القصص الحقيقية للأمثال الشعبية

 


” أقلب القدرة على فمها تطلع البنت لأمها ”

تعود إلى امرأة كانت قلقة على مستقبل ابنتها، فأرادت أن تعرف كل شيء عن حياة ابنتها قبل زواجها بفترة قصيرة، وبالفعل ذهبت المرأة مع ابنتها إلى العرّافة التي تقرأ الطالع باستخدام الحصى والرمل والجرّة، فوضعت العرافة الحصى داخل الجرّة، وقامت بقلبها على فمها، فخرجت من الجرّة حصوة صغيرة وأخرى كبيرة، فقالت العرّافة للمرأة ” إن ابنتك ستكون مثل أمها ولودة ودودة”، وأضافت: “اقلب الجرّة على فمها بتطلع البنت لأمها”

” اللى ميعرفش يقول عدس “

المثل أصله تاجر يبيع في دكانه العدس والفول والبقوليات وكان يثق بزوجته تقة عمياء، فتركها يومًا بالمتجر وذهب ليتفق على شحنة جديدة من العدس وحين عاد وجد زوجته تخونه مع شاب بالمحل،   فانتفض الرجل وأخذ يجري وراء الشاب الذي لاذ بالفرار بمجرد رؤيته للزوج، فتعثر في شوال العدس فوقع الشوال بكل ما فيه لما رأى الناس شوال العدس وقد وقع على الأرض وجرى التاجر خلف الشاب ظنا منهم أنه لص سرق بعض العدس وهرب وأن التاجر يجري خلفه فلاموا التاجر على تصرفه، وقالوا له: «كل هذا الجرى من أجل شوال عدس؟ أما في قلبك رحمة ولا تسامح؟»، فرد التاجر، الذي عجز عن الإفصاح عن الحقيقة المشينة، بالعبارة الشهيرة التي تناقلتها الألسن بعده قائلًا: “اللي ميعرفش يقول عدس”.

” شايل طاجن ستك “

يقال أنها تشير إلى الجدات اللواتي كان لا يعجبهن شيءمهما بلغت درجة إتقانه، ولأن أشهى المأكولات وأفخمها كانت تصنع في الطواجن، ومن هنا جرى استخدام المثل للتعبير عن حالة القنوط والاستياء وعدم الرضا، فالفتاة أو السيدة كانت تقف طوال اليوم للإنتهاء من طاجن شهي تحمله على رأسها وتتوجه به إلى الجدة لأجل إرضائها، ولكن الجدة كعادتها كان لا يعجبها شئ، فصار طاجن ستها مثال دومًا لمصدر النكد والحزن، فهو يعبر عن عمل شاق لم يلق استحسان

” يخلق من الشبه أربعين “

يذكر أن كــلــمــة  أربــعــيــن في هذا المثل أصلها فارسي وتعني الكثير، وليس المقصود بها عدد محدد،   ومن يتفق مع هذا الرأي يبرره بأن خالق البشر قادر على أن يخلق أكثر من 40 شبيه، وأن الكلمة مغزاها المبالغة مشرين إلى أمثال أخرى تقال في السياق نفسه من قبيل: «من عاشر القوم أربعين يوماً أصبح منهم»، وكذلك «الجار حتى البيت الأربعين»، و«عيار الشبع في الطعام 40 لقمة»، ومن هنا صار للرقم خصوصية في الاستخدام عند العرب.

.” أخر خدمة الغُز علقة “

من الأمثال التي تقال للدلالة على نكران الجميل، ومقابلة الإحسان بالشر، و«الغُز» لفظ عامي مصري اشتقه المصريون من لفظ الغٌزاة، والغزاة هنا يقصد بهم المماليك، الذين كانوا يعيثون في مصر فسادا، وكانوا إذا دخلوا قرية نهبوها وأخرجوا أهلها للعمل لديهم وخدمتهم بالسخرة دون مقابل، وحتى إذا ما هموا بالرحيل من القرية بعد نفاد خيرها قاموا بضرب الرجال العاملين معهم كنوع من التجبّر وفرض  السطوة، فصار المصريون من يومها يقولون «آخرة خدمة الغُز علقة».

” موت يا حمار “

يحكى عن أحد الحكام شاهد حمارًا دخل إلى بستانه، فأمر بإحضار الحمار وإعدامه، فهمس الوزير في أذنه «إنه حمار يا مولاي»، فأمر الحاكم على الحمار أن يتعلم الأصول ويراعي الأوامر الملكية، وأذن مؤذن في المدينة بدعوة من يملك القدرة على تعليم الحمار، وله من المال ما يشاء.

 

خشى الناس الأمر ولكن رجلًا تقدم وقرر أنه سيعلم الحمار بشرط أن يمنحه السلطان قصرًا يعيش فيه ومالًا وفيرًا، وبستانًأ كبيرًا، ومدة للتعليم عشر سنوات فوافق الحاكم، وأخبر الرجل المعلم أنه سيقطع رقبته إن لم يفلح في تعليم الحمار، وانطلق الرجل إلى زوجته يخبرها بالخبر السعيد وبالقصر والحياة الرغدة التي تنتظرها، ولكن المرأة شغلها الأمر فسألته عن مصيره المحتوم، بعد انتهاء المدة المحددة، فهي تعلم أن الحمار لن يتعلم والحاكم سوف يقطع رقبة زوجها، إن لم يفلح،   فرد الرجل: «بعد عشر سنين إما سيموت السلطان أو أموت أنا، أو يموت الحمار»، ومن هنا حرف العرب المقولة إلى «موت يا حمار»، ومن هنا جرى استخدام التعبير، وصار مرتبطًا في الوطن العربي بالأشخاص الذين يعتمدون على عنصر الزمن في التنصل من مسؤولياتهم أو الهروب من التفكير فيما يخفيه القدر


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد