وجه مجموعة من الخبراء تحذيرات قوية من ارتفاع كميات الحطام الفضائى ومخاطره على السلامة المدارية، وبحسب تقارير متعددة، فإن البيئة المدارية للأرض تتعرض لضغوط متزايدة بسبب التراكم المتزايد للحطام، وسلط الخبراء في اجتماع الاتحاد الجيوفيزيائي الأمريكي لعام 2024 في واشنطن العاصمة الضوء على الحاجة الملحة إلى اتخاذ إجراء عالمي لمنع سيناريو “مأساة الموارد المشتركة” المحتمل في الفضاء.
وبحسب ماقالته بعض المصادر، نُقل عن دان بيكر، مدير مختبر الفيزياء الجوية والفضائية في جامعة كولورادو، بولدر، قوله في الاجتماع إنه بدون تدخل فوري، قد يصبح مدار الأرض المنخفض غير صالح للاستخدام، مما يؤثر على العمليات الفضائية الحرجة والبحث العلمي.
مخاطر الاصطدام
ووفقًا للتقارير فقد وثقت وكالة الفضاء الأوروبية ( ESA ) أكثر من 10200 قمر صناعي نشط حاليًا في مدار الأرض، مع تركيز الغالبية في مدار أرضي منخفض، يقع على ارتفاع يتراوح بين 125 و1250 ميلًا تقريبًا فوق السطح، و ينتمي جزء كبير من هذه الأقمار الصناعية حوالي 6800 إلى شبكة النطاق العريض Starlink التابعة لشركة SpaceX، وتستمر الأرقام في الارتفاع.
وتسعى شركة SpaceX التابعة لإيلون ماسك لتوسيع كوكبتها إلى 40 ألف قمر صناعي، بينما تعمل كيانات أخرى، بما في ذلك مشروع Qianfan الصيني ومشروع Kuiper التابع لشركة Amazon، على تطوير شبكات أقمار صناعية كبيرة أيضًا.
و هناك أكثر من 40500 جسم حطام يزيد طول كل منها عن 10 سنتيمترات، وما يقدر بنحو 130 مليون قطعة صغيرة يصل حجمها إلى 1 مليمتر، تدور في مدارات حول الأرض، وفقًا لأرقام وكالة الفضاء الأوروبية.
وبحسب تصريحات العلماء فإن هذه الشظايا، التي تتحرك بسرعات تبلغ نحو 17500 ميل في الساعة، تعتبر بمثابة مخاطر كبيرة على كل من البعثات المأهولة وغير المأهولة ، ووصف ديفيد مالاسبينا، الأستاذ المساعد بجامعة كولورادو، الحطام الصغير بأنه مؤشر مبكر محتمل لتفاعلات متسلسلة أكبر، وشبهه بـ “طائر الكناري في منجم الفحم”.
تدابير الاستدامة
وفي سياق آخر أكدت بعض التقارير أن الافتقار إلى لوائح عالمية قابلة للتنفيذ بشأن عمليات الأقمار الصناعية أدى إلى تفاقم المشكلة ، وأشار بيكر إلى أن هذا الفراغ التنظيمي يشجع المشغلين على التصرف وفقًا لمصالحهم الذاتية، مما يقوض السلامة الجماعية في الفضاء، واستشهد بيكر بقانون الاستدامة المدارية (ORBITS) الذي قدمه الكونجرس الأمريكي باعتباره خطوة واعدة نحو معالجة الأزمة.
وشدد بيكر في الاجتماع على التكاليف الثقافية والعلمية المترتبة على النشاط المداري غير المنضبط، مسلطًا الضوء على التدخل الذي تسببه مجموعات الأقمار الصناعية في عمليات الرصد الفلكي وانخفاض وضوح السماء الطبيعية ليلاً ، ويواصل العلماء الدعوة إلى اتخاذ إجراءات عالمية فورية ومنسقة لمعالجة التهديدات المتزايدة التي تشكلها الحطام المداري.