الإعصار … كيف يتكون وما مدى خطورته؟

كثيراً ما نسمع عن الأضرار الجسيمة والخسائر الفادحة التي تسببها الكوارث الطبيعية حول العالم من زلازل وبراكين وفيضانات، والتي لا تقل خطورتها عن خطورة القنابل النووية وأسلحة الدمار الشامل بل وقد تتجاوزها في قدرتها التدميرية الهائلة، فالطبيعة تمتلك قوى جبارة لا يستهان بها كما لا يمكن السيطرة عليها أو حتى التنبؤ بها بشكل دقيق؛ فكثير من كوارث الطبيعة تحدث بشكل مفاجئ وبدون سابق إنذار.
وفي هذه المقالة نتناول واحدة من أخطر الكوارث الطبيعية وهي الأعاصير…
الإعصار هو عبارة عن دوامة أو زوبعة هوائية تتشكل فوق سطح المحيطات وتتحرك فيها الرياح بشكل دائري وبسرعة كبيرة جدًا ويبدو شكل الإعصار كالقمع الذي يمتد من الغيوم الكثيفة في السماء إلى الأرض، تتكون الأعاصير بكثرة في المناطق الإستوائية المطلة على المحيطات حيث درجات الحرارة المرتفعة ونسبة الرطوبة العالية.
يبدأ تشكل الإعصار حين تصل درجة حرارة المحيط إلى  27 درجة مئوية فأكثر حينها يتصاعد الهواء الرطب لأعلى فيبرد ويتكثف مكونا سحابة صغيرة، تنطلق الطاقة الحرارية الناتجة من عملية التكثف فتكون المزيد من الهواء الدافئ الذي يتصاعد بدوره إلى الأعلى مكوناً المزيد من السحب، تنشأ منطقة منخفضة الضغط فوق سطح المياه تعمل أيضاً على سحب المزيد من الهواء الدافئ فتتزايد كمية السحب المتكونة فوق سطح المياه وتستمر هذه العملية حتى تتكون عاصفة رعدية كبيرة فوق سطح المحيط تهطل منها أمطار غزيرة، وتتكون داخل العاصفة منطقة خالية من الغيوم ذات ضغط منخفظ تسمى “عين الإعصار” وهي تمثل مركز دوران الإعصار.
تبدأ العاصفة بالتحرك في مسار دائري نتيجة للحركة الدورانية للأرض وعندما تصل سرعة دوران الرياح حول مركز العاصفة إلى 118 كم/ساعة عندها تسمى العاصفة إعصاراً.
يتحرك الإعصار من مكانه بفعل الرياح  الموجودة في طبقات الجو العليا وبمجرد وصوله إلى اليابسة تبدأ الكارثة الحقيقية! فالسرعة الكبيرة للإعصار تقتلع الأشجار والمباني وتدمر كل ما في طريقها، وتتفاوت قوة الأعاصير حسب حجمها وسرعة الرياح فيها وتم تقسيم الأعاصير إلى خمس فئات أساسية بناءً على السرعة.
من أقوى الأعاصير التي شهدها العالم   إعصار “باتريشيا” الذي ضرب المكسيك عام 2015 حيث وصلت سرعة الرياح إلى 325 كم/ساعة الأمر الذي دفع الدولة لاتخاذ إجراءات احترازية لمواجهة مخاطر الإعصار كإجلاء السكان من المناطق الأكثر عرضة للخطر وإغلاق المدارس والمرافئ، وكذلك إعصار “نانسي” الذي ضرب اليابان عام 1961 من جهة المحيط الهادئ وبلغت سرعته حوالي 345 كم/ساعة وتسبب في مقتل 191 شخصاً وإصابة الآلاف من الأشخاص فضلا عن الدمار الهائل الذي خَلَّفَه، وإعصار “كاترينا” عام 2005  في الولايات المتحدة الأمريكية بسرعة 280 كم/ساعة وتسبب بمقتل 1833 شخصاً وخسائر مادية بقيمة 108 مليار دولار.
هذه هي قوة الأعاصير الجبارة التي لا تُخَلِّف وراءها سوى الدمار والخسائر.

قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد