اغنى رجل على الأرض الملك “مانسا موسى”.. وكرمه العظيم

ملك إمبراطوريةً واسعة وحولها لعاصمةٍ للذهب لا يعرفه إلا القليلون ولم تروى قصته كثيراً، ثروته لا يمكن إحصاؤها كلها من الذهب الخالص والمجوهرات، ويستحق لقب ملك ملوك إفريقيا وأغنى رجلٍ في التاريخ.

كانجا موسى

كانجا موسى منسا موسى كانكو موسى نياري نياكاتي موسى الأول

منسا موسى الملك الثري

يعود بنا التاريخ إلى القرن الثالث عشر الميلادي إذ كانت الإمبراطورية المالية تعيش في ثراءٍ فاحش، ففي عام ألفٍ وثلاثمئةٍ واثني عشر تسلم منسا موسى حكم مالي، بعد تنازل لشقيقه أبو بكرٍ عنها بهدف الذهاب في رحلةٍ استكشافيةٍ حول العالم.

انجازات منسا موسى

منذ تولي منسا موسى الحكم  على إمبراطوريته والتي تضم أكثر من ثلاثة ألاف كيلومتر نجح بالإستيلاء على أربعٍ وعشرين مدينة، كانت من بينها مدينة تمبوكتو التي أطلق عليها لاحقاً لقب عاصمة الذهب، وصلت حدود إمبراطوريته من المحيط الأطلنطي إلى النيجر اليوم، فقد ضم بعضاً من السنغال وموريتانيا ومالي ومعها بوركينافاسو والنيجر وجامبيا بالإضافة للغينيتين وساحل العاج، بكل ما يملكون من موارد طبيعية على رأسها الذهب والملح. تقول الأرقام أن إمبراطورية موسى احتوت على نصف الذهب الموجود في العالم في تلك الفترة، وشهدت فترة حكمه إزدهاراً في كل نواحي الدولة حيث زاد الإنفاق على العلم والعلماء، كما تذكر إحدى الروايات أنه دفع للشاعر المهندس الأندلسي أبو إسحاقٍ الساحلي مائتا كيلو جرامٍ من الذهب وذلك بعد تصميمه جامع شهير. شهدت فترة حكمه بناء الكثير من المدارس والمكتبات والمساجد فتحولت بذلك مدينة تمبوكتو لمركزٍ للتعليم في العالم واستقطبت الطلاب من كل حدبٍ وصوب.

رحلة حج منسا موسى

أشهر الروايات التي تذكر عن منسا موسى وهي رحلته إلى بيت الله الحرام التي تسببت بخسارةٍ كبيرةٍ للاقتصاد في مصر، فعندما قرر الذهاب إلى الحج غادر ومعه ستين ألف رجل فقد رافقه في الرحلة كامل البلاط الملكي والمسئولون والجنود وكل حاشيته، بالإضافة لإثنى عشر ألف عبد، ومعهم موكبٌ كبير من الماعز والخراف والجمال المحملة بالذهب والمجوهرات، حتى وصف الموكب بمدينةٍ تتحرك في الصحراء، في رحلته توقف في مصر وأقام فيها لمدة ثلاثة شهور صرف على أهلها من الذهب والهدايا الكثير، ما سبب بانخفاض سعر الذهب قرابة عشر سنوات، نتج عنه ضعف في الإقتصاد المصري حيث قدرت الخسائر على أرقام اليوم فيما يقارب ملياراً وخمسمائة مليون دولار. عاد منسا موسى وجمال محملة بالكتب حتى قيل رحل بالذهب وجاء بكنوز الكتب.

وفاة منسا موسى وسقوط إمبراطوريته

رغم كل تلك الثروة الهائلة والإنجازات التي حققها لم تعش الإمبراطورية طويلاً بعده إذ توفي وهو بعمر السابعة والخمسين، ليرث ابنه الحكم لكنه لم يتمكن من الحفاظ على الدولة لتبدأ المدر بالإنقسام عنها حتى وصل إليها الأوروبيون وانهارت الإمبراطورية بالكامل لكن قصة منسا موسى لا تزال شاهدةً على تلك الإمبراطورية الشاهقة، ولا يزال أغنى رجلٍ في التاريخ. رغم الكثير من الذين ظهروا حتى يومنا هذا ونجح بحمل لقب ملك الذهب.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد