كانت ردود فعل الجماهير المصرية على هزيمة المنتخب الوطني من إثيوبيا أمس الخميس، عنيفة وقوية حيث أدانت كل أطراف المنظومة الرياضية ولم تترك أحدا، فقد طالبت بإقالة الجهاز الفني للمنتخب الذي لعب ثاني مبارياته مع المنتخب فقط، كما طالبت بإقالة اتحاد الكرة على اعتبار أنه أساء اختيار المدير الفني وهو المسؤول الأول عن حال كرة القدم المصرية.
الجماهير هاجمت اللاعبين بقوة بسبب هزيمة إثيوبيا مثلما تشيد بهم بقوة في حالات الفوز، وحملتهم الجزء الأكبر من الهزيمة، لغياب الروح والفدائية والتقصير في تمثيل بلدهم بالصورة التي تستحق، خاصة ضد فريق كان واضحا أنه تم تعبئته نفسيا قبل المباراة جيدا، على خلفية صراع البلدين حول سد النهضة ومياه النيل، ولكن لاعبونا كانوا في واد آخر عن أهمية المباراة وكيفية التعامل معها باعتبارها تمثل سمعة مصر وهيبتها الرياضية في القارة.
الهزيمة مهينة وعار على هذا الجيل بكل ما فيه، وبالفعل المنظومة كلها تتحمل مردود هذه المباراة التي لم تقف عند الهزيمة بهدفين لصفر، لأن تفاصيل المباراة لم تكن كذلك، ولكنها كانت كارثية لدرجة العيب في حق المنتخب المصري، ليس تقليلا من حجم المنتخب الإثيوبي، ولكنها تقزيم لهؤلاء الذين تلقوا هذه الإهانة بصدر رحب ولم يحركوا ساكنا.
من يدير نشاط كرة القدم في مصر بصورة حقيقية؟
النتيجة العادلة هي فوز إثيوبيا بخمسة أهداف نظيفة على الأقل، مع أداء ولا أروع طوال المباراة التي لم يحضرها المنتخب المصري، الذي كان واضحا أن كل أفراده مشغولون بأشياء أخرى غير المباراة، إما بصراعات بين اللاعبين وأنديتهم على التجديد أو عدمه، وأما بالحرب الدائمة بين الأهلي والزمالك، وأشياء أخرى كثيرة موجودة ليل نهار في الإعلام المصري، وهي أبعد ما يكون عن الرياضة وأهدافها.
الجماهير حزينة جداً من المنظر الذي شاهدته على الشاشة، وأنه لا يمكن أن يكون هذا هو المنتخب المصري الذي تعودوا على رؤيته في الملاعب، حتى وهو في أسوأ حالاته لم يؤد بهذا السوء، بالطبع دائما يكون رد فعل الجماهير سريع وعنيف خاصة في حالة الهزيمة، وما يلبث أن يهدأ وتعود الجماهير إلى سيرتها الأولى.
إذا كان خسارة مصر لمقعدها في الفيفا سيجلب لها الهدوء في كرة القدم، فلما لا؟
المهم أنهم طالبوا بإقالة الجميع ما عدا بطل القصة كلها، المهندس هاني أبو ريدة الذي يشرف ويدير الكرة المصرية منذ سنوات بعيدة رغم إقالته رسميا من اتحاد الكرة على خلفية إخفاق المنتخب في أمم أفريقيا في القاهرة، إلا أن الرجل هو الذي يرشح ويتعاقد مع الخبراء الأجانب، ويرشح ويختار المدربين المصريين، أي أن الجماهير إذا أرادت مدربا وطنيا سيكون من اختياره، وإذا قررت الأجنبي سيكون على طريقته.
ولم يشر إليه أحد في تحمل مسؤولية التخبط الذي تعيشه كرة القدم المصرية منذ فترة افقدها هويتها ومتعتها، فلم تعد تحقق إنجازات تذكر ولا وفرت المتعة للجماهير، فهل لنا أن نستغني عن مندوبنا في الاتحاد الدولي والإفريقي ونختار أو مهندس آخر أو طبيب إن تعذر، وحتى في حالة خلو ممثل في الفيفا، فلا مانع إذا كان ذلك سوف يوفر الهدوء للرياضة المصرية عموما وكرة القدم خصوصا.
تليجرام فيسبوك الاتصال بنا من نحن الخصوصية فريق العمل حقوق الملكية EN