بسنت حميدة.. بطلة عالمية جديدة تثبت نجاح الافراد وفشل المنظومة

كل من كان يشاهد فعاليات ألعاب البحر الأبيض المتوسط أمس، وبالصدفة البحتة رأي فتاة مصرية  ضمن المتسابقات في 100 متر عدو، وسمع اسم بسنت حميدة لأول  مرة في وسائل الإعلام المصرية، ثم رآها وهي تجري مثل الرهوان، وبصورة تعودنا أن نراها فقط للاعبات الكبار على مستوى العالم في الأوليمبياد أو بطولات العالم لألعاب القوى، كانت مفاجأة سعيدة للغاية للجميع، ولم نصدق أن لدينا بطلة بهذا المستوى الرائع.

بسنت حميدة بطلة تفعل ما لم تفعله المنتخبات

بسنت، عندما تراها للوهلة الأولى، تشعر أنك أمام بطلة عالمية بلا شك، وهي بالفعل كذلك، كنت سعيدا وان أرها تتصدر التصفية الأولى، ثم تفوز بالميدالية الذهبية بجدارة واستحقاق، وبفارق كبير عن أقرب منافسيها، إنه شعور رائع أن تجلس أمام الشاشة وانت متوقع بل متأكد أن بسنت سوف تفوز بالميدالية، في ثقة لا نمارسها في معظم الرياضات المصرية، باستثناء ألعاب الاسكواش والآن بسنت.

فتاة بمفردها تصعد على منصة التتويج وتحمل علم مصر، وتكتب اسمها في التاريخ، وتنجز ما فشل فيه بعثات تضمن فرق بالعشرات وعشرات أخرى من الإداريين والرؤساء والمندوبين، وعندما يحققون إنجازا تسمعهم يقولون، لقد شاركنا بصورة مشرفة، وهي كلمات تقال للفاشل تعزية في فشله، أمام منصات التتويج فهم أبعد ما يكونون عنها، وأخص بالذكر فرق ومنتخبات كرة القدم.

بسنت مولودة في بيئة تصنع الابطال

 

بسنت، صنعت نفسها بنفسها، تربت داخل أسرة رياضية من الألف إلى الياء، والدتها رياضية سابقة كانت بطلة في الجمباز وحصلت على العديد من الميداليات، ووالدها كان بطلا في التايكوندو، حتى خالاتها فكن يمارسون ألعاب القوى، ولارتباطها الشديد بهن قررت الدخول في نفس المجال وممارسة ألعاب القوى استغلالا لسرعتها التي ورثتها عن والدتها.

تقول هي عن أهم ما حدث في مسيرتها أن قابلت الكابتن محمد عباس، بطل سابق في ألعاب القوى، ومدرب حالي، تبناها منذ البداية، وآمن بقدرتها، وسافر إلى أمريكا للحصول على دورات تدريبية تناسبها خصوصا، وكان سببا رئيسيا في تطور مستواها وحصد البطولات، وهي العلاقة التي انتهت بالزواج بينهما، مما يؤكد أن البيئة التي نشأت فيها بسنت ساهمت بقوة في وصولها إلى ما هي عليه الآن.

بسنت حميدة ينتظرها مستقبل رائع

 

كتبت قبل ذلك عن بطولات مصر في الإسكواش، وأن النجاحات التي تتحقق تعود إلى إمكانات اللاعبين المادية والفنية، وجهودهم الخاصة في تطوير مستواهم، واللجوء إلى أفضل الطرق التدريبية في الداخل والخارج، وبالتالي استطاعوا الوصول إلى منصات التتويج العالمية، وكتابة تاريخ ناصع لمصر في لعبة الإسكواش، بصورة لم تحدث في أي لعبة أخرى.

الاهتمام الكبير الذي تحظى به لعبة كرة القدم، على كافة المستويات الرسمية والأهلية، كما تتوفر لها إمكانيات ضخمة لا تتوفر لأي لعبة فردية أخرى، ومع ذلك الإنجازات والانتصارات الكبرى، نادرة الحدوث، وربما لم تحدث في أي لعبة جماعية غير  إنجازات كرة اليد على المستوى العالمي، أما كرة القدم، آخرها الإنجازات الأفريقية، أما العالمية فليس لها تواجد.

الألعاب الأولمبية 2016 ريو.. جدول ترتيب الميداليات الآن والإمارات تحقق أول ميدالية عربية

للمرة الألف لدينا أكثر من 100 مليون مواطن نستطيع أن نصنع منهم على الأقل 100 بطل أوليمبي مثل بسنت، يحققون إنجازات عالمية تشرف مصر، وتفرح أهلها، مثلما حدث أمس من سعادة وفخر لكل مصري وهو يشاهد بسنت تسبق بطلات العالم وتفوز بالذهب، نريد أن نرى مثلها في كل الألعاب الفردية من خلال منظومة متكاملة، تتوافر لها الإمكانيات الموجودة بالفعل، بعيدا عن هوس كرة القدم التي تتراوح مكانها رغم استحواذها على كل شيء.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد