سر متعة الدوري الإنجليزي وشقاء الدوري المصري.. “حاجة واحدة”

كل من شاهد آخر مباريات الدوري الإنجليزي لكرة القدم، وخاصة مباراتي مانشستر سيتي وليفربول، شاهد متعة من نوع خاص بصرف النظر عمن فاز باللقب ومن خسره، من يشارك في البطولات الأوروبية ومن حرم منها، من سيهبط للدرجة الأدنى ومن بقي.

الجماهير تستمتع باللعبة بصرف النظر عن النتائج

منافسة شرسة للغاية لآخر دقيقة في عمر الدوري وعمر المباريات، على كافة المستويات، فقد تحدد في الأسبوع الأخير بطل المسابقة والفرق المشاركة في البطولات الخارجية، والفرق التي ستهبط إلى الدرجة الأدنى، ومع ذلك لم نسمع كلمة واحدة عن التحكيم رغم كل هذه الأحداث والأهمية القصوى لكل المباريات.

صلاح واسرته يحتفلون في الملعب بانجازاته

لم نسمع شكوى من أي نادي ضد الاتحاد الإنجليزي أو الجهة التي تدير المسابقة، متظلما من مواعيد المباريات أو غياب العدالة والمساواة، أو محاباة ناد ضد كل الأندية.

لم نسمع الصحافة الإنجليزية تتحدث عن وجود ناد أو أكثر يستطيعون إرهاب كافة عناصر المنظومة للعمل في صالحهم والتأثير في نتائج المباريات بأكثر من طريقة خوفا من جمهور هذا النادي أو ذاك.

كل المباريات انتهت بفوز فريق وخسارة آخر ليس للمباراة فقط، بل خسر بطولة أو خسر التواجد فيها، ومع ذلك انتهى الموسم وكل الأطراف راضية بما حصلت عليه من نتائج وفق معطيات فريقها خلال البطولة، وما استطاع إنجازه في جو من العدالة والمساواة.

جماهير سعيدة في كل الاحوال

الجماهير هي الأخرى، خرجت راضية عن الأحداث بعيدا عمن أصيبوا بخيبة أمل لعدم فوز فريقهم، إلا أنهم انصرفوا راضين بأن فريقهم لم يظلم ولم يضيع حقه مجاملة لطرف آخر.

السيتي وليفربول.. الخوف لا يصنع بطل

في الدوري المصري، الصورة معكوسة تماما، وليس لها أي صلة من قريب أو بعيد بالمتعة والسعادة من لعبة أساسها إمتاع الجمهور، ليس لأن الدوري المصري لا يلعب فيه نجوم كبيرة مثل صلاح ورفاقه، وليس لأن الملاعب سيئة وغير صالحة للمباريات، وليس لغياب الأموال عن الأندية وعجزها عن شراء لاعبين بما يتناسب مع الدوري المصري ومستوى كرة القدم في المنطقة وإفريقيا عموما.

الفرعون المصري ( محمد صلاح ) يفوز بالحذاء الذهبي وهداف البريميرليج رغم فوز مانشستر سيتي بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز

الصورة في الدوري المصري قاتمة بسبب سوء الإدارة فقط ولا شيء آخر، حتى عندما نركز على أن التحكيم من أهم أسباب التعصب وعدم الرضا هو أيضا سوء إدارة، وعندما نتحدث عن إعلام متحيز أو غير محايد ويوجه ضغوط على عناصر اللعبة هو من سوء الإدارة أيضا.

الإدارة الجيدة التي تتميز بالشفافية والعدالة، هي التي أمتعتنا اليوم في ملاعب إنجلترا المختلفة وليس كل هؤلاء اللاعبين فقط، ومن الممكن الحصول على نفس المتعة في الملاعب المصرية إذا أحسنا إدارة المنظومة دون تمييز أو انتقاء.

 

 

 

 

 

 

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد