بالنظر إلى ما يحدث للاعب محمود كهربا الآن، وبالعودة إلى قراراته خلال السنوات القليلة الماضية، نجد أنه أكثر من الحق الضرر بنفسه، وتعمد إفشال مشروع نجم يشهد له الجميع بالموهبة والتأثير في الملاعب بصورة أو بأخرى، لكنه رفض استكمال مشوار النجوم، القصير بطبعه وتعمد وقف مسيرته عن طريق اتخاذ قرارات بإرادته هو، أبسط ما توصف به أنها كانت خاطئة تماما.
محمود كهربا، ينتمي إلى هذه المدرسة التي تؤذي نفسها بقراراتها الشخصية، مثله في ذلك مثل إبراهيم سعيد الذي كان يوما ما أحد أهم وأحرف اللاعبين في مصر، وقدم مع الأهلي خصوصا ومن بعده الزمالك مستويات رائعة لكنها لم تستمر طويلا، وأنهى مسيرته في الملاعب مبكرا جداً بسوء تقدير لخطواته وطريقة تعامله مع المجتمع الرياضي هنا وهناك.
حتى العالمي ميدو.. ينتمي إلى هذه المدرسة على طريقته الخاصة، وطبقا لاعترافاته هو، أنه اتخذ العديد من القرارات الخاطئة والتي أثرت على مسيرة احترافه في الوقت الذي كان يعد من النجوم الشباب في العالم الذي يتوقع لهم مستقبل رائع، ورغم النجاحات التي حققها في أكثر من ناد، إلا أنه كان يستطيع فعل ما هو أكبر من ذلك بكثير لو أحسن التعامل مع قراراته المصيرية بمزيد من التعقل والاهتمام.
هذه المدرسة فيها الكثير من النجوم المتمردة التي أساءت إلى مستقبلها، لكن نعود إلى كهربا، الذي قرر في وقت ما أن يترك نادي الزمالك ويهرب بطريقة غير شرعية أو بما يخالف العقد مع الزمالك، والجميع يعرف خط سير العملية من مصر إلى البرتغال ثم العودة إلى مصر من بوابة النادي الأهلي، ومنذ عودته وحتى الآن والمشاكل تلاحقه في كل مكان، ليس من سبيل سوء الحظ ولكن بما كسبت يداه.
كهرباء هرب من الزمالك في تحد كبير للنادي وإدارته، وكان عليه عندما ينتقل إلى الأهلي أن يبذل جهدا مضاعفا لإثبات نجوميته في الملاعب وليس في التصريحات التليفزيونية والحركات مع المسؤولين أمام الكاميرات، والتصريحات ضد هذا أو مع ذاك، ونسي أنه في الأول والآخر لاعب كرة، ومطلوب منه أن يؤدي في الملعب بما يشفع له عند الجماهير التي تستطيع أن تدفع الإدارة إلى تحمله وتحمل مشاكله.
كهربا اكتفى بإعلان حبه للأهلي وجماهيره، ولم يعلن ذلك في الملعب، فكانت الدكة مقامه الأخير طوال فترة موسيماني، ثم لم تجد الإدارة حلا إلا بإعارته إلى تركيا، وبدلا من الاستفاقة وإثبات الذات للمرة الأخيرة كي يعود إلى ناديه بحالة جيدة، لم يحقق أي نجاح يذكر هناك، وعند عودته، فوجئ بقرار المحكمة الرياضية بوقفه عن اللعب لمدة 6 شهور لعدم تسديد الغرامة الموقعة عليه لنادي الزمالك.
نفس الاستهتار الذي مارس به حياته، مارسه في قضيته مع الزمالك، ولم يأخذ الأمر بالجدية المطلوبة، رغم صدور حكم نهائي بإدانته، إلا أنه ترك نفسه ومستقبله حتى وصل إلى مرحلة الإيقاف، التي لن تعفيه من دفع ما عليه من أموال، وسيقضي عقوبة الإيقاف ومن بعدها سيدفع وإلا سيتم تمديد فترة إيقاف أخرى مدتها 10 شهور جديدة، والله أعلم إلى أي مدى سوف تصل عقوباته في ظل هذه التصرفات.
النادي الأهلي، وبصرف النظر عما إذا كان له دور في هروب كهربا أم لا، إلا أنه تبنى اللاعب بعد عودته من البرتغال، وتعاقد معه ووقف بجانبه كلاعب، حتى عندما رفض موسيماني وجوده إعارة للخارج، ومازال اللاعب ينتمي إلى النادي بصرف النظر عن تطورات قضيته، ولا أدري لماذا تركه الأهلي يهمل قضيته إلى هذا الحد؟ لماذا لم يستخدم قوته سواء كانت مادية أو قانونية أو حتى سيطرته على اللاعب، وينهى القضية.
تعليق محمود كهربا على مشكلته الأخيرة وإيقافه 6 شهور
محمود كهربا، لاعب خسر كثيرا ومعرض للخسارة أكثر وأكثر، لدرجة أنه مهدد بالاعتزال إذا استمر تعامله مع قضيته مع نادي الزمالك بنفس المنوال، ولا بد من تغيير جذري في سلوكياته داخل الملعب وخارجه، وخاصة خارجه، يحتاج إلى الكثير من ضبط النفس والسلوك، حتى ينقذ مسيرته الرياضية من الفشل التام ،ويعوض ما فاته قدر الإمكان.
تليجرام فيسبوك الاتصال بنا من نحن الخصوصية فريق العمل حقوق الملكية EN