الأهلي والزمالك.. علاقة جماهير الناديين لا تعرف الروح الرياضية

على هامش قمة الأهلي والزمالك التي تقام بعد ساعات قليلة، ومحاولة استعادة ذكريات هذه القمم من سنوات بعيدة، وكيف تغيرت المشاعر والانطباعات بين جماهير الناديين الكبيرين؟ ومعرفة أسباب تغيرها سواء من قبل مسؤولي الناديين أو المناخ الرياضي عموما، المهم أن النتيجة الأكيدة أن الروح الرياضية لم تعد موجودة بين الجماهير أو على الأقل معظمهم ليسوا كذلك.

جماهير الناديين تتعامل بعداء وعصبية بعيدا عن الروح الرياضية

أتذكر من سنوات بعيدة مدى حب جماهير النادي الأهلي لبعض نجوم الزمالك والتغني بموهبته، والحرص على مشاهدة مباريات الزمالك للتمتع بمشاهدة النجوم الموهوبة، وكذلك كان حال الزملكوية، شخصيا كنت أحب مشاهدة الثنائي مصطفى عبده والخطيب، واستمتع بمختار مختار وهو يجري على الخط والكورة لا تفارق قدميه، حتى لو خرج بها من الأستاذ، وبعدهم طاهر أبو زيد ومهاراته.

لم يكن أحد من جماهير الفريقين لا يشاهد مبارياتهما، بنفس متعة ونفس الشغف بكرة القدم والرياضة عموما، اليوم الموضع مختلف تماما، معظم جماهير الناديين لا يشاهدون مباريات الفريق الآخر الذي أصبح اسمه النادي المنافس، في إشارة إلى عداوة مبطنة بكلمة منافسة، فقط يتابعونها لمعرفة النتيجة وانتظار الهزيمة له للشماتة والتحفيل والاحتفال بها أكثر من الاحتفال بفوز فريقهم.

الاعلام الرياضي شجع على التعصب بين الجماهير

وعندما نسأل ماذا طرأ من تغيرات على الجماهير حتى تتحول من الروح الرياضية إلى التشفي والتحفيل ورفض قبول الآخر، بل رفض قبول أهم قواعد الرياضة عموما، وهي احتمالات الفوز والخسارة، والاحتفال بالانتصارات، حتى لو كانت وهمية أو بفعل فاعل؟ سوف نجد عوامل كثيرة جداً أثرت في توجهات الجماهير إلا أن دور الإعلام الرياضي كان ملحوظا ومؤثرا جدا.

زمان لم يكن هناك أعلام رياضي يذكر بالقياس بواقعه الآن، كانت الصحف الصادرة صباح اليوم التالي للمباراة هي التي تحمل كل ردود الأفعال بعد المباريات وخاصة مباريات القمة، وننتظر رأي فلان وانطباعات الناقد الفلاني، مع بعض التصريحات من اللاعبين الفائزين، وكيف برر المدربين الفوز أو الهزيمة، أما يوم المباراة لا يبقى منه إلا خبر في نشرة التاسعة مع إعادة أهداف المباراة فقط.

معلق مباراة الأهلي والزمالك والتشكيل المتوقع بالقمة 124 من كواليس الفريقين

اليوم، في ظل عشرات الأستوديوهات التحليلية، التي يجلس فيها عشرات النجوم التي تقوم بالتحليل والوصف، وشرح الخطط والخطط البديلة، وفقرات تحليل التحكيم، سوف تقرأ ما بين اللكمات والمصطلحات التي تخرج من أفواه هؤلاء الخبراء، أين يعملون؟ وكيف يكسبون لقمة عيشهم؟ والى من ينتمون، وما الجمهور الذي يغازلونه طلبا للرضا؟

الإعلام الرياضي أصبح له سطوة كبيرة في توجهات الجماهير وتأجيج مشاعرهم بكره الآخر، ويتعمد البعد عن تشجيع الروح الرياضية لأنها إن انتشرت تقلص دوره وانحصر في متابعات عادية، لذا فهو أكثر حرصا على زيادة حدة المنافسة إلى ما هي عليه الآن، لتستمر صناعته ومردودها المالي الجيد جدا، وتستمر البرامج والقنوت على مدار الساعة في مخاطبة النوعية التي صنعوها من الجماهير

أحمد فوزي: سياسة الإعلام الرياضي أهبد أكتر تظهر أكتر

ثم تأتي السوشيال ميديا، التي أصبحت مؤثرة بصورة كبيرة للغاية ليس فقط على الإعلام التقليدي، ولكنها تؤثر أيضا على قرارات إدارات الأندية والهيئات والمؤسسات الرياضية ككل، بل إنها تمثل عناصر ضغط كبيرة على اللاعبين سواء كانت معهم أو ضدهم، فهي قادرة على إجبار الإدارة على الإطاحة بلاعب أو التعاقد معه، حسب ما إذا كانت راضية عنه أو غاضبة منه.

القمة بعد ساعات قليلة جدا، أتمنى أن تشهد العلاقة بين جماهير الناديين شيء من الروح الرياضية، لا أطالب بمنع الفرحة بالفوز أو حتى التحفيل، لكن على الأقل أن يتم ذلك بروح الدعابة والهزار وقضاء الوقت مع الأصدقاء من جماهير النادي الآخر، وليس من قبيل الكره والتشفي أكثر من الفرحة بالفوز.


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد