المذنبون الثلاثة.. وراء غياب مصر عن مونديال قطر

لا بد في البداية أن نهنئ أنفسنا بأول مونديال يقام في دولة عربية، مونديال قطر التي أثبتت قدرتها على تنظيم مثل هذه المناسبات العالمية الضخمة التي تكون تحت أعين المجتمع العالمي مباشرة، ولها أثر ومردود إيجابي ضخم على قطر وعلى المنطقة العربية كلها، وتؤكد المؤشرات الأولية أن قطر سوف تقدم للعالم نسخة من أهم نسخ كأس العالم على مدار تاريخه، وهو ما نتمناه جميعا.

هؤلاء كانوا سبب غياب مصر عن المونديال

مثلما كان الفخر والاعتزاز بناء على ما نقلته الكاميرات من الأراضي القطرية للعالم، شعر المصريون بـالحسرة وخيبة الأمل في نفس الوقت، عندما تأكد لهم من خلال المباريات الأولى أنهم كانوا ضحية لبعض المسؤولين الذين تسببوا بصورة مباشرة في إبعاد منتخب بلادهم عن هذه المناسبة العالمية التي لا تأتي إلا كل أربع سنوات، ومع ذلك لم يستحقوا الوصول إليها منذ 32 عاما كاملة، وكأن الرياضة المصرية تشارك في تصفيات كوكب المريخ وليس كوكب الأرض.

كانت البداية مع مباراة مصر وبلجيكا، والتي انتهت بفوز المنتخب المصري بهدفين لهدف، وبصرف النظر عن النتيجة فإن منتخب بلجيكا، هو أفضل منتخبات أوروبا والعالم، ويضم نجوما كبار، ويرشحه البعض للمنافسة على لقب كأس العالم الحالية، ومع ذلك فشل في الفوز على المنتخب المصري، واستطاع منتخبنا الصمود واقتناص الفوز، الذي كان سببا مباشرا في تساؤل المصريين، ألسنا أفضل من بعض المنتخبات التي ذهبت إلى كأس العالم؟

المنتخب المصري الغائب عن المونديال

في مباراة الافتتاح ظهر المنتخب القطري بصورة هزيلة للغاية، وكان مذعورا في الملعب، ولم يقدم شيء على الإطلاق ولولا تواضع منتخب الإكوادور لتلقى هزيمة ثقيلة وتاريخية، في يوم عمل من أجله الشعب القطري لمدة عشرون عاما وأنفق عليه مئات المليارات من الدولارات، ثم جاءت مباريات اليوم الثاني، حيث تلقى المنتخب الإيراني ثلاثة أهداف في شباكها من إنجلترا في الشوط الأول فقط، ومثلها في الشوط الثاني.

ثلاث نتائج ضغطت على جرح المصريين، بعد أن أثبتت أن منتخب بلادهم ليس بهذا السوء الذي يجعله بعيدا عن المنافسات العالمية، بدليل وجود من هم أقل كثيرا منه، وبالتالي فرضوا سؤالا جديدا، من هو السبب الحقيقي وراء فشلنا في الوصول إلى المونديال؟ والإجابة تنحصر في ثلاثة مسؤولين، بعيدا عن أي إخفاقات في النتائج من قبل اللاعبين والإدارة الفنية للمنتخب خلال التصفيات.

المنتخب القطري الذي ظهر بصورة متواضعة في أولى مبارياته

السبب الأول هو أحمد مجاهد الذي كان يترأس اتحاد الكرة، والذي رضخ لمطالب النادي الأهلي، عندما أصر على استكمال دوري كورونا رغم توقف النشاط في معظم دول العالم، ورغم أن استكماله سوف يضر كثيرا بالكرة المصرية على مدار ثلاث أو أربع سنوات، ثم رضخ مرة لمطالب الأهلي وتأجيلاته، مما تسبب في إلحاق ضرر بالغ بالمنتخب عندما فقط فرصته في أن يكون ضمن الصف الإفريقي الأول، وأحد أوائل التصنيف الأول الذي يضم الخمسة الكبار.

فيديو.. انجلترا تهزم إيران بسداسية، وثلاثة لاعبين في صدارة هدافي مونديال قطر حتى الآن

والطرف الثاني هو النادي الأهلي الذي يفضل أن يضم لقبا جديدا إلى دولاب بطولاته على مصالح المنتخب المصري ووجوده في المنافسات العالمية، وبالطبع فإن الطرف الثالث المدان في عدم وجودنا في المونديال، هو حسام البدري الذي كان يتولى مسؤولية المنتخب الفنية ولم يصر على ضرورة لعب مباريات مستحقة في الفترة الدولية، وبالتالي تراجع ترتيب المنتخب وواجهنا السنغال المنتخب الأول أفريقيا، وتركنا أربع مراكز أخرى لدول غير مصر لاستغلالها والصعود بها إلى كأس العالم.

إذن، غيابنا عن قطر جاء بأخطاء إدارية فادحة من المسؤولين عن الرياضة المصرية، وليس لأن المنتخب خسر بضربات الجزاء الترجيحية أمام السنغال، ولعلنا نستفيد من الدرس ونضع مصلحة المنتخب قبل مصلحة أي نادي في مصر مهما كانت الضغوطات الإعلامية والجماهيرية، وربما نحتاج أن يحلف كل رئيس لاتحاد الكرة المصري أمام الجماهير على أن برامج المنتخب لن تتغير.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد