في مشهد لم يكن متوقعًا من نجم بحجم أحمد مصطفى زيزو، أغلق اللاعب الموهوب فصلاً طويلًا من مسيرته داخل جدران نادي الزمالك، تاركًا وراءه علامات استفهام لا تزال معلّقة في الهواء… ومستحقات مالية ثقيلة تنتظر التصفية.
القصة بدأت حين أرسل زيزو، أحد أبرز نجوم الفريق في السنوات الأخيرة، خطابًا رسميًا إلى إدارة القلعة البيضاء، يطالب فيه بالحصول على مستحقاته المتأخرة، والتي تجاوزت حاجز الـ70 مليون جنيه، جاءت هذه الخطوة بعد إعلان النادي انتهاء العلاقة التعاقدية معه بنهاية الموسم، عبر بيان رسمي أصدره الخميس الماضي.
لكن القضية لم تقف عند الأمور المالية فقط، فقد فجّر النادي مفاجأة جديدة حين أعلن عن إحالة اللاعب لجلسة تحقيق داخلية، بسبب ما وصفه بـ”تصريحات إعلامية مسيئة” حملت معلومات غير دقيقة، ولم تُنصف ما قدمه الزمالك للاعب منذ التعاقد معه في 2019.
زيزو من جانبه رفض تمامًا حضور التحقيق، ووفقًا لمصدر مقرّب، فإن اللاعب يرى أن البيان الصادر من النادي أغلق الباب تمامًا أمام أي تواصل، وأنه – بعد مشاورات مع والده ووكيله – لا يرى داعيًا لحضور جلسة يعتبرها “إجراءً انفعاليًا” لا أساس له، خصوصًا أنه لم يخطئ في حق النادي، على حد تعبيرهم.
ورغم كل هذا لم تخف إدارة الزمالك إحباطها من طريقة تعامل اللاعب مع مفاوضات التجديد، ففي البيان ذاته، أكدت الإدارة أنها تعاملت مع الملف بـ”أقصى درجات الجدية”، ووفق سياسات مالية تحافظ على استقرار الفريق وتراعي الالتزام بمبدأ اللعب المالي النظيف، مشيرة إلى أن الطرف الآخر لم يُبدِ نية حقيقية للتجديد، رغم تحديد أكثر من موعد لجلسات تفاوض لم تكتمل.
وبلهجة حاسمة، أعلنت الإدارة أن زيزو لن يكون ضمن صفوف الفريق بعد نهاية عقده، معلنة بذلك نهاية علاقة كانت يومًا ما مثالية.
لكن المفارقة أن زيزو، ورغم كل ما حدث، لم يُغلق الباب بالكامل، فقد عبّر عن استعداده للجلوس على طاولة التفاوض مجددًا، ليس من أجل العودة للفريق، بل لتسوية مستحقاته بطريقة ودّية، دون اللجوء إلى القضاء أو التصعيد القانوني.
هكذا، يطوي زيزو صفحة الزمالك، لا بضجيج الغاضبين، ولا بتصفيق الجماهير، بل بملفٍ مالي عالق.. وذكريات كلاعب كان يومًا الحصان الرابح للفريق الأبيض.