لو رأيت راع يقوم بإجبار ناقة على ابتلاع افعى سامة فأقل ما يمكن أن تقول عنه أنه إنسان ظالم، وهو رأي صائب إذا علمنا أن لدغات الأفاعي السامة تشكل خطورة على كل الكائنات الحية بدون استثناء، وهي تتسبب في هلاك ما لا يقلّ عن مائة ألف إنسان وما يقارب ثلاثة أضعاف ذلك من حالات بتر الأطراف وغيرها من حالات العجز الدائمة حسب موقع منظمة الصحة العالمية.
سبب إطعام الجمل افعى سامة
إذا كانت سمعة الأفاعي بهذا القدر من السوء، فما الذي جعل الرعاة ومربوا الجمال يجعلون حيواناتهم تأكل هذه المخلوقات الشديدة السمية.
في الحقيقة عادة إطعام الجمل أفعى سامة منتشرة في عدد قليل من البلدان العربية، وكانت من الممارسات الشائعة لدى العرب منذ القدم، ولم تكن مقتصرة على الجمال فقط، بل تشمل معظم الحيوانات التي يربونها، وقد ذكر القس ايزيدور الإشبيلي في إحدى مؤلفاته أن الغزلان عندما تصاب بأي عدوى فإنها تبتلع الأفاعي السامة.
معروف أن الجمل عند إصابته بمرض الهيام يحصل له ارتفاع في درجة الحرارة ويفقد الشهية والوزن مما يمكن أن يتسبب في هلاكه في حال الإهمال وعدم العلاج في المراحل الأولى من المرض، وقد ساد اعتقاد لدى العرب أن ابتلاع الأفاعي السامة يعالج هذا النوع من الأمراض.
ولكن العلم الحديث نفى هذا الإعتقاد وأكد أن ابتلاع الأفاعي لا يعالج مرض الهيام، وإنما هو نوع من التعذيب للحيوان الذي يمكن أن يتعرض للذغ أثناء التهامه الأفعى.
ويسمى الجمل “سفينة الصحراء” نظرا لتحمله للظروف الصحراوية القاسية كما يصبر للعطش لفترات طويلة، وكان له دور كبير في الحروب والأسفار قديماً، لهذا وجب على المربيين عدم الاستهتار بصحته وذلك بتشخيص الأمراض التي يمكن أن يتعرض لها وعلاجها بالوسائل الطبية الحديثة التي أصبحت متاحة ولله الحمد في جميع الأقطار العربية