عانى توتنهام من موسم سئ على جميع الأصعدة، لا يخفى على أحد الاخفاقات التي أدت بإقالة المدرب الإيطالي أنطونيو كونتي بعد الخروج من بطولتي كأس والاقصاء من قبل ميلان في دور 16 من بطولة دوري أبطال أوروبا، أقيل وتولى من بعده مساعده ستيليني الذي حاول تحسين الوضع لكنه فشل هو الآخر واستمر السقوط الحر حتى جاء من بعدهم ماسون الذي لم يحدث هو الآخر تغير يذكر لينهى الفريق في المركز الثامن وهو الأسوأ لهم منذ 14 عامًا، ولكن وسط هذه العتمة لم يخفت نجم جياني فيو الذي أحدث بالفعل طفرة رفقة السبيرز.
قليل من سمع عن جياني فيو لكن جميع محبين كرة القدم شاهدوا بصمته دون إدراك من المهندس العبقري وراء هذا العمل، الجميع شاهد إيطاليا في بطولة الأمم الأوروبية وكيف فازوا باللقب بفضل الضربات الثابتة، فيو الذي يملك استراتيجيات وأساليب لتنفيذ ضربات الثابتة بعد دراسة 4830 ركلة ثابتة، المدرب الإيطالي نشر في أحد كتبه قائلًا: “تحصل الفرق على 200 ركلة ثابتة في الموسم تقريبًا، فلماذا تهدر 200 فرصة للتسجيل”.
توتنهام يجنون ثمار خبرة جياني فيو
وعانى توتنهام هوتسبير لسنوات من مشكلة الكرات الثابتة بسبب سوء تنظيمي للدفاع وضعف قدراتهم الفنية أو لعدم تمكن مهاجمين الفريق من استغلال الفرص وتسجيل الكرات الثابتة إلا أن كل ذلك تغير فور وصول جياني فيو، وكان قد سجل توتنهام 7 أهداف فقط من ضربات ثابتة من أصل 69 هدف سجله الفريق اللندني في موسم 2021-2022.
ونشر موقع “ذا أثليتك” احصائيات بعد نهاية الموسم في البريميرليج تشير إلى أن توتنهام هو أفضل فريق في الدوري الإنجليزي استغلال للكرات الثابتة حيث يسجل هدفًا من كل 17.1 ركلة ثابتة.
وسبق أن صرح جياني فيو خلال منافسات كأس الأمم الأوروبية 2021 قائلًا: “الكرات الثابتة هي مهاجمك الثاني، هي المهاجم الذي يسجل لك 15 هدفًا في الموسم”، كما جاء توتنهام أيضا كأفضل فريق استغلال لضربات الركنية في الدوري الإنجليزي هذا الموسم حيث يسجل الفريق 6.4 هدف من كل 100 ركلة ركنية.
التحسن لم يكن هجوميًا فقط حيث حل السبيرز في المركز الثاني بين أندية الدوري الإنجليزي في معدل استقبال الأهداف من الكرات الثابتة، ويستقبل لاعبين السبيرز هدفًا من كل 37.7 ركلة ثابتة وهو الرقم الأفضل بعد إيفرتون الذي يستقبل هدفًا من كل 40 ركلة ثابتة.
بدايات جياني فيو وصولًا إلى إيطاليا
جياني فيو من مواليد البندقية وهي مدينة تقع شمال إيطاليا، وولد فيو في السادس من أبريل عام 1953 وعمل كمصرفي في بداية حياته إلا أنه في بداية الألفية بدأ في الارتباط بعالم كرة القدم، وكان يعمل بشكل جزئي رفقة فريق في الدرجة الرابعة حتى أطلق كتاب “كيفية استغلال الكرات الميتة” وهو كتيب يحتوى 4830 طريقة لاستغلال الضربات الثابتة وهو ما بدأ يفتح له أبواب العمل في الدرجة الأولى.
وشاهد والتر زينغا الكتاب وقتها وأعجب بأفكار جياني فيو فطلب ضمه خلال فترة تواجده في نادي النصر السعودي وانتقل معه بعدها إلى نادي العين الإماراتي، أصر بعدها زانيغا على انتقال جياني معه إلى نادي كاتانيا في 2009، وحقق جياني نجاح مذهل رفقته حيث سجل الفريق 17 هدف من الضربات الحرة من أصل 44 هدف طوال الموسم.
وبعد رحيل زانيغا عن نادي كاتانيا استمر فيو رفقة الفريق واستمرت الأرقام الرائعة من الركلات الثابتة والتي وصلت إلى تسجيل 27 هدف من الضربات الثابتة من أصل 47 هدف بنسبة وصلت إلى 57،4٪، انضم بعدها فياني إلى نادي فيورنتينا واستمر معهم موسمين سجل فيهم الفريق 47 هدف من ضربات الثابتة من أصل 137 هدف، وانتقل بعدها إلى ميلان عام 2014 وسجل فيه الروسونيري 6 أهداف من ضربات ثابتة من أصل 20 هدف.
وفسر جياني فلسفته في حديث مع صحيفة “فينيسيا” الإيطالية قائلًا: “أحتاج إلى تحليل أداء لاعبين فريقي ومن ثم إيجاد حلول خاصة تناسب مهاراتهم لاستغلال الكرات الثابتة والتدرب عليها حتى تحفظ في العقل الباطن للاعبين، هناك لاعبين موهوبين في قراءة المباراة على أعلى مستوى مثل راموس مدافع باريس سان جيرمان، الأهم في هذا هو اختيار التوقيت الصحيح”.
ولحسن حظ توتنهام سيستمر جياني فيو رفقة الفريق اللندني على الرغم من رحيل المدرب أنطونيو كونتي والمدير الرياضي فابيو باراتيتشي، ولا يزال رحلة البحث عن مدرب جديد للسبيرز مستمرة بعد فشلهم في التعاقد مع أرني سلوت مدرب فينورد الهولندي وناجليزمان مدرب بايرن ميونيخ السابق، ولم يتبقى من طاقم أنطونيو كونتي سوى جياني الذي سيستمر مع السبيرز الموسم المقبل.