“ظاهرة كهربا” .. فيروس يضرب الكرة المصرية

يعد لاعب النادي الأهلي الحالي محمود عبدالمنعم كهربا، أحد حلقات سلسلة طويلة من اللاعبين الموهوبين بالفعل في رياضة كرة القدم، وموهوبين أيضا في إضاعة الفرصة تلو الأخرى كي يحققوا نجاحا ملفتا في الداخل والخارج، والأسماء المشابهة متعددة يعرفها الكثير من المتابعين للشأن الرياضي وكذلك جمهور الأهلي والزمالك.

كهربا وتجارب وفرص احترافية لم تستثمر

لا أحاول إلقاء اللوم على كهربا أو أدين أي طرف من أطراف حكايته بين الزمالك والأهلي “رايح جاي”، ولا أتحدث عن آخر أخباره مع حكايته مع الهروب، والاحتراف، ثم العودة، ثم الإعارة، ثم العقوبات..، ولكن أتحدث عنه بصفته ظاهرة متكررة في الرياضة المصرية وخاصة كرة القدم.

كهربا يواجه الكثير من المشاكل التي تهدد موهبته

دور الأندية لا يخفى على أحد، ونستطيع إدانة هذا النادي أو ذاك على دعمه أو دفعه لكل “كهربا” أو أكثر من النادي المنافس على الهروب وترك ناديه لسبب أو لآخر أو حتى بدون سبب، وتقديم الدعم المالي والقانوني والمعنوي والإعلامي نكاية في المنافسين، بهدف الرد على عملية سابقة أو بهدف تعطيله وإخراجه من المنافسة.

محمود كهربا يرد على الإعلامية بسمة وهبة “أنا أفضل لاعب في مصر

كما أن دور الجهات المسؤولة عن تنظم المسابقات الداخلية، أيضا نستطيع أن نشير إليها بأصابع الاتهام، على الأقل لعدم وجود لوائح وقوانين واشتراطات تنظم العملية، دون أن تترك ثغرات – أحيانا بتعمد – تقوم باستغلالها الأندية في مثل هذه الظواهر، والغريب أنه مع تكرار الحوادث لا تتدخل الجهات وتغلق أبواب الفتن والمشاكل، لذلك فإن ظاهرة “كهرباء” مستمرة في الحياة الرياضية المصرية.

كهربا.. الى اين؟ونستطيع أيضا تحميل السماسرة ومدراء أعمال اللاعبين جزء من المسؤولية لحرصهم على تحقيق أقصى استفادة مادية من وراء اللاعب حتى ولو كان انتقاله من ناد إلى آخر فيه الكثير من المجازفة والخطورة على مستقبل اللاعب وعلى ناديه الذي تركه والذي ذهب إليه.

أنباء عن هروب “محمود كهربا” من معسكر المنتخب واللاعب يرد

كهربا الظاهرة، مستمرة ما دامت المنافسة مستمرة بين ناديين فقط على كافة البطولات، ومستمرة في ظل وجود لاعبين من هذه القماشة التي لا تحب الهدوء والعمل داخل منظومة متكاملة، وتقيم تميزها بأكثر مما ينبغي، وبالتالي تسعى للحصول على أقصى ربح ممكن مادي ومعنوي، فتخسر كل ما تمتلكه بالفعل.

حال كهربا الآن كلاعب، لا يمكن أن يختلف الجمهور المصري كله أنه تراجع بشدة على كافة المستويات، وقد أصبح مهددا بخسارة كل شيء حتى ممارسة كرة القدم كهواية، ولا بد أن يكون مثالا يتم وضعه أمام كل ناشئ في مصر في سن مبكرة، للحد من الظاهرة من ناحية، والمحافظة على المواهب الرائعة وحمايتها من نفسها ومن سوء التخطيط وتقييم الذات الخرافي، لصالح الصناعة بصفة عامة، ومنتخب مصر بصفة. خاصة.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد