في أروقة ملعب الاتحاد وبين جدران تزينها بطولات الماضي وأحلام المستقبل، وقف بيب جوارديولا، المدرب الذي طالما حفر اسمه في ذاكرة كرة القدم، أمام الصحفيين، كانت عيونهم تترقب إجاباته وكأنهم ينتظرون مفتاح السر لفك شفرة المواجهة المرتقبة بين مانشستر سيتي وريال مدريد.
“نحن هنا لأننا نستحق القتال.”
تنهد جوارديولا ثم قال بنبرة صادقة: “نحن هنا لأننا نستحق التحدي، ولكننا لا نستحق التأهل المباشر، لم نقدم أفضل ما لدينا في مرحلة المجموعات لذا علينا الآن أن نثبت أنفسنا من جديد، هذا هو قانون البطولة، لا مجال للأخطاء وخروج المغلوب لا يرحم.”
ابتسم أحد الصحفيين وسأله عن ريال مدريد وغيابهم عن حفل الكرة الذهبية بعد فوز رودري، لم يتردد بيب بل أجاب بحكمة: “أنا سعيد لرودري لقد قدم موسمًا رائعًا، فينيسيوس أيضًا كان مذهلًا وكان يستحقها، لكن لا توجد مشاعر سيئة بيننا وبين ريال مدريد، هذا هو عالم كرة القدم.”
تحركت الكاميرات في القاعة والجميع ينصت، بينما تابع المدرب الإسباني حديثه عن الفريق الملكي: “ريال مدريد؟ إنه أعظم خصم يمكن مواجهته خلال العقد الماضي، ليس من المعتاد أن تلعب ضد فريق بعينه مرارًا ولكن مواجهتهم دائمًا تأتي بنتائج غير متوقعة، تاريخهم في دوري الأبطال لا يقارن بأحد، لا نحن ولا حتى بايرن ميونخ، برشلونة أو ميلان، ومع ذلك خلال السنوات الأخيرة كنا هناك وتمكنا من الانتصار عليهم.”
توقف للحظة ثم أضاف: “كلانا واجه إصابات هذا الموسم، لكن ريال مدريد أثبت أنه يتعامل مع الأزمات بشكل أفضل فهم ما زالوا متصدرين في الدوري، ينافسون برشلونة وأتلتيكو مدريد بقوة، هذا هو معنى الثبات.”
“الرحيل؟ ليس الآن.”
عندما جاء السؤال المنتظر عن مستقبله في ظل تراجع النتائج لم يفقد جوارديولا هدوءه، ابتسم وقال: “هل يُسأل الطبيب عن منصبه إذا تعثرت حالة؟ أنا هنا بسبب كل ما قدمناه في السنوات الماضية، لا أعتقد أنني سأُطرد لمجرد بعض النتائج السيئة.”
ثم بنبرة واثقة أنهى حديثه قائلاً: “غدًا إذا فزنا على ريال مدريد فسيكون ذلك دفعة قوية لما تبقى من الموسم، قبل عشرة أعوام لم يكن أحد يتخيل أننا سنكون هنا والآن الجميع يرشحنا للبطولات، هذه هي كرة القدم كل شيء ممكن.”
خرج جوارديولا من القاعة تاركًا خلفه أجواء مشحونة بالحماس والتوقعات، في الغد سيُحسم كل شيء وستُكتب صفحة جديدة في كتاب المنافسة الأبدية بين مانشستر سيتي وريال مدريد.