إلى أين تتجه تكنولوجيا الهاتف المتحرك؟

بقلم / نيفين عباس

يعود تاريخ الاتصالات اللاسلكية إلى عام 1947، حيث بدأت شركة لوسنت تكنولوجي بأعداد هواتف محمولة في معاملها في نيوجرسي بالولايات المتحدة الأمريكية، كأول مشروع إنتاجي للهواتف المتحركة. ولكنها لم تكن صاحبة أول خلوي محمول، بل كان صاحب هذا الإنجاز هو الأمريكي مهندس الاتصالات مارتن كوبر الباحث في شركة موتورولا للاتصالات بمدينة شيكاغو حيث أجرى أول مكالمة عبر الشبكة الخلوية في 3 أبريل عام 1973.

فمنذ انطلاق الهواتف الخلوية كمنتج تجاري ببدايات التسعينيات، تطورت عمليات التواصل الهاتفية بدرجة متسارعة وفائقة سواءً على المستوى الخصائص والأنواع. فأصبحت اداة تواصل مهمة لدى جميع سكان العالم. فالتواصل الهاتفي بات أمراً لا غنى عنه للتواصل اليومي على المستوى الشخصي أو للمجتمعات.

أضف إلى ذلك، انطلاق الهاتف الذكي الايفون في عام 2009 الذي اتصل لأول مرة على شبكة الانترنت وهو يعد قفزة كبيرة في تكنولوجيا الاتصالات، التي غيرت المفهوم التواصلي في العصر الحديث. فسرعة التطور التكنولوجي تتناسب ليست مع الحاجة للتطور فحسب، بل إلى وجود ثغرات في اداء المنتج الذي سبقه، الذي يفتح النافذة على أفكار جديدة تنتهي بتصور وابتكار جديدين تغطي ثغرات المنتج التي سبقها. أدت الي بروز موجة تنافس شرسة بين الشركات كبرى، منها على سبيل المثال سامسونج، وهواي ووآبل وغيرها.

تدرجت تكنولوجيا الهاتف الهاتف الخلوي حسب الخصائص من عدة شبكات خلال أجيال G1. الجيل الأول هو للمكالمات الهاتفية المتحركة قصيرة المدى. الجيل الثاني هو لأول بأرسال النصية واستقبالها الجيل الثالث وهو الذي سمح بأجراء المكالمات بالكاميرا عبر التطبيقات الشهيرة مثل سكاي بي والياهو. والجيل الرابع هو شبكة ذات إمكانية واسعة لنقل البيانات ذات السعة الكبيرة مباشرة أو غير مباشرة مثل تكنولوجيا هاتف الثريا الشهير وكاميرات النقل الحي من كانون.

حيث تم إطلاق حالياً هاتف بلوكشين الذكي هو أداة أتصال فائقة التكنولوجيا، حيث تربط مستخدميها عبر شبكة البلوكشين فقط، التي تمتاز بخاصية أمنة وغير مركزية تسمح بالاندماج في السوق المشفرة الآمنة التي تسمح بتدأول العملات الرقمية وسوق الفوركس وتحميل منصة التدأول القوية Metatrader 4. فحتى الآن هناك نوعان من هواتف بلوكشين الذكية:

– الأول يعمل بنظام Android مع برنامج تشغيل مفتوح المصدر مدعوم من تكنولوجيا البلوكشين ويعمل من خلال تطبيقات غير مركزية. على سبيل المثال؛ منها هاتفي Finney من Sirin Labs   وHTC من Exodus.

– أما النوع الثاني يشمل الهواتف الذكية التي تعمل فقط على نظام تشغيل يستند إلى البلوكشين مع نظام محدود وآمن من التطبيقات ينتمي لهاتف BitVault الخاص بـ VVDN. ما يميزه عن هاتف ذكي يعمل بنظام Android أو جهاز Apple iPhone هو أن جميع اتصالاته بما في ذلك الرسائل والمكالمات تمر عبر بروتوكول الإنترنت فويب ورسائل البريد الإلكتروني ومشاركة البيانات على نظام تشغيل خاص فقط في البلوكشين.

في الأفق، مسار تكنولوجيا الهاتف المحمول يتجه الي مسارين مهمين:

المسار الأول- التطوير الهاتفي من حيث الخصائص كشبكة والسعة والتغطية وادماج تطبيقات متطورة متماشية مع الاستخدام الشخصي والاقرب تفهماً لحاجة المستخدم، على غرار تطوير شبكة الجيل الخامس.

شبكات الجيل الخامس شبكة قوية مطورة من شبكات الجيل الثالث والرابع أو تحديث لها، وإنما ثورة في عالم الاتصالات بمفاهيم جديدة كليًّا، شركة شركة الاتصالات الأمريكية Verizon وQualcomm بدأتا بالفعل بإصدار هواتف الجيل الخامس القوية.  مؤكدين أن التقنية الجديدة ستقدم خدمات مثل: مكالمات فيديو واضحة بدقة ثلاثية الأبعاد تحميل البيانات بسرعة خارقة تصل إلى 1 جيجابايت في الثانية، مكالمات بتقنية الهولوجرام أو الواقع الافتراضي أي روية الشخص أمامك رباعي الأبعاد مع عمل الوقت الفوري، إحداث ثورة هائلة في مجال العمل عبر الإنترنت مع مساعدة سرعة الإنترنت الهائلة في بناء ثروات وتسهيل حياة الكثير من المتداولين عبر الإنترنت حيث أن سرعة الإنترنت مهمة جدًّا بالنسبة لهم كمتداولين.

المسار الثاني- هو اتجاه تكنولوجيا الهاتف الي أبعد من الإنترنت لشبكة منافسة لها، قوية وآمنة وفائقة السرعة التي هي شبكة البلوكشين. البلوكشين أو بما تعرف بسلسلة الكُتل هي تكنولوجيا لشبكة مشفرة معلوماتية لتخزين المعلومات ونقل البيانات بطريقة غير مركزية وسريعة وآمنة. حيث في عام 2008 تم وضع لها تصور كنموذج تطبيفي من قبل الباحث الياباني ساتوشي ناكاموتو، والتي أراد الأخير خلق شبكة تعمل من خلال نظام لامركزي ولا يمكن التحكم بها سواءً للوثائق والفترات الزمنية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد