سيدة إسبانية تدعى “لبياتريز فلاميني” قضت 500 يوم في كهف تحت الأرض، وقالت أنها لم تكن ترغب في الخروج.. فما هي قصتها؟

خرجت سيدة إسبانية تدعى ” لبياتريز فلاميني ” وتبلغ من العمر حوالي 50 عاما لترى النور، بعد أن مكثت حوالي 500 يوم في كهف على عمق 70 مترا، بدون أن تتواصل مع العالم الخارجي، بل وإنها أعربت وأفصحت عن عدم رغبتها في الخروج من الكهف، وأنها لم تكن ترغب في إنهاء هذه التجربة.

وهذه السيدة تدعى ” لبياتريز فلاميني “، وهي لاعبة تمارس  الرياضات الخطرة وتهوى رياضة تسلق الجبال، وقال الفريق الداعم لها أنها بهذه التجربة تكون قد حطمت الرقم القياسي على مستوى العالم في أطول فترة يقضيها الإنسان في كهف.

ونالت تجربتها مراقبة كبيرة من قبل العلماء والباحثين الذين يسعون ويرغبون في معرفة الكثير من المعلومات عن قدرات العقل البشري وعن إيقاع الساعة البيولوجية.

والسيدة ” لبياتريز فلاميني ” كان عمرها حوالي 48 سنة عندما دخلت إلى الكهف، فأتى عليها عيد ميلادها مرتين وهي بمفردها تحت الأرض في الكهف، فاحتفلت بمفردها.

وبدأت مغامرتها المميزة والفريدة في يوم السبت الذي وافق يوم 20 من شهر نوفمبر من عام 2021، وذلك قبل حدوث الأزمات الاقتصادية الكبيرة في العالم وأزمة ارتفاع تكلفة المعيشة، وقبل إلغاء الإلزام بوضع الكمامة في إسبانيا من أجل الوقاية من فيروس كورونا المستجد، وقبل وفاة ملكة بريطانيا ” الملكة إليزابيث “.

وخرجت السيدة إلى النور بعد قضاء مدة طويلة تحت الأرض، وذلك في يوم الجمعة الموافق ١٤ من شهر أبريل الماضي لهذا العام ٢٠٢٣، وذلك منذ حوالي أسبوعين تقريبا، وكانت تحمل أدواتها وهي تبتسم ابتسامة واسعة.

وأحاط بها أفراد من الطاقم الداعم لها، والذين كانوا يرتدون الكمامات ليعانقوها.

مع تواجد مجموعة من الخبراء في مجال علم النفس، كما حضر علماء ومتخصصون في دراسة الكهوف مع حضور باحثين ومدربين بدنيين أيضا، كانوا يراقبون كل حركة تقوم بها السيدة فلاميني، حتى يتابعوا مستوى سلامتها النفسية والجسدية، بعد خروجها من الكهف، لكنهم لم يتواصلوا معها بشكل مباشر.

كيف كانت تقضي فلاميني وقتها تحت الأرض؟

وكانت فلاميني تقضي وقتها في الكهف، في الرسم وفي ممارسة الرياضة وحياكة القبعات ” المصنوعة من الصوف ” والتلوين.

ويقول الفريق الداعم والتابع لها، أنها كانت قد تحمل معها كاميراتين للتصوير وألف لتر من المياه و60 كتابا.

ماذا قالت فلاميني بعد خروجها؟

وفي تصريحات لها بعد خروجها بمدة قليلة، قالت فلاميني:

“تجربتي في المكوث في الكهف كانت ممتازة ورائعة ولا يضاهيها أي شيء آخر”.

“بل إنه عندما دخل الفريق الداعم حتى يقوموا بإخراجي من الكهف كنت نائمة حينها، وظننت أن أمرا ما قد حدث، وقلت لهم: أبهذه السرعة؟! أنا لم أنته بعد من قراءة كتابي”.

ولم يحدث أبدا خلال فترة مكوثي في الكهف أن فكرت في الخروج من الكهف أو حتى الضغط على زر الطوارئ، ولم أود الخروج من الكهف أبدا “.

“و لم أكن أتحدث مع نفسي في هذه الفترة بصوت عال، نعم كانت هناك نقاشات عديدة ولكن في داخلي، واستطعت الانسجام مع نفسي كثيرا”.

وقالت عن تجربتها ”

” عليك أن تعي مشاعرك جيدا، فأمر طبيعي جدا أن تشعر بالخوف، لكن لا تسمح حينها للذعر أن يتسلل إليك، وإلا فسوف تصاب بالشلل”.

وتابعت:

“الكهوف تعتبر من الأماكن الآمنة لكنها ليست بيئة مناسبة ليمكث الإنسان فيها فترة طويلة، كما أنها ليست بيئة مناسبة للعقل البشري، لأنك عندما تكون في الكهف لا ترى النور ولا تدري كم من الوقت قد مضى، كما أنه لا يوجد لديك أي محفزات عصبية”.

“ولا يتعلق الأمر بمجرد مرور الوقت على نحو أبطأ أو على نحو أسرع، لأنه بكل بساطة الوقت لا يمر أصلا، فالساعة دائما تكون في الرابعة صباحا”.

ما الهدف من هذه التجربة؟

ووفقا لوكالة الأنباء الإسبانية، فإن علماء وباحثين في جامعتي ألميريا وغرناطة وفي مركز متخصص في علوم النوم في مدريد، قد استفادوا من تجربة السيدة فلاميني كثيرا.

فدرس الباحثون والعلماء ما هو تأثير العزلة الاجتماعية والابتعاد المؤقت والكلي على إدراك الناس للوقت، وما هي التغييرات النفسية والعصبية والإدراكية التي من المحتمل أن تحدث للإنسان عندما يكون تحت الأرض ويكون منعزلا، وما تأثير هذه التجربة على النوم وعلى إيقاع الساعة البيولوجية.

والجدير بالذكر أن موقع موسوعة غينيس للأرقام القياسية، قد ذكر أن أطول فترة كان قد قضاها الإنسان وهو تحت الأرض، كانت 69 يوما، وكان قد قضاها 33 عامل في منجم من بوليفيا وتشيلي على عمق بنحو 688 مترا تحت الأرض، بسبب حدوث انهيار في منجم سان خوسيه للذهب والنحاس في تشيلي في سنة 2010.

ووفقا لوكالة رويترز فإنه لم يتسن حتى الآن التواصل مع متحدث باسم موسوعة غينيس، لمعرفة ما إذا كان هناك رقم قياسي منفصل وخاص بمن يقضي الوقت في كهف تحت الأرض، وما إذا كانت السيدة الإسبانية “فلاميني” قد حطمت هذا الرقم.

سيدة إسبانية قضت 500 يوم في كهف تحت الأرض وقالت أنها لم تكن ترغب في الخروج.. فما هي قصتها؟
سيدة إسبانية قضت 500 يوم في كهف تحت الأرض وقالت أنها لم تكن ترغب في الخروج.. فما هي قصتها؟

المصدر: سكاي نيوز عربية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد