في ظل التقدم السريع في مجال الذكاء الاصطناعي تسعى حكومات العالم إلى تعزيز قدراتها التكنولوجية لتواكب تلك التطورات، بما في ذلك حكومة هونغ كونغ حيث بدأت في تطوير واختبار أداة ذكاء اصطناعي مشابهة لتطبيق ChatGPT الشهير وتم تخصيصه لموظفي الحكومة، وتأتي هذه الخطوة جزءًا من جهود الحكومة لتحسين الكفاءة الإدارية وزيادة الفعالية في إنجاز الأعمال الحكومية، لاسيما بعد أن فرضت OpenAI قيودًا على وصول مستخدمي هونغ كونغ إلى خدماتها.
بعد قيود OpenAI.. هونغ كونغ تختبر بديل لــ ChatGPT
يتنافس العالم حاليًا على ريادة الذكاء الاصطناعي وتطمح الصين في أن تصبح القائد العالمي في هذا المجال بحلول عام 2030، وقد شكلت القيود التي تفرضها منظمة OpenAI على وصول خدماتها إلى الصين -بما في ذلك هونغ كونغ وماكاو- بعد إعلان الشركة عن اتخاذ إجراءات إضافية لمنع الوصول إلى المناطق غير المدعومة اعتبارًا من 9 يوليو الماضي، دافعًا قويًا لحكومة هونغ كونغ للبحث عن حلول بديلة.
حيث بدأت بالفعل في اختبار أداة تُعرف بـ”تطبيق المساعد التعاوني لتحرير الوثائق للموظفين المدنيين”، وتهدف هذه الأداة إلى تعزيز قدرات الموظفين الحكوميين من خلال مساعدتهم في صياغة وترجمة وتلخيص المستندات بشكل أكثر كفاءة، وفي هذا السياق أكد وزير الابتكار والتكنولوجيا والصناعة في هونغ كونغ “صن دونغ” أنهم يقومون حاليًا بتجربة البرنامج لتحسين أدائه مع وجود خطة لتعميمه على جميع القطاعات الحكومية بحلول نهاية هذا العام 2024.
تأتي هذه الجهود في إطار برنامج أوسع يقوده مركز أبحاث وتطوير الذكاء الاصطناعي التوليدي التابع لجامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا بالتعاون مع عدة جامعات أخرى؛ حيث يعتمد البرنامج على قاعدة بيانات ونموذج لغوي تم تطويرهما بشكل مستقل من قبل المركز، مما يعكس التزام هونغ كونغ بتطوير تقنياتها المحلية دون الاعتماد على الشركات الكبرى مثل مايكروسوفت وجوجل، نظرًا لكونها تواجه تحديات سياسية تجعل من الصعب عليها دعم مثل هذه المشاريع في هونغ كونغ.
أيضًا من المتوقع أن تتطور وظائف النموذج لتشمل تصميم الرسوم والفيديو في المستقبل القريب، مما يعزز من إمكانيات الذكاء الاصطناعي في تقديم الدعم الفني والإبداعي، ولكن بالرغم من ذلك هل يتمكن هذا النموذج من المنافسة مع ChatGPT من حيث الكفاءة والقدرات!
يرى “فرانسيس فونغ” الرئيس الفخري لاتحاد تكنولوجيا المعلومات في هونغ كونغ، أن البرنامج الجديد قد لا يصل إلى مستوى ChatGPT، لكنه يعتقد أنه يمكن أن يلحق بالمعايير التكنولوجية مع مرور الوقت خاصة مع مشاركة شركات الذكاء الاصطناعي المحلية في تطويره، ويشير فونغ إلى أن برنامج الذكاء الاصطناعي المطور محليًا قد يكون أكثر دقة في معالجة القضايا اللغوية والمحلية، حيث أن المنتج النهائي يجب أن يطابق السياق السياسي المحلي.
في الختام، تعكس جهود حكومة هونغ كونغ في تطوير أداة ذكاء اصطناعي محلية التحديات والفرص التي تواجهها في سعيها لتحسين كفاءة العمل الحكومي وتعزيز قدراتها التكنولوجية، وبينما يبقى السباق على ريادة الذكاء الاصطناعي مستمرًا بين القوى العالمية، فإن الابتكارات المحلية تمثل خطوة هامة نحو تحقيق الاستقلالية التكنولوجية ومواكبة التطورات الحديثة.