شهدت دراسة الروبوتات تطور هائل خلال السنوات الأخيرة، مدفوعة بالتقدم في التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي وبينما تتميز الروبوتات الحالية بسرعتها ودقتها وتصاميمها المستقبلية، بات التركيز الآن على جعلها تبدو بشرية، وهو ما يعمل عليه فريق بحثي ياباني بنجاح.
الروبوتات بجلد “بشري”
حقق فريق من الباحثين بقيادة البروفيسور شوجي تاكيونو من جامعة طوكيو إنجاز استثنائي في مجال الروبوتات والهندسة الحيوية حيث تمكن الفريق من تطوير تقنية جديدة تتيح دمج الجلد البشري المزروع في المختبر مع الهياكل الروبوتية، مما يفتح آفاق غير مسبوقة لاستخدام الروبوتات في مختلف المجالات.
التقنية تعتمد على إنشاء ثقوب على شكل حرف V في الأسطح الاصطناعية، تعمل كنقاط تثبيت لأنسجة الجلد المزروعة ويتم تطبيق هلام مكون من الكولاجين والخلايا الليفية البشرية على قالب مصمم خصيصا، مما يؤدي إلى تشكل طبقة جلدية متماسكة وقوية خلال سبعة أيام فقط.
تطبيقات تقنية واعدة
يعد هذا الإنجاز أكثر من مجرد خطوة نحو جعل الروبوتات تبدو بشرية؛ فهو يمهد الطريق لاستخدامات متعددة، منها:
- يمكن للروبوتات المغطاة بجلد يشبه الجلد البشري أن تلعب دور أكثر تفاعلية في المجالات الطبية والخدمية.
- يمكن أن تحل هذه التقنية محل التجارب التقليدية على الحيوانات، مما يوفر منصة أكثر تقدم وأخلاقية لاختبار المنتجات.
- استخدام نماذج بشرية واقعية لتدريب الأطباء أو لإجراء دراسات على الجلد.
تحديات مستمرة لتحقيق الواقعية
رغم هذا القدم، يقر فريق البحث بأن الطريق لا يزال طويل لتحقيق تكامل كامل بين الجلد البشري والهياكل الروبوتية ويتطلب ذلك إضافة عناصر مثل:
- الغدد العرقية والدهنية.
- المسام والأوعية الدموية.
- الأنسجة الدهنية والنهايات العصبية.
تجربة واقعية ابتسامة روبوتية
لإثبات كفاءة التقنية، أجرى الباحثون تجربة باستخدام نموذج وجه مزود بجلد مزروع النموذج كان قادر على محاكاة حركات مثل الابتسامة، مما يعكس مرونة الجلد وقدرته على التكيف مع الحركات الميكانيكية.