منذ ظهوره الأول بقميص برشلونة، سطع نجم أنسو فاتي كأحد أبرز المواهب الواعدة في كرة القدم الأوروبية. شاب موهوب، ارتدى القميص رقم 10 بعد رحيل الأسطورة ليونيل ميسي، واعتُبر مستقبل النادي الكتالوني. لكن سرعان ما تغيرت الأمور، وأصبح اسمه مرتبطًا بقائمة اللاعبين الذين يسعى برشلونة للتخلص منهم في سوق الانتقالات الصيفية. فماذا حدث؟ ولماذا أصبح البحث عن نادٍ جديد أمرًا ضروريًا؟
تراجع المستوى.. من الأمل إلى المأزق
لم يكن تراجع مستوى أنسو فاتي وليد اللحظة، بل جاء نتيجة سلسلة من الانتكاسات التي لاحقته منذ تعرضه لإصابة خطيرة في الركبة عام 2020. تلك الإصابة أبعدته عن الملاعب لفترة طويلة وأثرت على قدراته البدنية، مما جعله يفقد جزءًا من بريقه.
وبالرغم من المحاولات المتكررة لإعادته إلى مستواه السابق، لم يستطع فاتي استعادة الأداء الذي جعله يومًا ما أحد أبرز نجوم برشلونة. ومع ازدحام خط الهجوم بالمواهب الشابة الأخرى، باتت فرصه في المشاركة أساسية تتضاءل تدريجيًا.
الراتب المرتفع.. عقبة أمام انتقاله لأوروبا
يمتد عقد فاتي مع برشلونة حتى 2028، وهو ما كان ليكون ميزة في ظروف أخرى، لكنه تحول إلى عبء كبير على إدارة النادي. فراتبه المرتفع يجعل بيعه لأحد الأندية الأوروبية مهمة شبه مستحيلة، خاصة في ظل الأداء غير المقنع الذي قدمه خلال المواسم الأخيرة.
فالأندية المهتمة بلاعب بمستوى فاتي غالبًا ما تبحث عن مزيج بين الأداء المتميز والتكلفة المناسبة، وهو ما لا ينطبق حاليًا على اللاعب الإسباني الغيني الأصل. وبالتالي، بدأ برشلونة في البحث عن وجهة بديلة قد تكون أكثر استعدادًا لتقديم عرض مناسب له.
الوجهة الجديدة.. هل تكون في الشرق الأوسط؟
مع صعوبة بيعه لأندية أوروبا، توجهت أنظار إدارة برشلونة إلى الدوريات العربية، وتحديدًا في السعودية، قطر، والإمارات. فالسنوات الأخيرة شهدت تحركات ضخمة من أندية هذه الدول لاستقطاب نجوم عالميين، مما جعلها وجهة جذابة للاعبين الذين يبحثون عن فرصة جديدة ومسيرة مختلفة.
وبحسب صحيفة “موندو ديبورتيفو” الإسبانية، فإن برشلونة بدأ بالفعل محادثاته مع وكيل أعمال اللاعب خورخي مينديز لاستكشاف العروض المحتملة من أندية الشرق الأوسط. فهل يكون فاتي أحد الأسماء التي تلتحق بركب النجوم الذين اختاروا تغيير المسار بعيدًا عن أوروبا؟
هل لا يزال هناك أمل في بقاء فاتي؟
بالرغم من كل هذه التكهنات، يظل احتمال بقاء فاتي داخل برشلونة قائمًا، لكنه ضعيف. فإذا لم يتمكن النادي من العثور على عرض مناسب، قد يضطر إلى إعارته لموسم آخر على أمل أن يستعيد مستواه ويصبح أكثر جذبًا للأندية الكبرى مستقبلًا.
ولكن في ظل سياسة برشلونة الجديدة التي تركز على خفض التكاليف وإعادة بناء الفريق، يبدو أن بيع فاتي سيكون الخيار الأكثر واقعية.
