ريان بابل: محمد صلاح أفضل من ميسي ورونالدو في شيء واحد.. ويستحق الكرة الذهبية

في نوفمبر 2024، أعلن النجم الهولندي ريان بابل اعتزاله كرة القدم بعد رحلة كروية امتدت لما يقارب عقدين، تذوق خلالها طعم المجد وخاض تجارب لا تُنسى بين أندية أوروبية كبرى وأخرى خارج حدود القارة العجوز. ومع نهاية هذه المسيرة، يبقى السؤال: هل انتهت القصة فعلًا؟ أم أن هناك فصولًا جديدة سيكتبها بابل، ولكن خارج الملعب؟

دعونا نأخذكم في جولة عبر الزمن، لنروي قصة لاعب عاش تحت الأضواء، ثم قرر أن يضيء الطريق لجيل جديد، في واحدة من أكثر قصص الاعتزال إلهامًا في عالم كرة القدم.

البداية من أمستردام.. كيف وُلدت الموهبة؟

في قلب أكاديمية أياكس الشهيرة، حيث تُصنع الأساطير، وُلدت موهبة ريان بابل. ذلك الفتى الذي بدأ مداعبة الكرة بحلم بسيط: أن يصبح لاعبًا عالميًا يُشار إليه بالبنان.

لم يحتج بابل إلى وقت طويل حتى يلفت الأنظار، فموهبته كانت أكبر من أن تُخفى. ومع أول ظهور رسمي بقميص أياكس وهو لم يُكمل بعد عامه الثامن عشر، بدأت الصحف تتحدث عن “الجوهرة الجديدة”.

الرحيل إلى ليفربول.. الحلم الإنجليزي الكبير

في صيف 2007، حطّ بابل رحاله في مدينة ليفربول، بعد صفقة ضخمة بلغت قيمتها 17.2 مليون يورو، لم تكن مجرد صفقة انتقال عادية بل كانت بمثابة قفزة من عالم إلى آخر؛ من الدوري الهولندي الهادئ نسبيًا إلى صخب البريميرليغ الذي لا يرحم.

بجانب نجوم بحجم ستيفن جيرارد وفيرناندو توريس وتشابي ألونسو، حاول بابل أن يثبت نفسه وسط أسماء ثقيلة في فريق يحلم دائمًا بمنصات التتويج، ورغم فترات التألق إلا أن التحديات كانت أكبر مما توقع، سواء داخل الملعب أو خارجه.

التنقل بين المحطات.. رحلة لاعب بلا حدود

بعد تجربة ليفربول، أصبح بابل لاعبًا رحّالًا، لا يكتفي بالبقاء طويلًا في مكان واحد، ارتدى قميص هوفنهايم الألماني ثم عاد إلى أياكس، قبل أن يحط الرحال في تركيا مع قاسم باشا، لم يكتفِ بذلك بل جرب حظه في الإمارات مع العين وفي إسبانيا مع ديبورتيفو لاكورونيا ثم عاد مجددًا إلى تركيا مع بشكتاش وغلطة سراي وختم مشواره الكروي مع أيوبسبور.

هذه التنقلات جعلت منه لاعبًا متعدد الثقافات، اختبر مدارس كروية مختلفة، وتعرّف على أساليب لعب متنوعة، وهو ما انعكس لاحقًا على شخصيته بعد الاعتزال.

بصمة دولية.. من وصافة كأس العالم إلى 69 مباراة مع الطواحين

على الساحة الدولية لم يكن بابل مجرد اسم عابر في قائمة المنتخب الهولندي، بل كان جزءًا من الجيل الذهبي الذي بلغ نهائي كأس العالم 2010 كما خاض 69 مباراة دولية سجل خلالها 10 أهداف.

ورغم أن مسيرته مع المنتخب لم تكن دائمًا تحت الأضواء إلا أن بابل ترك بصمته كلاعب موهوب يمتلك قدرة فريدة على شغل أكثر من مركز هجومي.

