الحضري رحلة نجاح من كفر البطيخ لمونديال روسيا

لم يكن المحيطين به في بداية مسيرته الكروية يتوقعون أن يرتفع اسم عصام توفيق كمال الحضري الشهير بعصام الحضري وتبلغ شهرته الأفاق، فعصام مواليد 1973م بدأ مسيرته في شوارع كفر البطيخ -دمياط مثل بقية الأطفال وكان يمكن أن يتوقف عند محطة الهواية ويتبع أمنيات والده؛ الذي أراده للعلم الاكاديمي وتحصيل الشهادات لكنه؛ كان قد إختار لنفسه مسارا مختلفا، أراد أن يحقق طموحه في مجال معشوقة الجماهير وكان له ماأراد لم يتنازل عن حلمه رغم الضغوط التي مورست عليه من قبل والده؛ حيث منع عنه المصروف حتى لايتمكن من الوصول لدمياط لكن، إرادته الحديدية مكنته من المواصلة حيث كان يقطع يوميا 7كيلومترات من كفر البطيخ إلى مدينة دمياط ويعود مساءا وبدلا من أن يكون ذلك عائقا في طريقه -كان للفتى ذو الاربعة عشر ربيعا فهما مختلف للأمر حيث اعتبر ذلك نوع من التمارين تدعم مسيرته وقد كان.

كان انضمامه لنادي دمياط في موسم 91-92 هو بداية اقتناع والده بموهبته الفطرية وأن لدى إبنه مايقدمه في مجال الرياضة، خلال تلك الفترة نال الحضري دبلوم الزراعة وكان لقضاء التجنيد بالسرية الرياضية في القوات المسلحة دورا بارزا في شهرة اسم الحضري وعندما صعد بنادي دمياط إلى الدوري الممتاز موسم 93-94 بدأ اسم الحضري يلمع في سماء الكرة المصرية.

أثبت أنه يستحق اهتمام الهولندي راوتر الذي كان قد بدأ يقود المنتخب المصري لتوه، وانضم للمنتخب في وجود العمالقة( اكرامي -ثابت البطل-أحمد شوبير) وكانت مبارأة المنتخب المصري ضد نظيره الجزائري هي بداية انطلاق الحضري عربيا وافريقيا.

بعدها بدأت تلتقطه عيون اداري النادي الأهلي وتم اللقاء بينه وبين الكابتن صالح سليم وخلاله تم الاتفاق على انتقال الحضري لصفوف الأهلي المصري لكن مايحسب للحضري اشتراطه أن يتم كتمان الأمر حتى صعود نادي دمياط للدوري الممتاز، وكانت تلك الخطوة هي التي وضع الحضري عبرها قدمه في أول سلم النجاح الكروي، وحتى انضمامه للأهلي كان بمثابة تحدي كبير لناشئ في بداية مسيرته كيف له أن يجد موطئ قدم في تشكيلة الأهلي في وجود أحمد شوبير ومصطفي كمال وتابان سوتو أفضل حارس في أفريقيا وقتها لكنه؛ أيضاً تمكن من إثبات وجوده عندما لاحت له الفرصة إثر اصابة الحارس شوبير ولعب أمام الاسماعيلي في أول اختبار حقيقي له وتمكن من إخراج شباكه نظيفة في حين احرز الأهلي ست أهداف، واستمر في حصد الالقاب مع النادي الأهلي لتكون محصلته 38لقب و6انجازات شخصية فردية كذلك نال لقب اللاعب الأكثر مشاركة مع المنتخب المصري بواقع 150مبارأة.

بدأت عروض الاحتراف تتوإلى عليه من الآندية العالمية، فكان عرض نادي بشكاش ونادي أنقرة من الدوري التركي في عام 2005م لكن، رفض الأهلي لم يمكنه من تحقيق طموحه في الاحتراف خارجيا -وفي عام 2008م وعقب بطولة الأمم الأفريقية طاردته الفرصة ولاحقها فكان له ماراد حيث لعب في نادي سيون السويسري حتى قبل أن ينظر النادي الأهلي في الأمر مما جعلها تجربة احترافية تتخللها الشكاوي والدعاوي القضائية بين الناديين؛ ثم كانت له تجربة مميزة مع نادي المريخ السوداني حيث قوبل بالحب الكبير من جماهير الكرة السودانية، كذلك ارتدى شعار نادي الزمالك ونادي الاسماعيلي.

رغم أن مسيرة الحضري إتسمت بالمشاكسات مع ادارات الآندية ومع اللاعبين المنافسين الا أنه يعد من أميز اللاعبين حتى اليوم وتعتبر تجربته للعب لمختلف الآندية المصرية والعربية سابقة تحسب له لأنه استطاع أن يفك الارتباط بين اللاعب والنادي ويكسر احتكارية النادي للاعب المميز واستطاع أن يزرع الثقة في اللاعب العربي بأن اللاعب المبدع هو صنعة نفسه وليس النادي، وأن الابداع ينمو اينما وجد المناخ المناسب فكان ذلك ضربة البداية لانتقال اللاعبين بين اندية الأهلي والزمالك والأسماعيلي بدون مخاوف وحتى أن عدوى الانتقال ارتحلت جنوبا حيث كان اللاعب السوداني يلعب ويعتزل في نفس النادي لاعتبارات الولاء للنادي والجمهور فصار ولاء اللاعب لنفسه وموهبته وليس ببعيد عن الأذهان انتقال اللاعب علاء الدين يوسف من المريخ للهلال ثم عودته مؤخراً وكذلك تحول الكابتن هيثم مصطفي بعد شطبه من الهلال ليكمل مسيرته في الند التقليدي المريخ.

الحضري يظل علما على رأسه نار، ولاعب يندر أن تجود الملاعب بمثله قريبا لأنه استطاع أن يكسر حاجز السن ويواصل ابداعه فهو حتى اليوم في قائمة منتخب مصر كأكبر لاعب يتم اختياره في مونديال روسيا 2018م.

ما ميز الحضري عن سواه أن موهبته أصيلة، وأنه مستقل في أرائه وفي قرارته وشديد الولاء لموهبته وكثير الغيرة على منتخب بلاده فظل الحارس الأول للمنتخب لسنوات طوال يغير ناديه ولايتغير موقعه في عرين الفراعنة.

رغم احترامه لرأي المدرب في عدم إشراكه في مباريات المنتخب السابقة والتي كان يتوقع له أن يقول فيها كلمته ويضع بصمته كالعادة الا أن الحضري يقول :سواء تم اشراكه ضد المنتخب السعودي ام لا فأنه تحت أمر الجهاز الفني.

لكن يبقى الأمل يداعب الكثيرين في أن يتم إشراكه ليكون تكريما لبطل مصري أعطى ومازال.

يبقى هناك سؤال يدور في الأذهان هل يكون مونديال روسيا هو مسك الختام لحياة السد العالي الكروية أم يفاجئ الحضري جماهير الكرة العالمية ويلعب ويتألق لمواسم قادمة حافلة بالابداع.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد

2 تعليقات
  1. الأمين التميرابي يقول

    مقال رائع عن الحارس المصري عصام الحضري..
    وكنت أتمنى أن يحرز بطولة خارجية مع المريخ السوداني..
    تحياتي لك أستاذة أماني حسن…
    الأمين التميرابي&

    1. أماني حسن يقول

      شكرا لمرورك الأمين التميرابي
      فعلا فترة الحضري مع المريخ مميزة ورغم انها لم تتوج بكأس خارجية الا انها اسعدت الجماهير