرومانية والبيزنطية

اكتشف فريق من الباحثين البولنديين دليلاً على وجود مستوطنة مسيحية منشأة ومبنية ومخططة بشكل جيد حيث يعود تاريخها إلى القرن السادس في مدينة ماريا الساحلية المصرية القديمة، وتم اكتشافها على طول بحيرة مريوط على بعد حوالي 40 كيلومتراً جنوب غرب الإسكندرية على بعد أميال قليلة جنوب البحر الأبيض المتوسط وتحديداً بالقرب من قرية الحوارية الحالية.

وقال بعض علماء الآثار ضمن فريق الباحثين البولنديين إن المستوطنة بها مبنى تم استخدامه من قبل لمسيحيون في الحج إلى أبو مينا وقبر القديس مينا، وهو الشهيد القبطي المرتبط بالشفاء والذي توفى في أواخر القرن الثالث أو أوائل القرن الرابع وفي هذه الفترة كان المسيحيون ما زالوا يتعرضوا للاضطهاد، حيث أكد علماء الآثار أيضاً أن المستوطنة المسيحية التي تم اكتشافها وتمت دراستها تبلغ مساحتها حوالي 13 هكتار أو 33 فدان، ويبدو أن المستوطنة المسيحية كانت عبارة عن منطقة حضرية كثيفة بدون أسوار دفاعية، وكانت جيدة التخطيط ولم يتم بناؤها حتى النصف الثاني من القرن السادس، وذلك نظراً لأن نظام البناء المعياري كان في ذلك العهد يتكون من طابق واحد فقط أي أن كل المخططات التي يتم بناؤها في ذلك العهد كانت عبارة عن مخططات أرضية بأحجام ثابتة بقياس 14 متر في 10 امتار، حيث بلغ طول الوحدات المستطيلة المجاورة 260 متراً وتضم مساكن ومتاجر.

وقد كان اكتشاف المدينة المخططة أو المستوطنة المسيحية بمثابة نقطة جذب لعلماء الآثار لأن الرومان قاموا بتشييد الكثير من المباني في مصر ولكن كانت جميع المباني بمثابة مخططات أرضية، وقال بعض علماء الآثار عن هذا الاكتشاف: “كانت مفاجأة كبيرة بالنسبة لنا لأن مدناً جديدة لم تكن تُبنى في مصر في ذلك الوقت”.

ومن جانبه قال أحد علماء الآثار البولنديين عن المستوطنة المسيحية إن البلدة على الأرجح تم بناؤها على ما كان كرماً رومانياً، وشُيدت كاتدرائية المجتمع على موقع كنيسة سابقة والتي تم بناؤها على أرض كانت بمثابة ورشة لصنع الأواني وصنع النبيذ وذلك وفقاً للعصور القديمة وما تقوم بفعله في ذلك الوقت.

كما قال عالم المصريات ومير متحف الآثار بمكتبة الإسكندرية حسين عبد البصير في تصريحات له: “المستوطنة المكتشفة حديثاً تكمن في كونها ملتقى للحضارات اليونانية والرومانية والبيزنطية، كما أن إنتاج النبيذ في المنطقة سمح بالتبادل التجاري والثقافي، وأدى ذلك إلى ظهور مستوطنة ومباني كبيرة مما يؤكد عظمة هذا الموقع في الماضي”.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد