ميدو ومعادلة العودة لأوروبا

كتب : خالد صلاح عبد الرحيم

أحمد حسام “ميدو” خليط من الإبداع، لاعب كرة قدم عالمي، مدرب، ومحلل فني، وإعلامي كبير، ومازال في جعبته الكثير .

لكي نتعرف على ميدو كمدرب هناك ثلاث نقاط سوف نتحدث عنهم سوياً :

  • عندما أعتزل ميدو كرة القدم اتجه للتحليل الفني وكان يمتلك عروض تدريب بفرق الناشئين في أوروبا، وهذا بجانب ممارستة للتحليل في قنوات”بي أن سبورت” بالأضافة للحصول على الشهادات التدريبية من أوروبا الذي كان يخطط ميدو للحصول عليها، وعندما سمع ميدو عرض الزمالك ألغي كل ذلك من أجل حبه للزمالك النادي صاحب الفضل الأكبر على ميدو، ونجح ميدو كأضغر مدرب يحصل على بطولة ” كأس مصر ” مع نادي الزمالك .
  • ميدو أقوى محلل في الوطن العربي من وجهة نظري، لأنه تدرب مع كبار المدربين من خلال رحلته الأحترافية في أوروبا، فقد سمع مصطلحات التكتيك بلغات مختلفة فضلاً عن تمثيله لمنتخب مصر  مع الكبيرين محمود الجوهري وحسن شحاته، ثم دخوله عالم تدريب كرة القدم، ليصل لمرحلة ” المدرب المحلل ” وهو المدرب الذي يمتلك رؤية أعم وأشمل من المدرب العادي، ويمتلك مرونة تكتيكية كبيرة، فنظرة ميدو في التحليل دقيقة جداً لدرجة أنه يحلل الجمل الخططية التي يقوم بها المدربين داخل الملعب، ويتعرف على واجبات طريقة اللعب، وكيفية أنتشار اللاعبين في الحالة الدفاعية والهجومية ،والضغط العالي والتحولات، وهذا الأمر إيجابي وسلبي . الإيجابي أن ذهن ميدو ملئ بكنوز كثيرة من التكتيك، والسلبي هو أن ميدو يعطي جرعات تكتيكة أكبر من إمكانيات ونوعية اللاعبين والفرق التي يدربها، وهذا كان واضح عندما تولي تدريب وادي دجلة أراد أن يلعب بإسْتِراتِيجيَّة أنطونيو كونتي مع تشليسي عندما فاز بالدوري بطريقة لعب 3-4-3 وحينها كان ميدو محلل في قنوات beIN SPORTS ومن المعروف أن ميدو محلل دقيق وشاطر في معرفة أسرار التكتيك، أراد أن يطبق هذه الخطة مع دجلة، نجحت الخطة في البدايات من ضغط عالي وأنتشار منظم، وعمل التحولات ،توسيع الملعب عرضياً بالـ wing backs، شغل انصاف المساحات ،واستغلال منطة الـ zone 14، وخلق زيادة عددية” من خلال تقدم لاعب الوسط محمد هلال ، ولكن مستوي اللاعبين البدني والذهني والفني لم يساعد ميدو على الأستمرار بهذه الخطة، لذلك مع الوحدة السعودي ميدو وضع أسلوب وخطة تناسب امكانيات لاعبيه، أبرزها ” عمل الضغط المتوسط من منتصف الملعب واللعب على المرتدات والأهتمام بالكرات الثابتة “، لذلك كان يسير بطريقة مميزة مع نادي الوحدة .
  • ميدو يمتلك معادلة نجاح طبقها كلاعب فأصبح من أفضل اللاعبين المحترفين في تاريخ مصر، وطبقها كمحلل فأصبح من أفضل المحليين على الساحة الرياضية، وطبقها كإعلامي والآن ميدو يقدم أفضل البرامج التلفزيونية ويحقق أعلي نسب مشاهدة من خلال برنامج ” أوضة اللبس “، وأعتقد لوطبق هذه المعادلة كمدرب سوف يكون من أفضل المدربين في تاريخ مصر ويحصل على الكثير من البطولات، ونشاهدة قريباً على رأس القيادة الفنية لمنتخب مصر، ولا أستبعد ان يكون ميدو أول مدرب مصري يقود نادي في دوري كبير بأوروبا، وهذه المعادلة هي ” أن يعطي ميدو كل تفكيره وتركيزه ووقته وجهدة للتدريب فقط ”  .

أعتقد أن ملهم أحمد حسام ميدو في التدريب هو السير إلكيس فيرجسون ،

في لقاء سابق لفيرجسون، سأله الصحفي : ما الذي يجعلك فريداً؟

السير : أردت أن أبني أساسات نادي كرة قدم من خلال اللاعبين الصغار،أنا أردت الأعتماد على الشبان دائماً، أعتقد انه اذا أعطيتهم الفرصة فأنهم قادرون على مفاجأتك ولكنهم أيضاً يخلقون انطباعاً لا يمكن أن ينسي هم دائماً يتذكرون المدرب الذي أعطاهم الفرصة الأولي في كرة القدم .

وميدو يسير على نفس النهج لأنه أخرج الكثير من الناشئين في كل الفرق التي قام بتدريبها  داخل مصر، ولذلك هو يستحق منا كل الشكر والثناء .

 

ميدو من أفضل اللاعبين المحترفين في تاريخ مصر، ومحلل قوي في قرأته للمبارايات، ومدرب مميز تكتيكياً، وأنا أري أن ميدو لم يتم الاستفادة منه في مصر يمكنه شغل إدارة  التطوير داخل اتحاد الكرة، أو منصب المستشار الفني، لأن ميدو تعلم الكثير من الأحتراف والثقافة الأوروبية، ويمتلك الكثير من الشهادات العلمية، ولدية أفكار يمكن أن تطور الكرة المصرية في الناحية التسويقية والفنية.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد