يحكي الوثائقي الذي عرضته شبكة بي بي سي “المصير”، قصة تمكّن العبقري ليونيل ميسي، من منح كأس العالم إلى منتخب بلاده. فبعد أربع محاولات، استطاع ميسي أخيرًا الحصول على الكأس المرموقة، التي فشل في السيطرة عليها طوال الفترة الزمنية الماضية، حين منح منتخب الأرجنتين اللقب العالمي في قطر 2022. تتبع بي بي سي هذا الإنجاز العظيم لمدة ساعة كاملة، وتستضيف بعض الشخصيات التي ساهمت في إحرازه، على غرار اللاعبين إيميليانو مارتينيز وأليكسيس ماكاليستر ويوليان ألفاريز، بالإضافة إلى المدرب ليونيل سكالوني.
كواليس الواقعة التي انتصرت بها السعودية على أبطال العالم
دخل المنتخب الأرجنتيني البطولة كمرشح قوي للفوز باللقب، بعد أن حافظ على سلسلة من 36 مباراة دون هزيمة. لكن ثقتهم تهتز بشدة بعد الخسارة المدوية أمام السعودية في المباراة الأولى بالمجموعة الثالثة، والتي كانت واحدة من أكبر مفاجآت نهائيات كأس العالم على الإطلاق.
ويصف حارس المرمى، إيميليانو ماتنيز، تلك المباراة بأنها كانت صعبة جدا عليه، وقال إنه لم يستطع النوم بعدها، خوفًا من أن يخرج من البطولة في دورها الأول، كأول مشاركة له في بطولات كأس العالم. وتشبه مشاعره في تلك اللحظة منازلة الملاكم الذي يقصى فيها المنهزم، حيث لم يتمكنوا من الرد على خصومهم في المباراة.
اكتشاف البطولة الأبرز.. ماكاليستر
كان لاعب فريق برايتون، أليكسيس ماكاليستر، واحدًا من أبرز الاكتشافات في بطولة كأس العالم، حيث قاد منتخب الأرجنتين إلى الانتصار على فرنسا بضربات الجزاء في النهائي، وتصدر قائمة تقييم اللاعبين لدى بي بي سي.
وقد تألق اللاعب البالغ من العمر 24 عامًا جنبًا إلى جنب مع ليونيل ميسي وأنزو فرنانديز وأنخل دي ماريا. يصفه المدافع السابق للمنتخب الأرجنتيني، بابلو زاباليتا، بأنه لاعب وسط ميدان متكامل. ويثني عليه المدرب، ليونيل سكالوني، بكلمات مديحية، حيث يصفه بأنه يظهر أشياء لم يكن يعرفها عنه، ولا يتأثر بالضغط، ويبدو وكأنه يلعب في حديقة بيتهم.
“لعبنا في قطر وكأننا نلعب في منزلنا”
تمكّن لاعبو المنتخب الأرجنتيني من الشعور بالراحة والانسجام في قطر، حيث شكّل المدرب ليونيل سكالوني بيئة ملائمة لهم بشكل كامل. ومن بين تلك الإجراءات، كان جلب 900 كيلوغرام من اللحوم من أمريكا الجنوبية، وتقديم الشاي والمأكولات التي تشبه تمامًا تلك التي يستخدمونها في بلادهم. يصف اللاعب أليكسيس ماكاليستر، ما شعر به في تلك الأجواء، بأنه كان في بلاده، ويقول إن كل شيء كان على وجه الكمال، وأنه شعر بالراحة والأكل اللذيذ الذي يشبه تمامًا الأكل الأرجنتيني.
كواليس المعركة الطاحنة.. الأرجنتين×هولنندا
تأهل المنتخب الأرجنتيني إلى نصف نهائي كأس العالم 2022 بقطر، بعد فوزه الصعب على منتخب هولندا في مباراة أشهر فيها الحكم 18 بطاقة صفراء وبطاقة حمراء لدينزل ديمفريز مدافع المنتخب الهولندي. وبعد صافرة النهاية، استفز لاعبو الأرجنتين منافسيهم بسبب بعض التصريحات التي أدلى بها مدرب هولندا، لويس فان خال. وحتى النجم ليونيل ميسي، الذي يتميز بتحفظه في التعليقات، لم يستطع السكوت بعدما قال فان خال إن مشاركته في المباراة كانت ضعيفة وأنه لا يتحكم بالكرة بشكل جيد. عندما سجل ميسي هدف التأهل في الوقت الإضافي من المباراة، توجه بعدها إلى دكة البدلاء للمنتخب الهولندي ووضع يديه على أذنيه، قبل أن يستعير طريقة الاحتفال من زميله السابق في برشلونة، خوان رومان ريكيلمي.
هذه المباراة أصبحت من بين أشهر المباريات في تاريخ كرة القدم، حيث تميزت بالإثارة والمنافسة الشديدة بين الفريق. وخصوصاً أن بعدها تماماً انتشر اللقاء الأشهر لميسي (كاميرا بوبو) والذي يبين مدى انفعاله وحماسية تلك المبارة مما أثر على قدرته في مسك أعصابه بعد المباراة.
مارتينيز..طفل صغير في الدوحة
تميز لاعب منتخب الأرجنتين، مارتينيز، بأداء استثنائي في مباراة النهائي، حيث قاد فريقه إلى الفوز بطريقة مثيرة بعد أن تصدى لضربات الترجيح. ولاقت تصرفاته بعد التتويج اهتمامًا كبيرًا، حيث قام برمي الكرة بعيدًا ورقص وهو يحتفل كالأطفال أمام لاعبي منتخب فرنسا بعدما تضيع ضرباتهم الثلاث في النهائي. وعن ردّ فعله، صرّح مارتينيز بقوله إنّه لم يرقص في حياته مثلما رقص بعد تضييع الضربة الثانية، وأنّه يشبه الطفل الذي يلعب على أرضية الملعب، حيث لا يرى النتيجة النهائية وما سيحدث بعدها، ويستمتع بالفرحة والسعادة التي يشعر بها في تلك اللحظة.
