في ديسمبر 2008 في المكان الذي يجتمع فيه أغنياء أمريكا، وبالضبط داخل مطعم سعر الوجبه فيه تساوي راتب موظف عربي.. تلقي الحاضرون خبر مهم :-
“مرحبا.. لقد خسرت ثروتك بالكامل”
كل واحد منهم خسر مبالغ تصل إلى 100 مليون دولار، وبالفعل لم يكن إلا ” برنارد مادوف” .. فكيف حدث ذلك؟!
تبدأ قصتنا سنه 1990م في “بالم بيتش” الملئ بالاغنياء المجتمعين داخل نوادي مشهورة يقضون وقتهم في لعب الجولف وذلك ما فهمه “برنارد”الذي اختار نادي “بالم بيتش” الذي يطلب اعلى مبلغ للتسجيل، بعد نجاح “برنارد” في الإنضمام إلى نادي الأغنياء بدأ السيط.. لم يحتاج إلى وقت كثير فقد كان له سمعه حسنة كمدير سابق لبورصه مشهورة وصاحب لسان لبق ومقنع، أقنعهم بتأسيس صندوق إستثماري.. فما هو الصندوق؟
للتوثيق يستطيع الشخص وضع ألف دولار مثلا في الصندوق الإستثماري البنكي والحصول على أرباح سنويه مثلا 100 دولار في السنه لكن بشرط ألا يتجاوز المبلغ المستثمر 1000 دولار.. أما صندوق “برنارد” فكان مستقل لم تكن هناك قيود على المبالغ الممكن استثمارها فيه وأقنعهم عبقري البورصة أنه سيعتمد بشكل رئيسي على المضاربه في البورصة من أجل الحصول على ربح أكبر وأصبح كبير التبرع للجمعيات الخيريه وكثير الظهور في البرامج التيلفزيونيو وهو مازاد من وضع صورته أمام ضحايا المستقبل فجمع 900 مليون دولار في العام الأول فقط وهنا نطرح سؤال :
* لم إستمرت عمليه النصب لمده 18 سنه دون أن يكتشفها أحد؟ *
و إجابته هي أن “برنارد” كان يطبق شيءيسمي “مخطط بونزي” الذي أخترعه زعيم المحتالين الإيطالي “تشارلز بونزي” خلال القرن التاسع عشر.. لنفترض أن هناك 4 مساهمين في صندوق “برنارد” كل واحد منهم دفع ألف دولار بعد مرور سنه ينشر “برنارد” خبر كاذب بأن المبلغ أصبح ألف ومائه دولار فيأخذ مئه من كل ألف ويسلمها لهم على أنها الأرباح حتى يستمرون في الثقه به لكن الطمع يجعلهم يفضلون إضافتها في الصندوق وإستثمار المبلغ كله حتى من أراد سحب جميع أمواله، كل مايفعله “برنارد” هو أخذ مائه دولار من مال المساهم الطماع وإضافتها لمال المساهم المنسحب.
(مخطط بونزي+ حلاوه اللسان) جعل “برنارد” ينصب على مشاهير ومؤسسات ضخمه في البنك الملكي التي تملكه بريطانيا والذي خسر 600 مليون دولار فكان محطط “بونزي” ينهار في الحال أراد الجميع سحب أموالهم دفعه واحدة.. ماحدث سنه 2008م عندما بدأت أسواق الأسهم العالميه بالهبوط وأنتشر الذعر بين المستثمرين الذين قرروا سحب أموالهم من صندوق “برنارد” وفي تلك اللحظه إكتشفوا الحقيقه !
تسبب الخبر الصادم في إنتحار العديد من المشاهير، ثم حكم على “برنارد” بالحبس 150 سنه، وتم تلقيبه في أمريكا ب ” الجوكر “.. تم إنتاج فيلم عن قصة حياته يحمل عنوان “ساحر الأكاذيب” عام 2017م.
كثير من الفنانين المشاهير عاشوا حياة البذخ و الترف و كان همهم الوحيد المال و الشهرة و لم يكونوا يعلموا ماذا يخبئ لهم الزمن حتى وجذوا انفسهم يصارعون الفقر و المرض فمنهم من وقف ابنائه بجانبه في محنته و منهم من مات على ذالك الحال فنرجوا الله تعالى حسن الخاتمة امين