محمد صلاح وزمالة خاصة.. ماذا قال عنه؟

خلال مشواره في ليفربول، زامل بابل العديد من النجوم، لكن أحد أبرز الأسماء التي لعبت إلى جواره كان المصري محمد صلاح، وفي حديث حصري، وصف بابل صلاح بأنه “ظاهرة كروية تستحق الاحترام”، مؤكدًا أنه واحد من أفضل اللاعبين في العالم رغم تعرضه أحيانًا للتجاهل الإعلامي.

أشاد بابل بذكاء صلاح التكتيكي وتطوره المستمر، وعبّر عن أمله في أن ينال النجم المصري الكرة الذهبية، مؤكدًا أن كونه عربيًا وأفريقيًا لا يجب أن يكون عائقًا أمام تحقيق هذا الحلم.

بعد الاعتزال.. مهمة جديدة تنتظر بابل

الاعتزال لم يكن نهاية الطريق بل بداية لمرحلة أكثر أهمية بالنسبة لبابل، ففي حديثه الأخير كشف أنه يضع نصب عينيه هدفًا واضحًا: توعية اللاعبين الشباب بأهمية التخطيط المالي السليم.

يقول بابل: “رأيت بأم عيني كيف ينتهي الحال بكثير من اللاعبين المفلسين رغم أنهم كانوا يربحون الملايين، المشكلة ليست في المال بل في غياب التوجيه المالي منذ البداية.”

وأضاف: “أريد أن أكون صوتًا يُرشد الجيل الجديد، لأن المال مثل الكرة.. إن لم تُحسن التعامل معه ستخسره في ثانية واحدة.”

أهم الذكريات.. حلم السابعة عشرة

عندما سُئل عن أجمل لحظة في مسيرته لم يتردد بابل: “أول مباراة لي مع أياكس.. عندما دخلت الملعب وأنا في السابعة عشرة، شعرت أنني أعيش حلمي الحقيقي.”

تلك اللحظة كانت بوابة العبور إلى كل ما جاء بعدها.. إلى الأضواء، والهتافات، والألقاب، وحتى الانتقادات.

ليفربول.. الحب الأول الذي لم يكتمل

الانتقال إلى ليفربول كان بمثابة حلم تحقق لكن سنواته في أنفيلد لم تكن دائمًا وردية، فقد اصطدم بابل بسياسات المدربين ولغة الأرقام وقرارات لا تعتمد دائمًا على الأداء في التدريبات بل على الشعبية والعلاقات داخل النادي.

ورغم ذلك، يبقى بابل فخورًا بتجربته مع الريدز، مؤكدًا أنها صنعت منه لاعبًا أكثر نضجًا وقوة.

رافا بينيتيز.. المدرب التكتيكي البارد

في تقييمه للمدرب الإسباني رافا بينيتيز، قال بابل: “تكتيكيًا، لا يمكن إنكار عبقريته، لكنه بارد جدًا في التعامل مع اللاعبين، خاصة الشباب، لا يمنحك الثقة ولا يُشعرك بأنه يؤمن بك.”

نهاية مشوار.. وبداية رسالة

اعتزال ريان بابل ليس مجرد وداع للاعب كرة قدم، بل ولادة جديدة لرجل يحمل خبرة الملاعب، ويريد أن ينقلها إلى الجيل القادم. بين موهبته التي أذهلت الجماهير، وتجربته الثرية بين القارات، ورسالة التوعية المالية التي يتبناها الآن.. تبقى قصة بابل واحدة من أجمل قصص كرة القدم التي تستحق أن تُروى.

 


قد يهمك:

عن الكاتب:
اترك رد


جميع المحتويات المنشورة على موقع نجوم مصرية تمثل آراء المؤلفين فقط ولا تعكس بأي شكل من الأشكال آراء شركة نجوم مصرية® لإدارة المحتوى الإلكتروني، يجوز إعادة إنتاج هذه المواد أو نشرها أو توزيعها أو ترجمتها شرط الإشارة المرجعية، بموجب رخصة المشاع الإبداعي 4.0 الدولية. حقوق النشر © 2009-2025 لشركة نجوم مصرية®،جميع الحقوق محفوظة.