“زرقاء اليمامة” قصة ما بين الحقيقة والخيال

زرقاء اليمامة هي امرأة نجدية من جديس من أهل اليمامة سميت بهذا الاسم لزرقة عينيها وكان يضرب بها المثل في حِدَّة البصر فيقال : “أبصر من زرقاء” ويقال عنها أنها كانت تبصر الشعرة البيضاء في اللبن كما كانت تستطيع رؤية الشخص من على مسيرة يوم وليلة لهذا كانت تنذر قومها من غارات البلاد المعادية ويذكر أن ملكاً يدعى حسان الحميري أراد أن يغزو جديس فأخبره أحد رجاله أن هناك امرأة تدعى زرقاء اليمامة تستطيع أن تبصر الأشخاص من على مسيرة يوم وليلة كاملة فأمر الملك رجاله بأن يقطعوا أغصان الأشجار ويحملوها معهم ليختبئوا خلفها كي يحتالوا عليها، وعندما رأتهم زرقاء اليمامة يقتربون من جديس أنذرت قومها وقالت يا آل جديس لقد سارت إليكم الأشجار وأتتكم أوائل جيوش حمير  فلم يصدقوها وسخروا منها وما إن وصلت جيوش العدو إلى جديس حتى أدرك قومها صدق كلام زرقاء اليمامة ولكن بعد فوات الأوان، فقد تمكنت جيوش العدو من قوم جديس ونالوا منهم وأمسكوا بزرقاء اليمامة وسألها الملك ماذا رأيتي فقالت رأيت الشجر خلفها البشر فأمر الملك بقتلها فوجدوا عينيها مملوءة بالأثمد وهو حجر أسود اللون كانت تَدُقُّه لتَكتَحِل به.

هناك جدل كبير وشكوك كثيرة حول قصة زرقاء اليمامة ومدى صحتها من الناحية العلمية فحتى إذا كان بصرها قوياً إلى هذه الدرجة فيستحيل عليها أن ترى الشخص من على مسيرة يوم وليلة فالأشياء على بعد خمسين كيلو متراً تختفي خلف الأفق بسبب كروية الأرض، ولكن ربما استطاعت التغلب على هذه المشكلة عن طريق الصعود على جبل أو مكان مرتفع حتى تستطيع الرؤية لمسافة أبعد، والبعض يقول أن زرقاء اليمامة ربما لم تكن تتمتع بقوة البصر وإنما قوة البصيرة فكانت تنذر قومها من البلاد المعادية حتى يكونوا دائماً على أُهبَة الاستعداد لمواجهتهم.

والجدير بالذكر أنه وبالرغم من أن الكثير من الأشخاص لا يقتنعون بقصة زرقاء اليمامة ويعتبرونها نوع من القصص الأسطورية الخيالية إلا أنها تعد من التراث العربي.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد