فيديو لحظة احتراق قطعة خردة فضائية في الغلاف الجوى

سقطت قطعة من مخلفات الفضاء أو خردة  الفضاء واحترقت في الغلاف الجوى للأرض يوم 13 نوفمبر الجارى،وتسمى تلك القطعة “TW1190F”، وقد تم رصدها ومراقبتها بواسطة تلسكوب جامعة هاواى منذ يوم 9 اكتوبر الماضى،وهذه القطعة عبارة عن المرحلة الثالثة أو الجزء العلوى من جسم احد الصواريخ القديمة.

وقد احترقت تلك القطعة فوق المحيط الهندى على بعد 100 كيلو متر إلى الجنوب من جزيرة سريلانكا،هذه القطعة صغيرة فقطرها لا يتجاوز المترين وقد احترقت بالكامل في الغلاف الجوى ولم يسقط منها شيءعلى الأرض،وقد شوهدت ككرة نارية متألقة بشدة في وسط النهار.

قطعة الخردة الفضائية تلك ليست الأولى ولا الأخيرة التي تخترق الغلاف الجوى أو تسقط على الأرض،فعشرات القطع من مخلفات الفضاء تسقط على الأرض أو تحترق في الغلاف الجوى كل سنة،لكن معظمها يسقط في المناطق النائية والمحيطات والصحارى.

مخلفات الفضاء والتي تعرف ايضاً بخردة الفضاء،هى اجسام من صنع الانسان،سواء كانت اجزاء مستهلكة من الصواريخ أو المراحل الأخيرة من الصاروخ بعد اطلاقه والتي تنفصل عنه بعد بلوغه ارتفاع معين وكذلك اقمار صناعية ميتة غير فعالة ومركبات الفضاء القديمة وماسكات مراحل الصواريخ التي تنفصل عن الصاروخ وتتبعثر في الفضاء عند انفصال كل مرحلة من الصاروخ،وتشمل كذلك الأجزاء الناتجة عن التفكك والتآكل والاصطدامات سواء اصطدامات مصطنعة أو طبيعية.

وتقدر وكالة ناسا عدد قطع خردة الفضاء المبعثرة في مدارات محتلفة حول الأرض بحوالى 521 الف قطعة مختلفةالأحجام ما بين الصغيرةالتي لا يتجاوز حجمها بضعة سنميترات والمتوسطة التي قد تصل إلى متر أو مترين،وهذه الأرقام تزداد مع مرور الوقت.

وبالتإلى فإن المدارات القريبة من الأرض مليئة وملوثة بمخلفات الفضاء،حتى أن محطة الفضاء الدولية تغير مسارها باستمرار لتجنب الاصطدام باحدى هذه القطع،وما يقلق العلماء أن رحلات الفضاء في المستقبل يمكن أن تكون خطيرة بسبب ازدياد هذه المخلفات الفضائية حول الأرض،ففي النهاية يمكن أن نتسبب في حبس انفسنا على الأرض داخل درع من مخلفات الفضاء التي تتحرك بسرعة 29 كيلومتر في الساعة في مدارات مختلفة حول الأرض.

وخلال 58 سنة فقط منذ أن انطلق سبوتينك أول قمر صناعى إلى الفضاء بواسطة السوفييت،امتلئ مدار الأرض بالعديد من المخلفات،ومع استمرار اطلاق الصواريخ والمركبات سيصبح مدار الأرض مزدحماً بالمخلفات،لكن هناك امل فالعلماء حول العلم يفكرون منذ سنوات في حلول جذرية للتخلص من تلك الخردة الفضائية،من بينها مركبات اصطياد الخردة الفضائية وحرقها ومركبات ابعاد الخردة عن مدار الأرض،لكن كلها ما زالت في أولها ولا يوجد وسيلة فعالة للتخلص من تلك الخردة الفضائية.

بدأ عصر الفضاء يوم 4 اكتوبر 1957،حيث اطلق الاتحاد السوفييتى أول قمر صناعى إلى الفضاء سبوتينك 1،واستمر في عمله لثلاثة اشهر ثم تعطل واحترق بالكامل في الغلاف الجوى،ثم ارسل السوفييت العديد من الأقمار الصناعيه والمركبات الفضائية بعد ذلك.

ومنذ 4 اكتوبر1957 اطلق حوإلى 2271 قمر صناعى في مدارات مختلفة حول الأرض،وتملك روسيا العدد الأكبر منها حيث تمتلك 1324 قمر صناعى،تليها الولايات المتحدة بامتلاكها 658 قمر صناعى،ومن كل تلك الاقمار هناك 1071 قمر صناعى فعال نصفها تابع للولايات المتحدة،وبعضها لروسيا وبعض الدول وباقى الأقمار هى اقمار ميتة وغير فعالة.

نصف عدد الأقمار الصناعية الفعالة تدور حول الأرض في مدارات منخفضة على ارتفاع مئات الكيلومترات فقط احداها محطة الفضاء الدولية وتلسكوب هابل واقمار مراقبة الأرض،والقليل يوجد في مدارات متوسطة حوإلى 20 الف كيلومتر فوق سطح الأرض وهى اقمار تحديد المواقع “GPS”،وحوإلى 12 منها يدور في مدارات بيضاوية فيقترب من الأرض احياناً ويبتعد احياناً اخرى.

باقى الأقمار توجد على ارتفاع 36 الف كيلومتر عن سطح الأرض في مدارات متزامنة مع حركة الأرض حيث يدور كل منها حول الأرض في 24 ساعه وهى اقمار التجسس والاتصالات والاذاعة والتلفزيون ومراقبة الطقس.

اما اشهر المخلفات الفضائية التي سقطت على الأرض فهى كالتالى،محطة الفضاء الأمريكية أو معمل الفضاء الأمريكى”سكايلاب”،واطلقت عام 1973،واسقطت عام 1979 بسبب اكتشاف المهندسين خلل في مدارها حول الأرض،وسقطت اجزاء منها فوق الجنوب الشرقى للمحيط الهندى واجزاء اخرى في صحراء غرب استراليا وكانت تزن 77طن.

محطة الفضاء السوفيتية”ساليوت 77″،دخلت الغلاف الجوى عام 1991 بعد 9 سنوات في الفضاء وكانت ملتحمة بمركبة كوزموس ما جعل وزنها 44 طن وسقطت فوق الارجنتين في عملية غير متحكم بها عام 1991.

محطة الفضاء الروسية “مير”،وهى أكبر جسم فضائى صنعه الانسان وكانت بوزن 135 طن،وقد اخرجها المهندسون من مدارها بغية اسقاطها بعد انهار مهامها التي دامت 15 عام وذلك عام 2001،وبعد دخولها الغلاف الجوى تفتت إلى حوإلى 1500 قطعة مختلفة الاحجام وسقطت في المحيط الهادئ قرب جزر فيجى،في عملية سقوط متحكم فيها بدقة،وقد حطمت هذه المحطة ارقام قياسية عديدة منذ اطلاقها عام 1986،منها اطول مدة يقضيها بشر في الفضاء الروسى”فاليرى بولاياكوف”438 يوم في الفضاء.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد