يعود الفضل لليونانيين القدماء في اختراع الملاعب لمسابقاتهم الرياضية الأولمبية، ومع ذلك، فإن كلمة ملعب نفسها من أصل لاتيني، وأشهر ملعب في العالم هو بلا شك الكولوسيوم في روما. كان “مدرج فلافيان” (كما أسماه الرومان) مخصصًا لعروض المصارعة، ويضم أكثر من 50000 متفرج ولا يزال من أعجوبة العمارة القديمة.
في القرن الحادي والعشرين، أصبحت كرة القدم الرياضة الأكثر شعبية، وهناك الآلاف من الملاعب في جميع أنحاء العالم. ومع ذلك، لا يمكن القول إن جميعها تتطابق مع “الكولوسيوم” بسبب جمالها المعماري .
نستعرض معكم أغرب خمسة ملاعب كرة قدم حول العالم والتى أطلقت العنان للأفكار البشرية في اتجاهات جديدة ومدهشة.
ملعب تمساح أرينا في تركيا
بورصة سبور هو نادٍ تركي لكرة القدم فاز بأول لقب له على الإطلاق في الدوري الممتاز في عام 2010. وكان ثاني نادٍ من خارج إسطنبول يفوز بالدوري في تركيا، وللاحتفال بهذا الانتصار، أنشأ النادي ملعبًا جديدًا.
كان ملعبهم السابق، بورصة أتاتورك، يتسع لـ 25 متفرج فقط، لذلك بدا من المناسب أن يقوم بطل تركيا المتوج حديثًا بتوسعة الملعب. وبما أن شعار بورصة سبور هو التماسيح الخضراء، فقد تم استخدام هذا كمصدر إلهام فعليًا لملعب جديد على شكل تمساح، مع هيكل خارجي مبني من الزجاج الأخضر .
قوبل هذا الاستاد الذي يتسع لـ 45 ألف مقعد بالدهشة والسخرية عند الانتهاء منه. ولسوء الحظ، لم يفز بورصة سبور بلقب الدوري منذ فوزه الشهير عام 2010.
الملعب العائم في سنغافورة
لا يرتبط اسم سنغافورة بأى انتصارات رياضية، فهى دولة صغيرة يبلغ عدد سكانها حوالي ستة ملايين نسمة يعيشون على 733 كيلومترًا مربعًا فقط من مساحة اليابسة، تمتلك سنغافورة ثالث أعلى كثافة سكانية مقارنة بأي دولة في العالم. هذا يترك مساحة صغيرة للأماكن الرياضية، خاصة تلك الكبيرة مثل ملاعب كرة القدم. ومع ذلك، فإن هذه العقبة لم تمنع السنغافوريين من المحاولة.في عام 2007، تم الكشف عن “فلوت مارينا باى”، وكما يوحي الاسم، يتميز هذا الاستاد بملعب كرة قدم عائم فريد من نوعه.
يقع الملعب في خزان مارينا، وهو مايسمح للزوار باستخدام ميناء سنغافورة، ويضم مدرجًا يتسع لـ 27 ألف مقعدًا يطل على البر الرئيسي. على الرغم من أنه كان من المفترض في الأصل أن يكون بمثابة تركيبات مؤقتة، إلا أن هذا الملعب العائم أصبح مستخدماً جدًا لدرجة أنه تم الاحتفاظ به الآن كملعب دائم وسيتم تحديثه في المستقبل القريب. تم تصميم الملعب من قبل وكالة العلوم والتكنولوجيا الدفاعية السنغافورية لتحمل وزن يصل إلى تسعة الاف شخص، وهو دليل على قوة وإمكانات التفكير الإبداعي في الهندسة المعمارية.
ملعب منجم الملح في رومانيا
على الرغم من أن هذا الملعب ليس ملعبًا تقنيًا لأنه يفتقر إلى المقاعد المناسبة للمتفرجين، إلا أن الفكرة المجنونة لتصميم هذا الملعب في رومانيا يجعله يستحق الذكر، فهو يقع في مدينة صغيرة تسمى “كاسيكا” ليست بعيدة عن الحدود الأوكرانية بها منجم ملح نشط يحتوي على ما يقرب من 250 مليون طن من كلوريد الصوديوم في الاحتياطي.
تم استخدام مخزون الملح الموجدو بالمنجم لأول مرة منذ أكثر من 5000 عام وكان موطنًا للرهبان وعمال المناجم منذ ذلك الحين.يحتوي منجم ملح “كاسيكا” على العديد من الميزات البارزة، من بينها قاعة رقص ومتحف وأماكن للصلاة للعمال ومع ذلك، فإن الأكثر غرابة هو وجود ملعب كرة قدم على بعد 54 مترًا تحت الأرض.
مع استكمال شكل الملعب من وضع المرميين والتخطيط وتحديد مساحة لوقوف المتفرجين، ربما يكون هذا هو ملعب كرة القدم الوحيد في العالم الذي سينجو من انفجار نووي.
تجعل نسبة الملوحة العالية في الهواء التمرين في هذا الملعب صعبًا. ولكن بالنسبة لأي شخص يرغب في تجربته، فإن تكلفة تأجيره مايعادل 20 دولارًا للساعة .
ملعب الصخرة في أبو ظبى
على الرغم من وجود الكثير من الملاعب ذات المفاهيم المحيرة للعقل ، فإن هذا الملعب هو الأفضل على الإطلاق. وهو حالياً تحت الإنشاء، ربما يكون ملعب “الصخرة” هو الملعب الأكثر إثارة للإعجاب في العالم – إذا تم الانتهاء منه على الإطلاق.مستوحى من أنقاض البتراء، والقاعة اليونانية القديمة، والهندسة المعمارية المصرية المتجانسة، سيتم نحت المدرج الرئيسي في ملعب “الصخرة” في الجبل.
سيتم تعميق الملعب نفسه أسفل أرضية الصحراء لإبقائه باردًا، وستكون أسطح الأجنحة التكميلية الثلاثة تقريبًا مغمورة بالرمال، مما يخلق شيئًا يشبه التكوين الصخري الطبيعي. هذا التصميم، الذي فاز بالفعل بالعديد من الجوائز، تم تنفيذه بالتعاون مع الجيولوجيين والطوبوغرافيين وخبراء الكهوف. لا يمكن لعشاق كرة القدم إلا أن ينتظروا حتى يخرج هذا الإعجاز إلى النور.
ملعب باتريجا التاريخى في كرواتيا
“تروجير” هي مدينة ساحلية كرواتية على ساحل البحر الأدرياتيكي أسسها الإغريق وغزاها الرومان. خلال العصور الوسطى، وقاموا ببناء عدد لا يحصى من الكنائس والكاتدرائيات والقلاع.
أصبحت هذه “المدينة القديمة” الرومانية أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو في عام 1997، تأسس ناديها المحلى لكرة القدم في عام 1912 وتم تخصيص ملعب للفريق في قلب المدينة القديمة، حيث يقع خلف المرمى برج سانت ماركو الذي يعود تاريخه إلى القرن الخامس عشر وخلف المرمى الآخر قلعة كامرلنجو التي تعود إلى القرن الرابع عشر والتي كانت تستخدم كموقع لإطلاق النار .
عرف ملعب كرة القدم الصغير هذا باسم “باتاريجا”، ويتسع لـ 160 متفرجًا فقط، ومع ذلك، سيجد هؤلاء المحظوظون أنفسهم جالسين على بعد أمتار قليلة من المياه الدافئة للبحر الأدرياتيكي. يستحق الشخص الذي اختار مكان هذا الملعب تقديرًا كبيرًا ،لأنه يعتبر المكان الأجمل – والتاريخي – لأي ملعب كرة قدم في العالم.
